اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة، صباح اليوم، بأحداث الأمس فى مصر ووصفته بعض الصحف بأنه اليوم الأكثر دموية فى مصر.
واعتبرت صحيفة السفير أن هناك استهدافا ممنهجا للمسيحيين من قبل جماعة الإخوان المسلمين ردا على فض الاعتصامين، حيث سجلت اعتداءات ممنهجة على كنائس وأديرة ومنشآت كنسية فى القاهرة والمحافظات الأخرى. ورصدت منظمات حقوقية اعتداءات على المسيحيين فى المنيا (10 هجمات)، وسوهاج (1)، والفيوم (5)، والسويس (3)، وأسيوط (4)، والقاهرة (1)، وبنى سويف (1)، والعريش (1). وفقا للصحيفة.
وقال مسئول ملف حرية الدين والمعتقد فى «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية» لـ«السفير» إن هذه الحوادث هى نتيجة للخطاب التحريضى الذى انتهجه الإخوان المسلمين ضد المسيحيين، بعدما «تم تصوير المتظاهرين ضد محمد مرسى وكأنهم فقط من الأقباط ومجموعات من العلمانيين»، متوقعاً أن « الأحداث ستتصاعد فى الساعات المقبلة».
وأوضحت الصحيفة إن قوات الأمن المصرية قد أحكمت السيطرة على محيط مسجد رابعة العدوية فى مدينة نصر وميدان النهضة فى الجيزة، بعد عملية أمنية واسعة استغرقت 10 ساعات، ونجحت فى تحقيق هدفها الأساس المتمثل بفض اعتصامى الإخوان. لكن الثمن الباهظ للعملية، والمتمثل خصوصاً فى مقتل وإصابة المئات من الطرفين.
وأشارت إلى أن هذا الثمن آثار مخاوف من نتائج عكسية، تبدت على المستوى الأمنى، ومن أبرز ملامحها الظهور غير المسبوق لمسلحى «الإخوان» فى شوارع مصر، والهجمات التى تعرضت لها الكنائس والأديرة ومنشآت الدولة فى أكثر من محافظة، والعودة إلى حالة «الطوارئ» و«حظر االتجوال»، كما ظهر على المستوى السياسى فى الداخل، حيث برزت بداية تصدّع فى «العهد الجديد» المنبثق من «ثورة 30 يونيو» بعد استقالة محمد البرادعى من منصب نائب رئيس الجمهورية للشئون الخارجية.
من جانبها، أشارت صحيفة النهار إلى أن استخدام القوة لفض الاعتصامين أثار رد فعل داخليا تمثل فى تقديم نائب الرئيس الموقت محمد البرادعى الحائز جائزة نوبل للسلام استقالته، بينما نددت واشنطن بقوة اقتحام الاعتصامين. ودعت أنقرة إلى وقف ماوصفته بـ"المجزرة"، واستنكرت قطر "الحل الأمنى"، وتخوفت إيران من انزلاق مصر إلى "حرب أهلية".
من جانبها، اعتبرت صحيفة المستقبل أن فض اعتصامى رابعة والنهضة يطوى صفحة حكم مرسى، مشيرة إلى أن لقطات مصورة أظهرت عددا من أعضاء الجماعة يحملون السلاح الحربى ويطلقون النار، مع قيام قوات الأمن باقتحام اعتصامى جماعة الإخوان وأنصارها، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.
واعتبرت أن الحل الأمنى جاء سريعاً وحاسماً بعد أن كانت التوقعات والمعلومات المسربة تشير إلى أن عملية الفض ستكون متدرجة وقد تمتد لأيام ولأسابيع وحتى لأشهر.
ورأت الصحيفة أن استقالة نائب رئيس الجمهورية محمد البرادعى جاءت لتعطى انطباعاً بأن القرار اتخذته حلقة ضيقة تمسك بالقرار السياسى والأمنى فى البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة