دندراوى الهوارى

شيخ العرب للرئيس: «أنا الثائر الحق وانت لأ»

الأحد، 17 مارس 2013 09:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثبتت الأيام الماضية المخضبة بالتجارب القوية، التى مرت بها مصر أن مؤسسة الرئاسة ومن خلفها مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، لديهم أمية وفقر شديد فى المعرفة بشكل عام، والمعلومات التاريخية وخريطة التركيبة السكانية، بشكل خاص، وهو الأمر الذى دفع ثمنه غاليا الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية نفسه، من تراجع كبير فى شعبيته، واهتزاز صورته أمام الرأى العام والظهور وكأنه مرتبك لا يستطيع أن يتخذ القرار الصائب، مما ساهم بشكل أو بآخر فى تآكل شعبيته.

ومن الأمثلة الصارخة للفقر المعلوماتى التى تسيطر على مستشارى الرئيس، إنهم نصحوا الرئيس مرسى بالاجتماع مع زعماء القبائل ورموز العائلات الكبيرة فى محافظات مصر المختلفة فى إطار مصالحة وللتنسيق الانتخابى، وتناسوا أبرز القبائل «الهوارة»، وهى القبيلة وحسب تاريخها ومواقفها ومكانتها ونفوذها الممتد من مرسى مطروح حتى قنا، لا يمكن أن تخطئها العين.

بل اللافت أن من بين الحضور الذى اجتمع معهم الرئيس قيادات بارزة بالحزب الوطنى المنحل، وكانت مؤمنة بحزبها وليس التحافا وانضماما على غير هوى، ومن بين هذه الشخصيات النائب هشام الشعينى الذى يعد الذراع القوى لـ«أحمد عز» أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل، وعبدالرحيم الغول قيادى الحزب الوطنى البارز، وهو الذى استضاف «عز» فى قرى نجع حمادى وأقام له الموائد الفاخرة واستقبله استقبال الفاتحين والظافرين قبل انتخابات 2010.

قبيلة الهوارة، التى تجهلها مؤسسة الرئاسة معرفيا، قال المؤرخ العظيم عبدالرحمن الجبرتى فى كتابه «يوميات» فى وصف ابنها البار شيخ العرب همام الهوارى، أول ثائر حقيقى ضد المماليك، والذى استطاع أن يؤسس دولة مستقلة استمرت 4 سنوات كاملة امتدت من المنيا شمالا حتى الشلالات جنوبا، قال عنه إنه «الجناب الأجل والكهف الأظل الجليل المعظم والملاذ المفخم الأصيلى الملكى ملجأ الفقراء والأمراء ومحط رحال الفضلاء والكبراء شيخ العرب الأمير شرف الدولة همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام بن صبية بن سيبية الهوارى».. عظيم بلاد الصعيد ومن كان خيره وبره يعم القريب والبعيد وقد جمع فيه من الكمال ما ليس فيه لغيره مثال تنزل بحرم سعادته قوافل الأسفار وتلقى عنده عصى التسيار وأخباره غنية عن البيان مسطرة فى صحف الإمكان.

شيخ العرب همام الهوارى حاكم الصعيد كان رمزا، اختلف عن الرئيس محمد مرسى اختلافا جذريا، فيكفى أن شيخ العرب نشر العدالة بين أبناء الصعيد ولم يكن يفرق فى المعاملة بين أبناء قبيلته الهوارة وبين القبائل الأخرى المنافسة والمعادية له مثل قبيلة «العرب»، فالجميع أمامه سواء، رغم أن مناصرته لقبيلته - لو حدثت - لكان له ما يبرره فهو ابنها وتربطه حبلا سريا بها، عكس «مرسى» الذى يرتبط بعشيرته «جماعة الإخوان المسلمين» ارتباط المنتمى وليس ارتباط صلة الدم والرحم مثل الثائر الحق شيخ العرب همام.

لقد أحال شيخ العرب همام الهوارى الصعيد من منبت للفتن ومسرح للصراع بين الأمراء المماليك المهزومين أمام زملائهم فى القاهرة ومطارديهم المنتصرين، إلى منطقة استقرار ورخاء وأمن وازدهار، وبهذا دشن ودعم أساس مجده وملكه، فى الوقت الذى فشل فى تحقيقه الرئيس مرسى حتى الآن، بل تزداد دائرة الانفلات الأمنى اتساعا يوما بعد يوم.

الأمية المعرفية لمؤسسة الرئاسة تجلت عندما لم تقرأ ما سطره المفكر «لويس عوض» فى كتابه «تاريخ الفكر المصرى الحديث» عن ثورة هوارة بقيادة ابنها البار شيخ العرب همام قائلا: «ثورة شيخ العرب همام كانت لها أهداف وطنية واجتماعية، أما الهدف الوطنى الأول فكان تخليص مصر من أيدى المماليك، أما الهدف الاجتماعى الأول فكان تمليك الأرض للمصريين وتوزيعها على الفلاحين جميعا.

وأقام شيخ العرب همام نظامًا وحكمًا إداريًا دقيقًا لتنظيم بلاد الصعيد وشؤون أراضيه والعاملين فيها، وكان لديه دواوين تضم كوادر رائعة، تم اختيارها حسب معايير الكفاءة، وليس على أساس عشائرى أو طائفى، فلم يكن مستغربا أن معظم هذه الدواوين كان يديرها أقباط، لمهاراتهم فى الشؤون الحسابية، لذلك ذاع صيته وقيمته ومحبته بين الناس.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة