علينا كإسلاميين أن نتعلم من خصومنا السياسيين الذين هزمونا فى 30 يونيه بالضربة القاضية، وصنعوا ذلك فى صمت وهدوء دون ضجيج وبتخطيط محكم بين كل الأطياف الذين حولناهم من أصدقاء إلى أعداء دون أى مبرر، فى الوقت الذى غلب علينا قبل 30 يونيه الهياج والضجيج والوعيد والتهديد والاستعداء.. فمتى نعمل فى صمت وتؤدة وتخطيط جيد.. ومتى نترك لغة الحنجورى التى تضيعنا دائما.. ومتى نتعلم كسب الأصدقاء وحشد الأعداء وترك الحرب على كل الجبهات واصطناع العداوات دون مبرر. الدكتور مرسى كانت أغلبية الشعب المصرى ضده حينما كان فى السلطة فلما حدث الانقلاب على شرعيته تعاطف الكثيرون معه وحزن الذين يعارضون سياساته على مصيره.. رغم أن هؤلاء يرون الآن وقبل ذلك خطأ سياساته وإدارته..ألم أقل لكم إن كراسى السلطة لا تولد الحب فى القلوب ولكنها قد تولد الكراهية.. وخاصة بعد حالة الاستقطاب والتردى الأخلاقى الذى أصابنا مؤخرا، فالحق أعظم من القوة.. والدعوة أعظم من السلطة.. والعلماء أعظم وأبقى من السلاطين.
لم نستفد شيئا من الأخطاء التى وقعت فى 25 يناير فحرقنا أقسام الشرطة ومقر الحزب الوطنى وبعض المدارس مع أن الحرق لم يبحه الله لنبى ولا لولى حتى فى حالة الحرب، وفى 30 يونيه أيضا ً تم حرق مقرات الإخوان والحرية والعدالة ظلما ً وبغيا ً وعدوانا دون نكير. وفى 25 يناير عممنا التجريح لكل من عمل مع مبارك ولكل رجال الحزب الوطنى ولكل ضباط الشرطة دون أن ندرك أن القرآن حينما تحدث عن خصومه فى العقيدة قال «ليسوا سواء» ولم يتحدث عنهم بلغة التعميم. واليوم نسمع تعميم الأحكام وتعميم العقاب أيضا ونسمع من يسب الإخوان ويشتمهم ويسىء إليهم، ناسيا أنهم الذين خدموا الدعوة الإسلامية وعلموا أجيال الحركة الإسلامية فى العالم كله الدين والإسلام ولا ينقص من قدرهم ومكانتهم أخطاء سياسية أو إدارية وقع فيها بعضهم. فى الثورة الأولى تم فضح 20 مليون من الحزب الوطنى بشعار «امسك فلول» رغم أن أكثرهم شرفاء أو مواطنون عاديون دخلوا الحزب لسبب أو لآخر، واليوم يخرج الشعار البذىء «امسك إخوانى» أو يقول أحد السفهاء «نريد أن نحرر مصر من الاستعمار الإخوانى» ناسيا ً أن الإخوان شرف لمصر وأنهم حملة للدين حتى وإن شاب حكمهم بعض الأخطاء السياسية والإدارية ومَن مِن الحكام لا يخلو من الأخطاء الفادحة.
يا قوم: فلسفة الإقصاء المتبادل.. وتعميم الأحكام والعقاب والشتم ليست من أخلاق الرجولة ولا من مبادئ الإسلام. المشروع الحضارى الإسلامى أكبر من كراسى السلطة.. وأكبر من أى دولة.. إنه مشروع هداية ورشاد وإصلاح وبذل للخير.. وليس مشروع سلطة فقط أو تصديرا للثورة للبلاد الأخرى أو أن يحتل الإسلاميون بأنفسهم مقاعد السلطة حتى لو كانوا أقل كفاءة من خصومهم السياسيين أو الدينيين.
إذا ضاق صدر الحاكم من أول يوم فماذا يكون حاله بعد سنوات وأخشى أن يكون صدر الحكام الجدد بعد 30 يونيه قد ضاق حتى لم يتسع لقنوات مثل الجزيرة أو الجزيرة مباشر أو الحافظ والرحمة والناس رغم أن د. مرسى ظل عاما ً كاملا تهاجمه القنوات بضراوة ولم يأمر بإغلاقها.. فيا رب ارحمنا من ضيق صدر الحكام بالكلمة الحرة..حتى وإن أخطأت مرات فالخطأ موجود عند الجميع. كل جريمة تحدث الآن تنسب زورا إلى الإخوان حتى لو حدثت من البلطجية أو من حركات إسلامية أخرى.. وقديما ً قالوا «إن السلطة تستر عيوبك وتمنحك مزايا غيرك والهزيمة تلصق بك عيوب الآخرين وتحرمك من مزاياك».. وقيل أيضا ً «ويل للمهزوم».. ويبدو أن مصر لن تصل إلى نقطة التعادل أبدا أو فلسفة لا غالب ولا مغلوب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبد المنعم
وهل تكفير المعارضين نوع من انواع حرية الرأي التي تستوجب اتساع صدر الحاكم لها ؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر
دائما مبدع ...
عدد الردود 0
بواسطة:
نور الحياة
أنتبهوا يا أولى الألباب لعلكم ترحمون
عدد الردود 0
بواسطة:
د. رمزي أحمد عسكر
فرق شاسع!
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين أبوالحسن
الإخوان غير كل الاسلاميين
عدد الردود 0
بواسطة:
سعدون
رجل محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
owdy81
يوميات أودي المصراوي
عدد الردود 0
بواسطة:
علي
اااا
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه النقيب
وهل الإخوان تعاملوا مع الأحداث بحكمه وحنكه سياسيه.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
شروط التصالح - الاعتراف بثورة الشعب - توقف كل مظاهر العداء - تسليم المطلوبين للعداله