فى أول جمعة بعد خلع مبارك يوم 11 فبراير عام 2011، امتلأ ميدان التحرير على آخره، وكان الدكتور يوسف القرضاوى هو خطيب وإمام المصلين فى الميدان، وانتقد قلة من الثوار ومعهم بعض الكتاب والمفكرين اختيار القرضاوى لهذه المهمة، وقالوا أن هذا سيضفى على الثورة لونا سياسيا معينا، كما أنه يحمل الجنسية القطرية مما سيلقى ظلالا من الشك حول الدور القطرى.
كانت هذه الانتقادات خافتة فلم يلتفت إليها أحد، وانتهت الصلاة وانتهى اليوم، وحين يتم التأريخ الصحيح لثورة يناير لابد أن يتم التوقف أمام فكرة اختيار القرضاوى لخطبة الجمعة فى هذا اليوم، فالكثير من الأحداث التى شهدها ميدان التحرير بعد تنحى مبارك تحتاج إلى معرفة تفاصيلها وأسرارها.
كان ميدان التحرير وقتئذ يموج بالتيارات السياسية المختلفة بما فيهم جماعة الإخوان، ولم يكن الخلاف قد تسلل بينهم بعد، وجاء اختيار القرضاوى لمهة الإمام فى هذه الجمعة كترشيح إخوانى استقبله الآخرون بحسن نية باستثناء الأصوات القليلة التى انتقدت هذا الاختيار.
فى وقائع الثورات الكبرى، قد يكون فى أحداثها تفاصيل صغيرة لا يلتفت إليها عامة الناس، رغم ما تحمله من دلائل، وفيما بعد نكتشف مثلا أن تلك التفاصيل كان مخططا لها بدقة لأهداف معينة، خذ مثلا تركيز قناة الجزيرة على ظروف القتلى الذين يسقطون فى مظاهرات جماعة الإخوان المؤيدة لمرسى وعمل وجبة جنائزية تستدر الدموع، فى مقابل عدم اهتمامها بالجنود والضباط الذين يسقطون فى سيناء، هى تقصد فى الحالة الأولى، إظهار جماعة الإخوان كضحايا دائمين وكسب تعاطف معها، وفى الحالة الثانية إظهار الجنود وكأنهم يستحقون ما يحدث لهم، هذه التفاصيل بما تحمله من أسرار سيأتى يوما تتكشف حقيقتها، لنعرف كم كان هناك من يعبث بمصير الثورة، ويعمل ضدها على خط مستقيم.
المؤكد أن هناك علاقة بين ما تفعله قناة الجزيرة الآن من تحريض وتشويه وبين اختيار الشيخ القرضاوى إماما وخطيبا لصلاة الجمعة الأولى بعد تنحى مبارك.
كان الاختيار يصب فى مصلحة الجماعة بالدرجة الأولى، فالقرضاوى ابن لها حتى لو خرج من صفها التنظيمى، وتواجده إماما للمصلين فى هذه المناسبة الكبرى، يعنى أن الجماعة تريد بعث رسالة للمجتمع تفيد بأن زمام الأمور فى يديها فى كل ما يتعلق بالأيام القادمة للثورة.
مضى القرضاوى بعد ذلك فى طريقه، قام بتأييد عبدالمنعم أبوالفتوح للرئاسة، وانتقد الجماعة لأنها لم تؤيده بل قامت بفصله، ظن البعض أن تأييده لـ«أبوالفتوح» سيأتى بزحف جماهيرى متأثرا بالشيخ ليكون إضافة للمرشح المنشق عن الإخوان، لكن هذا لم يحدث، مما أظهر القرضاوى كرجل دين لا يحظى بإجماع كما أراد أن يصور لنا الذين اختاروه إماما وخطيبا لجمعة ميدان التحرير.
فى دعوة القرضاوى للمسلمين ببلاد العالم للمجىء إلى مصر للجهاد فيها، والتى تناولتها فى هذه المساحة يوم الاثنين الماضى، فيها دليل على تخبط الرجل، ودليل على انحيازه للتنظيم على حساب الوطن، كما أنها دليل على أن الطبخة الإخوانية التى تم إعدادها ووضع مكان له فيها تم إفسادها بثورة الشعب المصرى يوم 30 يونيو وخروج الملايين يوم الجمعة الماضى، ولهذا يدعو بلا أى مشكلة إلى أفغنة مصر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
!!!! حــــب الــوطــــــن فـــــرض و الــــدفـــــــــــاع عــنة شــــــرف !!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
! يا شعب طيب !ّ
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
! يا شعب طيب !ّ
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
سقوط الاخوان يهوي بالسلفيه والقرضاوي وكل الاقنعه الدينيه...لا مجال للشعوذه في عصر الحريات
عدد الردود 0
بواسطة:
مشاكس
فى الطبخ نتكلم بواسطة مايكرويف الدستورية
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
كله (جهاد)
عدد الردود 0
بواسطة:
امير
راسبوتين
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
تعليق على المشاكس رقم (5)
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
علم رجل من اعرابي ان النار تاكل من هم غير مؤمنين بافكار الدين.....
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
رد على المشاكس رقم (5)
أنه الفرق بين الميكروويف و وابور الجاز !