عفت السادات

الإخوان وقبائل الهوتو والتوتسى !

الجمعة، 02 أغسطس 2013 12:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يذكرنى الإخوان فى موقفهم الحالى واعتصامهم فى رابعة العدوية وميدان النهضة بفريق كرة القدم الخاسر حتى الوقت بدل الضائع من المباراة، والذى توترت أعصاب لاعبيه لدرجة جعلتهم يمررون كرات لا عنوان لها، منتظرين معجزة إلهية بركلة جزاء يحتسبها الحكم تنعش آمالهم مرة أخرى .. فأساليب التنظيم الدولى الذى حكم مصر لمدة عام وفشل فشلا ذريعا تأبى أن تتغير، حتى يظن البعض أنه لو هناك متآمرون على الإخوان لما كانوا يفعلون ما يقوم به حاليا قادتها المخلصين لتنظيمهم .. إن استمرار الكذب على المواطنين البسطاء لا يزال كما هو.. والذى زاد عن ذى قبل هو الآلة الإخوانية التى لا تكل ولا تمل من نشر الشائعات دون حياء أو خوف .. لقد تيقن قادة التنظيم الدولى للإخوان أن جماعتهم التى بزغت عام 1928 انتهت بلا رجعة بعد عام واحد فى حكم مصر، وذلك بسبب عدم استيعابهم لعظمة الحدث الذى هم فيه، وبغبائهم الذى صور لهم أنهم قادرون على دمج مصر بكل طوائفها وتنوعها فى الجماعة لا العكس.. قضى الأمر مبكرا جدا ، بعد ثورة شعبية لم يشهدها التاريخ من قبل فى 30 يونيو.. هذا السقوط المدوى الذى أصاب قيادات الجماعة بحالة من الإرتباك والتوتر جعلتهم لا يحسنون الصنع.. فالشائعات المفضوحة لن تجدى مع هذا الشعب العظيم ، فتارة يتحدثون عن انشقاقات كبيرة وهائلة فى صفوف الجيش، حتى إن البجاحة والإفتراء ظهرا فى حديث المدعو صفوت حجازى عندما قال إن السيسى لا يتبعه سوى الكتيبة التى يقودها، أما الجيش المصرى فهو رافض للانقلاب!.. حديث إفك لا يمت للإسلام ولا الأخلاق بصلة.. لا هدف منه سوى إثارة الشائعات فى البلاد والتشكيك فى وحدة قواتها المسلحة التى هى الدرع الباقى للوطن، فى ظل حالة الإنهاك الشديدة التى تمر بها باقى مؤسسات الدولة نتيجة لمحاولات الأخونة والتفتيت على مدار أكثر من عام.. وتارة أخرى تجد لجانهم الإعلامية التى تمتهن الكذب والتدليس، تلقى للمواطنين صورا وفيديوهات على إنها فى مصر يظهر فيها شباب تم قتلهم أو تعذيبهم، متهمين السيسى والأمن بقتلهم بالرصاص الحى.. غالبية تلك الصور هى فى الأصل من سوريا وليبيا وأفغانستان لا تستحى الجماعة من نشرها كذبا لكسب تعاطف قد يكون هو أملها الوحيد فى مواجهة غير متكافئة مع شعب يدرك قيمة وعظمة جيشه حتى لو شاب أدائه بعض الأخطاء .

إن ما يقوم به الإخوان فى مصر وبنظرة سريعة لتاريخهم الدموى الأسود منذ اغتالوا المستشار أحمد بك الخازندار و النقراشى باشا رئيس الوزراء ، وتحالفهم مع الإنجليز ضد قادة ثورة يوليو، واستقوائهم حاليا بالخارج بل ودعوة بعض الدول الغربية وأمريكا للتدخل فى شئون مصر الداخلية لمواجهة الجيش، يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء لا يؤمنون بالدولة المصرية أصلا لا تاريخها أو حضارتها لا شعبها ولا أرضها.. وهذا يؤدى بنا إلى نتيجة أخطر وأخطر، ألا وهى أن تلك الجماعة لن يكون لديها مانع فى المستقبل القريب أن تعيد تكرار سيناريو الحرب الأهلية التى نشبت فى رواندا بين عامى 1990 و1993 ، وكان لها إرهاصات منذ منتصف القرن العشرين، نتيجة لعمليات إبادة جماعية.. فقد سكن رواندا قبيلتين هما الهوتو والتوتسى، وبعدما كان الاندماج بين القبيلتين ساريا ولا انقسام بينهم بعد المصالحة والتعايش، جاء الاستعمار البلجيكى الذى قسمهم لتصبح قبيلة التوتسى هى الحاكمة وقبيلة الهوتو هى المحكومة، واستمر الوضع هكذا فى صراعات بين القبيلتين وحرب أهلية قتل على أثرها الآلاف من قبيلة التوتسى وشرد نحو 160 ألف بسبب أعمال العنف والمذابح التى ارتكبت فى حق التوتسى الذين كونوا مع بداية التسعينيات الجبهة الوطنية الرواندية لمناهضة حكم الهوتو، والتى أدت لحدوث حرب أهلية أشبه بحرب العصابات راح ضحيتها الآلاف.. إن ما يقلقنى هو عدم إيمان تلك الجماعة الإخوانية ومن خرج من رحمها من جماعات متطرفة بحرمة الدم المصري، الذى هو رخيص فى نظرهم، والذى لن يتوانوا لحظة إما فى التضحية بشبابهم من أجل مجدهم الزائف فى السيطرة على الحكم ، أو فى قتل المئات من المعارضين لهم من أجل الغرض ذاته.. إنها جماعة لا تستحى من الاستقواء بالخارج .

إننا أمام جماعة لا تستحى من تخوين الجيش المصرى واتهامه بالعمالة بل وليس لديها مانع فى تفكيكه وهو الجيش الذى حرر البلاد فى حرب من أعظم حروب التاريخ فى أكتوبر 1973 وكان وسيظل الدرع والسيف الحامى لتراب هذا الوطن ، .. إن هذه الجماعة وحلفاءها لا يستحون من تكفير المخالفين لهم وتعذيب من يقع تحت أيديهم .. إن هذه الجماعة لا تستحى من إعلان عدم ممانعتها قتل الجنود المصريين لوقوفهم فى طريقها.. إن هذه الجماعة لا تمت للإسلام الحنيف بصلة.. إن تلك الجماعة ذات التدين الزائف تذكرنا بحديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال "إذا لم تستح فافعل ما شئت".. نقطة .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة