سعيد الشحات

ملايين وليس مليونا يا أستاذ فهمى

السبت، 20 يوليو 2013 07:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الكاتب الصحفى فهمى هويدى أكثر كرما من رئيسه المعزول محمد مرسى فى مسألة عدد المتظاهرين الذين خرجوا يوم 30 يونيو يطالبون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فبينما قال مرسى لـ«أوباما» إن عددهم 160 ألفا، قال هويدى فى مقاله بـ«الشروق» أول أمس الخميس إن عددهم لا يمكن أن يتجاوز مليون شخص أو أكثر قليلا فى كل مصر، بما فى ذلك الذين خرجوا فى القاهرة وعددهم لا يمكن أن يتجاوز 400 ألف.
يأتى هذا الكلام فى سياق حملة من قوى الأهل والعشيرة التى تتباكى على حكم مرسى، لتشويه أسطورة خروج الملايين فى هذا اليوم، ويرتكز هذا التشويه على التقليل من عدد الذين خرجوا، ليصل بهم إلى حدود لا يصدقها عاقل ولا يقبلها منطق، ولا يرددها إلا أصحاب هوى يقرؤون الواقع على مزاجهم الخاص، ويغالطون فى ذكر الحقائق والمعلومات الصحيحة، ولا يصدقون أنهم خسروا سلطة كانت بين أيديهم لتعاليهم وتعاميهم.
التشكيك فى عدد الملايين الذى خرجوا يوم 30 يونيو بدأه مرسى حين تحدث عن أن كل الذين خرجوا لا يتجاوز 160 ألفا، ثم تحدث بعده آخرون وقالوا إنهم 400 ألف، ورفعه فريق إلى نصف مليون، حتى جاء فهمى هويدى ليرفعه إلى مليون، وبين كل هذه الأرقام يأتيك يقين أنك أمام جماعة تفعل ما فى وسعها لتفريغ أى نضال شعبى للمصريين من حقيقته الناصعة طالما هم لا يرضون عنه، وعلينا الانتباه إلى أنهم سيمارسون فى المرحلة القادمة الكثير من ترديد أكاذيب حول ما إذا كان ملايين المصريين قد شاركوا فى ثورة 30 يونيو أم لا، سيطرحون ذلك على أن ينتهوا إلى أن أكبر تقدير يمكن قوله حول المشاركين لن يزيد على مليون وهو الرقم الذى ذكره هويدى، والقصد من ذلك هو إضفاء الموضوعية والمصداقية على أكذوبة أن ما حدث هو انقلاب عسكرى ضد رئيس منتخب.
هذا النوع من الكذب والتدليس يعظم من قدر الخسائر التى تتكبدها جماعة الإخوان ومن يدور فى فلكهم لسبب بسيط وهو، أن كل مصرى فى القرى والنجوع والحوارى والأزقة يعلم حقيقة عدد الذين شاركوا فى 30 يونيو، ليس من خلال الفرجة على الفضائيات، وإنما من خلال المشاركة فى المظاهرات بهذه الأماكن، ومن لم يشارك فقد شاهد، فالمظاهرات كانت فى القرى ومدن مراكز المحافظات، وهو مشهد لم يكن فى ثورة 25 يناير.
يلجأ فهمى هويدى فى إثبات ما يقوله إلى «جوجل إرث» الذى يحدد سعة ميدان التحرير والشوارع المتصلة به بـ100 ألف متر مربع، وأن كل متر يتسع إلى أربعة أشخاص، مما يعنى أن 400 ألف هم سعة الميدان، وبالطبع تتجاهل هذه الحسبة الحشود الغفيرة التى كانت أمام قصر الاتحادية، والحشود التى ملأت عواصم المحافظات، وفى مقدمتها الإسكندرية والدقهلية والمنوفية والغربية، ومحافظات القناة، وكل هذه الأماكن لم يتم تصويرها جويا، فقد اقتصر التصوير على القاهرة بميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية.
الحشود التى كانت يوم 30 يونيو هى أكبر بكثير من الحشود التى خرجت يوم 25 يناير، لكن السعى إلى تشويه الحقائق يتواصل من أجل تفريغ عظمة وقيمة هذا اليوم من محتواه الحقيقى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة