ماهر عبد الواحد

التكرار يعلم الثوار

الجمعة، 08 فبراير 2013 09:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ ليلة تنحى مبارك وحتى إجراء الانتخابات الرئاسية، وما تلاها من عمليات قتل وسحل وكذب باسم الدين والشرعية، والمصريون هم الوقود الحقيقى لكل الأحداث الدامية التى سقط فيها شهداء، والإخوان فقط هم المستفيدون وكل الأحداث تسير لصالحهم بشكل يبدو مدروس ومخطط، ومع ذلك القوى الثورية والمعارضة لا تكف عن اتهام الإخوان بالفشل والعجز عن إدارة الدولة، وأن سقوطهم بات وشيكاً، نعم الإخوان لا يديرون الأزمة ولكنهم ينهون الأزمة وبطريقتهم!!، وهذه القوى لا تعلم أنها تحقق للإخوان أهدافهم "بشكل مباشر وغير مباشر".. هم قبلوا التفاوض مع عمر سليمان قبل رحيل مبارك والثوار رفضوا، الثوار قالوا "يسقط حكم العسكر" وقدموا شهداء جددا فى محمد محمود وهى الأحداث التى تحدد على آثرها موعد تسليم السلطة وتقلصت الفترة من سنة إلى 6 شهور، هم كانوا يستعدون للانتخابات البرلمانية وكان المصريون يقتلون فى محمد محمود، والضابط "السادى" يطفئ عيونهم للأبد، رفضنا كتابة الدستور فى ظل وجود "العسكر"، وكان البديل أن كتبه "سارقو الثورة"، مقصدى من هذا الكلام أننا لم نخيب ظن الإخوان وتابعيهم ولو لمرة واحدة، وكان لدينا إصرار عجيب على أن نضع فى سلتهم الثمرة الأخيرة التى نحتفظ بها، قد نختلف أو نتفق على هذه الثمرة، اختلافنا ليس من النوع الذى يمكنك اعتباره "رحمة"... أقصد جبهة الإنقاذ الوطنى، أنا اعتبرها أحد مكاسب الثورة، فإن تكون لديك جبهة معارضة قوية، يعرف العالم رموزها- فى بلد كانت فيه المعارضة مهنة ووظيفة- ويعتبرها النظام شوكة فى حلقه، وقد استخدم كل الوسائل غير الشرعية وغير الأخلاقية لتشويه صورة بعض رموزها، لكننا كالعادة "رفسنا" هذا المكسب ونواصل عملية "الرفس" لإكمال مسلسل خدمة الجماعة ومخططها، فقد نجح الإخوان وتابعيهم فى إفساد علاقة جبهة الإنقاذ بالشارع، هم يسمونها جبهة خراب مصر، والشارع الثائر والذى تعتبر الجبهة هى غطاؤه السياسى، سواء اعترف بذلك أو لم يعترف..
نعم فى الجبهة فلول، ومعارضون كان يجب عزلهم، لكنك تعلم أن اجتماعات الجبهة كثيرة ومؤتمراتها الصحفية كانت أكثر، فلم يك ممكناً الاستغناء عن الدكتور سيد البدوى أو قاعات حزب الوفد العريق.

ففى كل المواقف التى نتفق فيها مع الجماعة والتيار الإسلامى دائماً هم المستفيدون، فأن تهاجم جبهة الإنقاذ من المعارضة ومن النظام، فلا تندهش!!. جبهة الإنقاذ التى تم تخليقها فى ساعات، وقع عليها ظلم فادح وانتقادات أغلبها عاطفية بعيدة عن المنطق، مثل سعى بعض رموزها للزعامة والوصول للحكم، وأن مطالب الشارع تفوق سقف مطالبها بسنيين ضوئية، وأنه فى الوقت الذى يطالب فيه الشارع بإسقاط النظام، تطالب الجبهة بضمانات لإجراء انتخابات برلمانية وحكومة إنقاذ وطنى... طيب يا سيدى، آخر بيان لجبهة الإنقاذ جاء فيه أن الجبهة مع مطالب الشارع التى تنادى بإسقاط النظام، انبسطت حضرتك؟؟ جبهة الإنقاذ عبرت عن مطلبك بإسقاط النظام، وهى الآن فى حالة ارتباك، ماذا تطلب بعد ذلك؟؟

فقد احترق آخر كارت فى يد جبهة الإنقاذ سريعاً، وبات رموزها محاصرون بين تهمة محاولة إسقاط نظام منتخب وبين شارع ينتقدهم على طول الخط وبين فتاوى تبيح ضرب أعناقهم بالسيف، فباتت الجبهة كــ "المنبت".

بفتوى القتل هذه أعتقد أن جبهة الإنقاذ قد انتهت، واستراح النظام منها للأبد، عل الثوار يستريحون منها أيضاً، وستدرك ذلك عندما تفاجأ بأن أحزاب الجبهة "فركشت"، وأن الحديث عن قائمة موحدة فى الانتخابات القادمة كان عشم إبليس فى جنة البرلمان، ولا تزايد بأن الزعيم والمناضل يجب ألا يخشى الموت أو الاغتيال فداءً لأفكاره.












مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة