لن يفهم الرئيس مرسى أبدًا أن الزمن تغير، وأن المصريين بعد ثورة يناير قد اختلفوا جذريًا عما قبل الثورة، فلن يقبلوا أن يحكمهم نظام جديد بنفس الآليات القديمة، خاصة كتلة الشباب الضخمة التى يتجاوز عددها خمسين مليون (عددنا أصبح 92 مليون نسمة فى آخر تقرير رسمى قبل أيام)، هذه الكتلة الشبابية التى اكتشفت ذاتها بفعل مشاركتها المذهلة والحيوية فى إشعال الثورة، لن تسمح للإخوان المسلمين بالمضى فى حكم مصر بأساليب البطش والقهر وفرض الأمر الواقع!.
أجل.. الدولة تحترق، ورائحة (الشياط) فاحت بقوة فى سماء بورسعيد أمس الأحد 3/3/2013، حين تم إطلاق النار على عقيد بالجيش بعد أن أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين السلميين المحتمين بقوات الجيش، وفقاً لوزارة الصحة فالإصابات تجاوزت 250 فردًا، وكم كان مؤلمًا وموحيًا أن نرى جنود القوات المسلحة، وأكرر القوات المسلحة، قد تعرضوا لقنابل الغاز فأصيب بالإغماء من أصيب، واختبأ فى مدرعته من اختبأ!.
إنها كارثة بكافة المقاييس، وبلادة الحكم فى مصر لن تفهم مغزى اعتداء الشرطة على الجيش، بعد اعتدائها الدائم والغليظ على الشعب، وأمس تكثفت رائحة (شياط) الدولة فى سماء ميدان التحرير بالقاهرة، بعد أن أصرت قوات الشرطة على اقتحام الميدان بالقوة واعتقال وضرب المعتصمين والمتظاهرين، ولأن شباب مصر قد تغير، ونزع ثياب الخوف عن قلبه، فقد قاوم بطش الشرطة بجسارة، ورفض الانصياع لوزير داخلية قاس وعنيد مثل الذى قام بتعيينه!.
أما إذا ذهبت إلى المنصورة، فستزكم أنفك رائحة (شياط) نفاذة، فقد انتفض شباب المنصورة ضد جبروت نظام لا يستحى، ولا يعى مطالب الناس، ولا يسعى إلى تلبية حدها الأدنى على أقل تقدير، الأمر الذى يؤكد ضيق أفق النظام بشكل غير مسبوق، ويرشحه لدخول التاريخ المصرى من أردأ أبوابه!.
المثير للعجب، أن الدولة تحترق، وجماعة الإخوان التى أحرقت الدولة ما زالت مهووسة بالسلطة وتسير قدمًا فى تنفيذ برنامجها القاضى بالاستحواذ على مؤسسات الدولة، فتفتح الباب للترشح لانتخابات مجلس الشعب ضاربة عرض الحائط بالاحتجاجات الاجتماعية والاعتراضات التى تبديها القوى السياسية، ومتجاهلة رائحة (الشياط) التى عكرت هواء الوطن، وهو أمر يدل على بلادة سياسية منقطعة النظير ستدفع ثمنها غاليًا وفى القريب العاجل، حين تكمل اتفاقها مع صندوق النقد الدولى، وها هى زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس تؤكد أن الإخوان يسيرون على خطى مبارك، وأنهم سعداء برضوخهم للأمريكان، وقانعون بدور التابع الأمين لواشنطن!.
اسأل نفسك.. هل تحسنت أحوال فقراء هذا البلد منذ حكم مرسى؟ هل شعرت الغالبية العظمى من المصريين بنقلة فى مستوى حياتهم منذ خطف الإخوان السلطة؟ وقبل أيام تصدرت الصفحة الأولى فى الأهرام صور الطوابير البشرية أمام محطات بيع السولار، كما اكتظت البشر فى طوابير مماثلة بحثاً عن لبن الأطفال!.
إن الفقر المدقع قادم لا محالة، وثورة الملايين ستشتعل لا ريب، وما رائحة (الشياط) التى تنبعث فى سماوات مصر كلها إلا إشارات قوية تؤكد أن الدولة المصرية فى عهد مرسى تحترق بسبب إدارته البائسة للأمور.. فانتبهوا!.
عدد الردود 0
بواسطة:
كيمو١٣
اتقوا الله في شعب مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
إسلامية
إسلامية
إسلامية إسلامة عودي يا مصر إسلامية.
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
ويزداد المر سوءا ياسيدي
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
مقال حضرتك سابق الزمن
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي
انت لم تفهم ان عصر الفلول انتهي