بليغ حمدى والمسيحيون والإخوان

فى دمياط الحبيبة عشت سنوات الصبا والجامعة.. اقتربت –إلى حد ما– من دوائر الإخوان.. رأيت نماذج إنسانية رائعة لاسيما من أبناء قسم اللغة الإنجليزية «كلية التربية – دفعة 1994» وبالطبع رأيت من هم دون ذلك.. كان يلفت نظرى حرص أعضاء الجماعة على عدم وصف الإخوة المسيحيين إلا بـ«النصارى» فهم ليسوا إخوة ولا أقباطا على الإطلاق.. كان الفكر الإخوانى يقدم نفسه على أنه الأكثر اعتدالا وانفتاحا على الآخر بينما وقعت فصائل التيار الإسلامى الأخرى فى فخ التطرف أو على الأقل «شرد أصحابها حبتين».
الصدمة الأولى فى هذا السياق تلقيتها عندما فوجئت بأحد القيادات المحلية للجماعة الذى يفترض أنه رجل مستنير ويكتب القصة وقارئ للأدب، ينظر للأفق ويتحدث كمن يناجى نفسه بشأن سر خطير اكتشفه وينبئ عن مؤامرة كبرى: لقد استخدم بليغ حمدى أجراس الكنائس فى تلحين هذه الأغنية التى يسمعها ملايين المسلمين وهم غافلون عن تلك الحقيقة!
كان يشير إلى أغنية «ألف ليلة وليلة» للسيدة أم كلثوم، وكانت الفكرة أن هناك تحرشا بعقيدة المسلمين من خلال دس السم فى العسل.. تصوروا! أعضاء فاعلون آخرون أخذوا يتحدثون عن أن الجماعة إياهم «يقصد الإخوة المسيحيين» لجأوا إلى استراتيجية جديدة تتمثل فى تسمية مواليدهم بأسماء لا تبدو منها الهوية المسيحية «أشرف بدلا من جرجس على سبيل المثال» والهدف من هذه الملاحظة هو الحذر والانتباه وكأننا بصدد عدو نحاربه وليس مواطنا وأخا له ما لنا وعليه ما علينا.