المشوار طال وأوشك على نهايته. والمحطة الأخيرة فى رحلة الحياة اقتربت. ولابد من الاستعداد لمغادرة قطار العمر. فهل أنت جاهز؟
تلك كانت رحلتك المكتوبة على جبينك والتى سطرها لها قدرك.. براءة ودهشة. أحلام وكوابيس.. ابتسامات قليلة ودموع كثيرة.. وجوه حبيبة جاءت وذهبت. وأحداث غريبة حدثت.
طفل برىء، فرحت بعصافير الأحلام تدق نافذة حياتك. فتتمنى لو كان لديك جناحان تطير بهما وكأن روحك كانت تتنبأ بما سوف يصيبك من جراح الدنيا!
وشاب حالم هائم.. عشت شبابك بين الأحلام والأوهام. تتخيل أن الدنيا فرح دائم. والحرية شاطئ لابد من الوصول إليه. وأن الجمال سر الحياة. والحق قانونها. فإذا أنت لا تقبض بين يديك إلا السراب الخادع. ولوعة الآلام.
ورجل شقى بائس. تحمل على كتفيك الناس وجراح المشوار. ومصائب العيش فى واقع الكبار. فلا ظللت طفلاً صغيراً ولا استطعت أن تكون رجلاً كبيراً. تتبدد الأحلام وتدوسك الأقدام!
والآن وقبل النهاية. لا الأحلام تحققت ولا الجراح شفيت. العمر كله أصبح الأمس واليوم ليس سوى الآن. والغد أظنه لن يأتى!
الآن ليس لديك سوى الدعاء. وطلب المغفرة على أخطاء وخطايا النفس. ليس سوى الندم وقت لا ينفع ندم. اليوم ليس أمامك سوى أن تنزوى وحيداً. كما عشت عمرك رغم كل الزحام. وأن تطلب الرحمة. من الوحيد الذى يرحم!
اليوم لا يتبقى غير أشلاء ذكريات. صور باهتة من ماض ذهب وراح. ووجوه ضاعت ملامحها حتى تلك التى كانت يوما حبيبة أو قريبة. اليوم فقدت المعانى قيمتها. والكلمات حروفها. اليوم بطاقات بلا اسم ولا عنوان!
اليوم.. المحطة الأخيرة!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة