كان هتاف «واحد اتنين.. الشعب المصرى فين» الذى ردده متظاهرو جماعة الإخوان أول أمس الجمعة هو أبرز علامات فشل هذه المظاهرات.
عبّر الشعار عن أزمة الجماعة فى خسارتها للظهير الشعبى والمدد الذى كان يأتيها من خارجها فى معاركها ضد السلطة وقت أن كانت تقف صف المعارضة، أكد الشعار أن الجماعة تقف فى صف، بينما تقف فئات الشعب المصرى فى الصف المضاد لها.
إذا كانت الجماعة تريد العودة إلى الصف الوطنى عليها أن تسأل نفسها لماذا انصرف الشعب المصرى عنها، ولماذا طارد مظاهراتها فى كل مكان فى مصر فى مشهد لم تعرفه الجماعة منذ عام 1954 بعد محاولتها الفاشلة لاغتيالها جمال عبدالناصر؟، عليها أن تنصرف عن قراءتها الخاطئة لما حدث يوم 30 يونيو وما بعده؟، وإن ظلت تتعامل مع هذا اليوم باعتباره انقلابا على الشرعية فهذا يعنى استمرارها فى الاستعلاء، وغباء فى القراءة الصحيحة لإرادة الشعب المصرى.
لم نر فى تاريخ الجماعة ما يؤكد أنها تقوم بعملية نقد ذاتى لمسارها السياسى، لم تفعل ذلك منذ أن انتهجت سلوك الإرهاب بالاغتيالات التى قامت بها فى أربعينيات القرن الماضى وسقط على يديها المستشار أحمد الخازندار واثنان من رؤساء الوزراء هما النقراشى باشا وأحمد ماهر، ثم محاولتها الفاشلة فى اغتيال جمال عبدالناصر عام 1954، مرورا بإحياء عمليات الإرهاب مع سيد قطب عام 1965، وها هى الآن تنتهج نفس النهج، وبدلا من اعترافها بهذه العمليات ظلت تزيف التاريخ وتلوى عنقه.
زيفت الجماعة التاريخ متغافلة المثل الشعبى: «الكذب ملوش رجلين»، ونسيت أن الكذب قد يظل بعض الوقت، لكن اللحظة التى تتكشف فيها الحقيقة تأتى حتما، أغرى الجماعة ضعف الحياة السياسية التى شهدتها مصر طوال نظام مبارك فى مقابل تماسكها التنظيمى، فتصورت أن قوة التنظيم تهزم الفكر الصحيح، وهو ما يتناقض مع حقائق التاريخ، والشاهد على ذلك هزيمة النازية والفاشية التى هددت العالم فى القرن الماضى.
الطريق إلى شعار: «واحد اتنين.. الشعب المصرى فين»، يمكننا أن نرصده فى الفترة التى تلت حكم مرسى، فلم ينظر الإخوان إلى أى مظاهرة حاشدة ضدهم نظرة جادة، قال خيرت الشاطر عن الملايين التى خرجت اعتراضا على إعلان مرسى الاستبدادى، إن عددها 60 ألفا منهم 40 ألفا من المسيحيين، وقال محمد البلتاجى نفس الكلام، وقال مرسى إن الملايين التى خرجت يوم 30 يونيو عددهم 160 ألفا، ودل ذلك على أن الجماعة تخاصم الواقع، دل على أنهم يرون معارضيهم لا يستطيعون تحريك جناح بعوضة، وأن الشعب المصرى مجرد خاتم فى أصبعها تخلعه وتلبسه وقتما تشاء.
كان ذلك مقدمة حقيقية لشعار مظاهرات أول أمس الفاشلة، فتأكد أن العيب الحقيقى يكمن فى بنية الجماعة نفسها، وأن الشعب المصرى لم يعد ينطلى عليه نهج «المظلومية» و«المسكنة» التى عاشت عليه فى الماضى وكان يعطيها مددا للبقاء والمكاسب.
لا يمكن اختصار ما يحدث الآن بأنه ناتج عن قوة شوكة الأمن، ولو قرأت الجماعة المشهد على هذا النحو ستكون كما وصفها فؤاد باشا سراج الدين زعيم حزب الوفد الراحل بأنها كالسيارة القديمة التى يقودها صاحبها عمدا للاصطدام بالحائط، وبعد أن يقوم بإصلاحها يكرر نفس الخطأ.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
لهذه الأسباب انفض الشعب المصرى من حول الجماعه
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
هندسة القاهرة: حريق مبانى الكلية اندلع عقب رحيل المعتصمين الأحد، 25 أغسطس 2013 - 06:48
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
لا عوده للخلف لا بشرع الله ولا شرع قانون ذينب
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
الاخوان والسلفيه والتكفيريه والجهاديه من اجل حياه اسوأ....حيوانات تبحث عن شريعه الحيوان
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
لقد اسمعت لو ناديت حيا......
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون د
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
!!! وصـــيـــة خــــروف الــى ابــنـــــة !!! مـنـقــــــول ! اهداء !!
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
!!! وصـــيـــة خــــروف الــى ابــنـــــة !!! مـنـقــــــول ! اهداء !!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية أنا
أستاذ/ زياد عبد الرحمن( الله على مصريتك)
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود السيد
الى كل الاخوان الخرفان اهديكم اجمل وصفية و هى تعليق رقم 7 بالهنا و الشفى .