يمكنك أن تقول عن المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، إنه من رجال مرحلة مبارك، واقترن اسمه قبل ثورة 25 يناير بقصة صراع ما كان يسمى بتيار الاستقلال القضائى، والتيار التقليدى المسنود من الدولة، وإنه خاض انتخابات النادى ضد مرشح تيار الاستقلال، وفاز بها.
استخدم نظام مبارك أسلحة عديدة لتقليم أظافر نادى القضاة، وقت أن كان رئيسه، رمز تيار الاستقلال، المستشار زكريا عبدالعزيز. قالوا إن النادى وظيفته اجتماعية فقط، وتعرض لقصف إعلامى عنيف من صحافة السلطة، وحملات تشهير كبيرة بلغت حد حصاره أمنيا، والاعتداء على بعض القضاة، مثل القاضى محمود حمزة الذى تم سحله فى الشارع مما أدى إلى كسر ذراعه. اكتسب النادى وقتئذ شهرة شعبية، وأزاحت مواقفه مفهوما تاريخيا بأن القضاة يعيشون فى برج عاجى، وليس لهم شأن بالقضايا العامة.
قدمت معارك القضاة ضد نظام مبارك رموزا عديدة، استمع إليهم الناس حين تحدثوا عن حقوق الإنسان، وشرف القضاء، ومنظومة للعدالة سليمة وطاهرة وشريفة، واستمع الناس إليهم حين تحدثوا عن أن الديمقراطية هى الدواء، وحين تحدثوا عن استقلال القضاء، وجاء ذلك متزامنا مع مواقف رائعة فى إشراف القضاة على الانتخابات، والكثير منهم قاوم تدخل الأمن لعدم تزويرها، هناك قضاة كانوا يحرسون الصناديق بأنفسهم، ويحفزون مرشحين معارضين لمبارك من أجل الحفاظ على الصناديق أمام تدخلات أمن الدولة.
تلك هى الحالة وقت نظام مبارك، ويحدث الآن تحت حكم الرئيس مرسى ما يشبهها. كان القضاة بمقاومتهم صداعا فى رأس نظام مبارك، وأصبحوا بمقاومتهم صداعا فى رأس نظام مرسى، لكن تبدلت الخنادق، فإلى خندق الرئيس مرسى انتقل معظم رموز تيار استقلال القضاء وقت مبارك، مثل محمود وأحمد مكى، وحسام الغريانى، وزكريا عبدالعزيز، وهشام جنينة، وغيرهم، وإلى خندق معارضة مرسى وجماعته اصطفت الغالبية الكاسحة من القضاة.
السؤال: فى أى خندق كان يجب أن يقف المستشار الزند الذى سبق أن أشاد به الرئيس مرسى علنا، وأعاد القضاة انتخابه باكتساح رئيسا لناديهم بعد الثورة بأشهر، حيث كنا لا نزال نعيش كثيرا من النبض الثورى الطاهر؟
هل كان المطلوب من «الزند» حتى يحظى برضا سلطانى أن يسير فى موجة «التأخون» والتصفيق للرئيس مرسى وجماعته فى كل زمان ومكان، حتى لا يلاحقه معارضوه بأنه من رموز زمن مبارك ونظامه؟
قل ما شئت عن أنه يذكرك بزمن مبارك، لكن ستكون غير منصف وتحكم بهواك لو اعتبرت أن ما فعله فى معركة قانون السلطة القضائية كان خطأ، هو خاض معركة أشبه بما حدث معنا- نحن الصحفيين- حين واجهنا معركة إسقاط قانون تقييد حرية الصحافة عام 1996، وكان قائد المعركة إبراهيم نافع بوصفه نقيبا للصحفيين، ولم يلتفت أحد وقتها إلى أنه من رموز نظام مبارك الكبار. وعلى هذا الأساس فإن المستشار الزند هو فى وضعه الصحيح فيما يتعلق بمعركة القضاة الحالية، وأستشهد برأى المستشار المحترم أشرف البارودى، أحد رموز القضاة النبلاء الذين قاوموا مبارك، والذى قال إنه فى خندق المستشار الزند الآن من حيث دفاعه عن استقلال القضاة، أما اتهامه بالاستقواء بالخارج فتلك أشبه بلعب الأطفال بـ«البمب»، ولنتذكر أن الإخوان هددوا بالخارج ضد نظام مبارك أيضا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المعلقون الأحرار - Free Commentators
الوضع مختلف - قضاة النيابة تطلب رفع الحصانة عنهم ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
كرومبو
فتش عن المصالح الشخصية ... فى المعارك الهلامية ؟!!
عدد الردود 0
بواسطة:
!!!!
تحية طيبة للكاتب !!! الدولة لها 3 سلطات : تنفيذية -تشريعية - قضائية !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
!!!مصرى حر !!!
ان مالت السلطة القضائية فى اتجاة التنفيذية فلك الله يا شعب مصر
فلك الله يا شعب مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد المصرى
لرقم 3 ( تحية لك انت يا صاحب كلمة الحق بالاسلوب الرائع )
عدد الردود 0
بواسطة:
كريستيانو المقطم
وشهد شاهد من أهلها ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الشامخ و المخلوع ... ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
مشاكس
الثورة و القانون ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد شرف
اكاد اجزم ان تعليق رقم 3 للاستاذ اسلام المهدى .
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا مهران
ثورة القمح .. ألأ تستحق مقال ؟!