الدعوة إلى مليونية تطهير القضاء دعوة خبيثة، تفوح منها رائحة العفن السياسى، هى تكرار بصورة أكبر لمأساة حصار المحكمة الدستورية التى نفذتها جماعة الإخوان، وستبقى فى تاريخ مصر عنواناً بائساً لحكم جماعة الإخوان، وستبقى شاهدا على الغوغائية ومن يحميها، ولا يسائلها عن هتافاتها الساقطة التى رددتها وقت حصار المحكمة: «إدينا الإشارة نجيبهم لك فى شكارة».
أدى حصار المحكمة الدستورية هدفه بتعطيل المحكمة عن نظر الطعن فى مشروعية مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور، وإذا كان ذلك هدفا إخوانيا تم إنجازه، فإنه ضرب بعمق فى عدم احترام القانون، وبعث برسالة من نظام مرسى بأنه لا يحترم القضاء ولا يحافظ على هيبته، وبالتبعية امتدت هذه الكارثة إلى قوى سياسية تتحدث عن القضاء وكأنه جلسة عرفية يريدون توجيهها إلى ما يوافق هواهم، وأغراضهم التى لا تمت بصلة إلى العدالة وصحيح القانون.
تحدث الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، عن أن جماعته استجابت لنداء القوى السياسية بالمشاركة فى جمعة «تطهير القضاء» أمس، والحقيقة أن الجماعة هى التى هندست وخططت لهذه «المليونية»، والأغرب أن بيان الجماعة حول ذلك، تحدث عن أن المظاهرات تأتى فى إطار تحقيق مطالب الثورة والمتمثلة فى مطالبة مجلس الشورى بإقرار قانون السلطة القضائية، وتلك كذبة كبيرة وتدليس واضح وضحك على الذقون، فمجلس الشورى التى تنتقد الجماعة تقاعسه فى إصدار قانون السلطة القضائية، تمتلك الجماعة غالبيته ورئيسه من قياداتها، فكيف لها ألا تأمر هذا المجلس «غير الشرعى» بإصدار القانون؟ وهذا التوجه التآمرى من جماعة الإخوان يقودك إلى النظر بإعجاب إلى موقف الدعوة السلفية فى هذا الموضوع.
قال بيان الدعوة: «إذا كان مجلس الشعب الذى كان يمتلك السلطة الكاملة لإصدار القوانين قد استقر رأيه على التريث فى إصدار قانون السلطة القضائية، فكيف يتعجل فيه مجلس الشورى، رغم أنه يمارس سلطة التشريع بصفة استثنائية مؤقتة، وفى ظل اتفاق رئيس الجمهورية مع القوى السياسية على اقتصار دوره على القوانين العاجلة فقط».
فاقت الدعوة السلفية فى إجادتها وتمايز موقفها ومعها حزب النور عن جماعة الإخوان وأخواتها من حزب الوسط إلى الجماعة الإسلامية، وكل من دعا وشارك فى «مليونية تطهير القضاء» بكل أغراضها الخبيثة واللقيطة.
لا تصدقوا جماعة الإخوان حين تتحدث عن تطهير القضاء، فهى تسعى إلى أهدافها الخاصة التى تحقق لها السيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة، ويأتى القضاء فى مقدمة ذلك.
انظروا إلى ما وراء هذا الشعار الساقط الذى كشف حقيقته مهدى عاكف، مرشد الجماعة السابق، قبل أيام، حين تحدث صراحة عن عد العدة لاستبعاد نحو 3 آلاف قاض بخفض سن القضاة، وكشف هذا الكلام السيناريو المعد لأخونة القضاة، وفق خطة إحلال وتبديل تحقق الغرض الإخوانى الخبيث.
أعود فى الرد على ذلك لبيان الدعوة السلفية الذى قال: «إن تخفيض سن تقاعد القضاة عشر سنوات مرة واحدة وبدون مقدمات يعتبر إضراراً بكثير من القضاة، وإضراراً بمصالح الناس الذينى تتكدس قضاياهم فى المحاكم، وسيخرج قضاة كثيرون ممن يتمنى الناس بقاءهم والعكس بالعكس.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
إصلاح السلطة القضائية مطلب ثورى - متى ينتهى مسلسل توريث القضاء ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
حكيم مرجان
مليونية الأمس لم تكن إخوانية ولكنها شعبية تمثل شعب مصر ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامة
سن التقاعد موحد للجميع طبقا للدستور الجديد !
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
يجب ان يطبق تخفيض السن علي مرسي و الحكومه والشوري ايضا
الصفه في القانون العموميه والا كان باطلا..........
عدد الردود 0
بواسطة:
المعلم
القصاص لشهداء الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
سالم الغانم
حصار الدستورية أكذوبة والبادىء أظلم فى التغول بين السلطات ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى المحامى
الخبث والعفن هو مزايدات أدعياء الثورية من جبهة الإفلاس ؟!!
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
تطهير القضاء معناه اخونه الفضاء
الاخوان سزج بعاملون الناس بسزاجه
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
عدد الإخوان حسب تقديراتهم 3 ملايين ...فكم عدد حزب الكنبة ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مروان
على الجماعة الوطنية أن تحذر من الثورة المضادة بقيادة قضائية ؟!