من خندق إلى خندق ينتقل حزب الوسط، ومن موقعه الحالى كحليف لجماعة الإخوان والرئيس مرسى، يطرح مبادرة لـ«الشراكة السياسية».
تكتسب المبادرات أهميتها ونزاهتها وفعاليتها، حين تأتى من طرف لا يعلن عن انحيازاته بشكل سافر، ويقف على مسافة واحدة من الجميع، وقد يكون من المفهوم أن يدافع حزب الوسط عن أن شرعية الحكم تمر عبر صناديق الانتخابات، لكن من غير المفهوم أن يمضى مع جماعة الإخوان ومسارها بالموافقة على طول الخط، ثم يأتى الآن ليطرح مبادرة لـ«الشراكة السياسية»، فأى شراكة يتحدث عنها، وهو ممن ساهموا فى ضياعها طوال الشهور الماضية. «الشراكة السياسية» ليست كلمة يستدعيها كل من يريد، ويطرحها لسد الذرائع، وإنما هى فعل وممارسة على الأرض، ومن يطرحها يجب أن يتسم بالسلوك السياسى الذى يجبر خصومك قبل أصدقائك على احترام ما تطرحه بشأنها، والسؤال: ماذا فعل حزب الوسط من أجل الشراكة السياسية فى الفترة الماضية؟ وهل من الممكن للأطراف التى كيل لها «الوسط» الاتهامات فى الماضى بأن تدخل إلى حوار يدعو له وهم مطمئنون؟
تحدث المهندس أبو العلا ماضى عن أنه اقترح على القوى السياسية التى تواصل معها أن يجرى نقاشا حول كيفية تحقيق شراكة سياسية بين أبناء الشعب المصرى، والموقف من الحكومة القائمة، بالإضافة إلى المواقف من المخاطر التى تهدد الدولة المصرية وعلى رأسها مشروع سد الألفية الإثيوبى، فضلا عن أى موضوعات أخرى يقترحها أى طرف.
ولنتوقف أمام جملة «أى موضوعات أخرى يقترحها أى طرف»، لنستنتج منها أنها موجودة لزوم الشىء، دون أن ترقى إلى الشىء نفسه، فكيف لحزب الوسط بكامل قياداته أن يطلب من الآخرين أن يتجاهلوا شيئا اسمه تأييد الحزب لإعلان مرسى الاستبدادى، الذى شق الصف الوطنى، وكان نقطة البدء فى استبداد مرسى وجماعته؟ كيف يطلب من الآخرين أن يتجاهلوا دور «الوسط» فيما حدث فى تكوين الجمعية التأسيسية للدستور، ثم كتابة الدستور نفسه الذى هلل له «الوسط» باعتباره أعظم الدساتير؟ كيف يطلب «الوسط» من المعارضة أن تنسى موقفه المتفرج على حصار المحكمة الدستورية، وسيره فى زفة هجوم الإخوان على الإعلام؟
كيف يطلب «الوسط» من الآخرين أن ينسوا موقف الحزب من قضية النائب العام الذى عينه مرسى وترفضه القوى السياسية المعارضة؟ كيف يطلب من الآخرين أن ينسوا تقديمه قانون السلطة القضائية إلى مجلس الشورى، مما أدى إلى مزيد من الاحتقان؟
دعك من كم الاصطياد الذى مارسه نائب رئيس الحزب، عصام سلطان، ضد رموز من المعارضة، والتى لم يكن لها أى داعٍ، فقد كانت جميعها تساهم فى نسف ما تبقى من جسور الثقة مع من يهاجمهم وكانوا معا أثناء الثورة.
دعك من هذا، واستدع فقط مجمل المواقف السياسية التى اختارها «الوسط» منذ انتخاب الرئيس مرسى، فجميعها انحازت للرئيس وجماعته، ولم تساهم فى شىء اسمه الشراكة السياسية. اختار حزب الوسط اختياراته السياسية، وله حريته الكاملة فى الدفاع عنها، أما وأنه يطلب بعد ذلك من المعارضة أن تجرى وراءه من أجل مبادرة هو يطرحها للشراكة السياسية، فهذا فعل ينطبق عليه المثل: «لو كنت قدمت السبت كنت هتلاقى الأحد».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحن
الضرب فى الميت حرام
عدد الردود 0
بواسطة:
مشاكس
المعارضة ذات الأحذية الحديدية والفكر البليد
عدد الردود 0
بواسطة:
متولى سعيد
۩۞ 30 يونيو آخر المحاولات البائسة للثورة المضادة ۩۞
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامة
هل هناك نية حسنة لتلاقى الجميع من أجل مصر .. فتش عن جبهة الخراب ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
حزب هز الوسط
عدد الردود 0
بواسطة:
أنـا
تتــكلم و كـأن الأمـور بأيديكـم
عدد الردود 0
بواسطة:
أنـا
تحــُـيز
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
حزب الوسط يحصد جائزة نوبل
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد سعودى
أسلوب ثورى والحكم لمن تمرد؟أم أسلوب ديمقراطى له آلياته؟
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
الشراكه هي شرك مؤقت للتهدئه وبعده يعودون للافتراس من جديد