أرجع صديقى العزيز كل أزمات مصر الحالية إلى كلمة واحدة فيها الشفاء والدواء والداء فى متنها انتشال الوطن من كوارثه ونقله إلى مصاف الدول المتقدمة وبحروفها نجاته وبتطبيقها نكون وصلنا إلى بر الأمان.
قلت له هات ما لديك قال الضمير وسكت.
قلت الرئيس عنده ضمير أكيد ورجل يحب الوطن ومستعد للموت من أجل خدمته ورفعته ومع ذلك الكوارث "بترخ" علينا من كل ناحية، فسر لى هذه الحالة، قال هناك فارق يا صديقى بين أن يكون عندك ضمير وبين أن تنفذ ما يمليه عليك هذا الضمير، والأهم كيف يكوّن لديك الضمير وما معلوماته ومصادره وقناعاته فى المقام الأول.
قلت أريد توضيحا، قال يا سيدى ببساطة مثلا لما الرئيس قرر الموافقة على الدستور الليلى الذى تمت الموافقة عليه أسرع من البرق اتخذ القرار طبعا، وهو مرتاح الضمير، قلت له أشك
قال لا، لأن الأمر ببساطة مجموعة المستشارين حوله أو من يثق بهم من جماعته وعشيرته هم من أكدوا له.. ربما أقسموا أنه أفضل دستور فى تاريخ مصر وربما أفضل دستور عرفته البشرية، هذا هو المحك، كيف تكون معلوماتك الأساسية التى تزود بها ضميرك لإصدار القرارات المصيرية.
يعنى لو أن الرئيس نوّع فى مصادر المعلومات كنا ارتحنا من القرارات التى تصيب الشارع بالغضب وبالسكتة أحيانا لمخاطبتها تيار معين.
ماشى.. وبعدين قال: تعالى مثلا لأزمة السولار حلها فى الضمير، أولا ضمير بعض شركات البترول التى تقلل من الحصص وبعض أصحاب المحطات الذين يهربون الوقود للمتاجرة به فى السوق السوداء وضمير أصحاب الشاحنات الذين يتاجرون فى حصتهم وضمير من يعبئون الجراكن وضمير من يخزن الوقود وضمير... قلت، كفاية.. ماشى.. فى دى أنا معاك الضمير قادر على حل الأزمة.
قال كل مشاكل مصر يا صديقى تعالى مثلا للصراع بين التيار الإسلامى من جهة وبين جبهة الإنقاذ والتيار المدنى من جهة أخرى السبب فى الخلافات الضمير تساءلت كيف؟ أجاب كل طرف يعتقد بل ويقسم أنه على حق وأن ضميره الوطنى يؤرقه، وبالتالى يرفض الطرف الآخر وكل طرف لديه من مخزون ضميره الوطنى أنه على حق وأن الآخر على خطأ لأن كل فصيل محددات ضميره تختلف قطعا عن الفصيل الآخر، قلت والحل يا سيدى قال نمزج الضمائر مع بعضها البعض ونتصارح بعيدا عن الشو الإعلامى والبطولات الزائفة الحل فى إيقاظ الضمير من ثباته العميق ونضع الوطن فى المقدمة بعيدا عن المكاسب الشخصية نعترف أن مصر أهم من السياسيين والزعماء والثوريين والمعتصمين، وقاطعى الطرق والمحتجين والبلطجية وهواة المنظرة ساعتها كل مشاكلنا سوف تحل حتى بصورة تدريجية قلت له والله ممكن.
رد منفعلا يا عم اعترف إننا نعانى من أزمة ضمير.