عفت السادات

ما بعد الانقلاب الشعبى

الإثنين، 15 يوليو 2013 06:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
• لم يكون أسوأ المتشائمين لمستقبل حكم الرئيس السابق محمد مرسى يتصور هذه النهاية التى حملت فرحة طاغية وعارمة لغالبية الشعب المصرى، والمراقب للسنة التى جلس فيها الرئيس التابع لجماعة الإخوان على كرسى رئاسة مصر، كان سيدرك أنه ومنذ اللحظة الأولى لا يستطيع أن يملئ موقعة ولا أن يتخلص من تبعيته لمكتب الإرشاد رغم الدعم اللا محدود الذى حصل عليه من تيارات تختلف معه أيديولوجيا وسياسيا، حاول الرئيس بإيعاز من مكتب إرشاده الذى كان يملك ويحكم طمس الهوية المصرية والتمكين لجماعة الإخوان لتظل فى موقعها فترة لا يعلم مداها إلا الله.

تخيل الإخوان أن نجاحهم فى موقع المعارض بالكلام، سيكون سبيلا للنجاح ولم يدركوا عمق الأزمة التى وضعوا نفسهم فيها فموقع المعارض يختلف تمام الاختلاف عن موقع الحكم، لم يدرك الإخوان أن الشعب المصرى لن يأكل كلاما ومزايدة وتجارة بالدين، بل ان هناك متطلبات وادارة دولة تختلف كل الاختلاف عن ادارة مشروعات " السوبر ماركت و معارض السلع المعمرة " وأن هناك اقتصاد يجب أن يبنى بشكل علمى .

وجد الرئيس السابق الذى أشعر بالشفقة عليه كشخص نفسه يتورط يوما بعد الآخر ولو كان تحلل من قيود جماعته وحاول أن يفكر ولو مرة واحدة كرئيس لكل المصريين وليس للأهل والعشيرة فقط، لكن الوضع اختلف، لكنه لم يراجع نفسه مرة واحدة أو يتلفت إلى معارضيه ليجنب نفسه مصير من سبقه وبدلا من هذا قام بأخطر انقلاب فى تاريخ مصر وأصدر إعلانا دستوريا كان بمثابة أول مسمار يدقه هو فى نعش رحيله، هدم مرسى وجماعته دولة القانون واستحل لنفسه باسم السلطة والشرعية كل شىء، ومن تعامل مع الإخوان خلال هذه الفترة كان سيدرك أنهم يتعاملون كأصحاب البلد، بداية من رجال الأعمال وكبار المسئولين الذين وضعوا فى مناصب غير مؤهلين لها وحتى أصغر موظف فى دائرة حكومية، خلال هذه الفترة أرسل الجيش المصرى الرسالة تلو الأخرى كما قال الفريق السيسى لم يهتم مرسى أو يأبه بعد أن أقنعه مكتب إرشاده أنه لا خطر هناك وأن الشارع معه وأن الجهة الوحيدة القادرة على الحشد فى الشارع هم الإخوان ومؤيدوهم فقط، وكان آخر مسمار تم دقه فى النعش الإخوانى ما توافر من معلومات عن بدء تدخل التنظيم الدولى للجماعة فى الشأن المصرى بشكل يهدد الأمن القومى المصرى، تزامن هذا مع صحوة الشارع المصرى ولم يكن أمام الجيش ورجاله الذين أقسموا على حماية الوطن إلا التدخل والانصياع إلى رغبة عموم الشعب المصرى وتنحية الرئيس بعد أن رفض عرضا لطرح نفسه فى استفتاء على الشعب واستكبر وخرج علينا بخطاب نيرونى من الطراز الأول مهددا بحرب أهلية، وهو ما يفعله أنصاره الآن متوهمين أن عقارب الساعة قد تعود إلى الوراء، والتحقيقات التى ستجرى خلال الأيام القليلة القادمة ستكشف الكثير من المفاجأت.

* ضد نغمة تطبيق العزل السياسى على أعضاء جماعة الإخوان .. مع حساب من أخطأ بالقانون دون أى إجراءات استثنائية أو انتقامية .. مع تفكيك التنظيم فى مصر لخطورته على الأمن القومى، وعلى من يرغب فى ممارسة العمل السياسى أن يمارسه عن طريق حزب سياسى مثل باقى الأحزاب التى تعمل وفق آليات الدولة المدنية الحديثة .

• أتمنى أن يحفاظ رجال الشرطة على مكتسبات ماحدث فى 30 يونيو ولا يفرطوا فيه، ويتاعملوا دائما من منطلق أن هذا الشعب العظيم لا يستحق سوى الأفضل دائما.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة