عفت السادات

المصالحة فيها شفاء للناس

السبت، 19 أكتوبر 2013 10:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يظن البعض عندما يقرأ عنوان مقالتي وكلماتي التالية أنني تراجعت عن موقفي السابق من رفض أى حوار مع تنظيم الإخوان المسلمين، إلا أن هذا الاعتقاد الذي قد يصل إليك عزيزي القاريء هو اعتقاد خاطيء.. إنني لازلت أرفض إجراء أي حوار مع كل من تلطخت يده بدماء المصريين وساعد على نشر العنف واستخدم السلاح ضد جيش مصر العظيم ورجال الشرطة .. إلا أن ما أطرحه اليوم هو رؤية وتصور للوضع الراهن الذي وصلنا إليه.. إذا نظرنا إلى الوضع سنجد أن هناك نزيف في الاقتصاد المصري وهروب للسائحين وإغلاق عدد من القرى السياحية وتسريح العديد من العاملين فى الفنادق والمناطق السياحية بسبب توقف النشاط، كل ذلك كما تعلم فهو ناتج عن عدم استقرار الوضع في البلاد مع استمرار التظاهرات من جانب تيار الإخوان المسلمين بالإضافة إلى العمليات التفجيرية التي تعود بين الحين والآخر والتى كان آخرها حرق مديرية أمن جنوب سيناء بشرم الشيخ.
المسئولية الوطنية تحتم علينا إجراء مصالحة تكون شفاء للناس.. شفاء لكل الأطراف التي لم تتلوث أيديها بالدماء كما ذكرت سابقا.. ما بادرت به رئاسة الجمهورية منذ مدة بالحوار مع المنشقين عن الجماعة كان شيئا عظيما لكنه غير كافي.. إن قيادات الجماعة اليوم في السجون يحاكمون بأمر القانون وعليه فالاتجاه حاليا يجب أن يصوب نحو شباب الجماعة وقيادات الصف الثاني والثالث، بغاية تحقيق المصالحة معهم والتى من شأنها أن تعيد الاستقرار للشارع وتنهى تظاهرات الجماعة وتؤكد على احترام النظام الحالي في مصر للديمقراطية وعدم الإقصاء.. إن إقصاء الإخوان من المشهد بشكل نهائي وبقرار سياسي لن ينتج عنه سوى مزيد من الفوضى والعنف والخسائر المادية الفادحة التى تتكبدها البلاد، والتى لن تفيد معها المنح والمعونات التى تأتينا من دول الخليج الشقيقة.. بل على العكس فالمصلحة العامة تقتضي العمل بشكل متوازي وفق عدة محاور وعدم الاستناد إلى المحور الأمني فقط بل من المهم فتح محور سياسي واجتماعي أيضا.. لنكن صرحاء مع أنفسنا.. ليس هناك خطر من فتح الباب أمام الإخوان للعودة والمشاركة فى العملية السياسية مع تحجيم دورهم بشكل غير مباشر لا يتعارض مع مباديء حقوق الإنسان أو مباديء العمل السياسي.. والسبب فى ذلك بسيط ألا وهو أن الشعب المصري نفسه لفظ الإخوان وفاق من غيبوبته في 30 يونيو وما بعدها.. والجماعة لن تقوم لها قائمة مرة أخرى شعبيا ولن تستحوذ على الأغلبية لآن ما حدث خلال عام مضى كان مجرد ظاهرة وقتية انتهت تماما..








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة