عفت السادات

دعارة أردوغانية

السبت، 31 أغسطس 2013 08:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكننى وصف ما يقوم به رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان من "شحتفة" على ما حدث لتنظيم الإخوان المسلمين فى مصر إلا بأنه "دعارة أردوغانية"، فرئيس الوزراء العثمانى يرفض الاعتراف بالإرادة الشعبية التى قالت كلمتها فى تظاهرات لم يشهدها التاريخ لغاية فى نفسه، ألا وهى استعادة أمجاد أجداده الذين صفعتهم مصر قديما.. فكما صفعت مصر أجداد أردوغان فى عام 1805 وطردت الوالى التركى وأجبرت العثمانين والباب العالى فى اسطنبول على تولية محمد على باشا الحكم، عادت وهدمت آمال هذا الأردوغان فى السيطرة مرة أخرى على أعظم حضارة فى التاريخ، مستغلا الإخوان المسلمين المنتشرين فى أكثر من 72 دولة والذين لا يدينون بولاء لا لأرض ولا لوطن ولا لتاريخ مصر العريق وحضارتها.

لقد حاول أردوغان تقديم نفسه على مدار السنوات العشر الماضية بالمظهر المعتدل المتحضر وفى سبيل ذلك لعق أحذية الأوربيين حتى يضموا دولته إلى الاتحاد الأوربى وحتى الآن يرفضون، لكن خاب أمله فى النهاية لآن وجهه القبيح قد ظهر على حقيقته فى أعقاب ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو.. كشف أردوغان عن وجهه الحقيقى المعادى للتحضر والتطور والديمقراطية والإيمان بحرية الرأى والتعبير عندما أيد الإخوان المسلمين فى إرهابهم بل ورفض الاعتراف بأحقية شعب بأكمله فى العيش بكرامة وحرية، وما أن لبث بعض من بنى وطنه فى الخروج عليه بشكل سلمى لمعارضة سياساته حتى أسقطهم بوابل من الغاز والقنابل والعنف والاستنكار وتوجيه الاتهامات بالباطل. لقد خرج هذا الأردوغان بعد ثورة 30 يونيو فى وصلات متعددة من الهرتلة والنواح ليتحدث عن التبعية للغرب، ونسى أو تناسى قاعدة أنجريلك الأمريكية الجوية الموجودة فى تركيا والتى تم منها ضرب العراق وأفغانستان وليبيا ويعد الآن لضرب سوريا منها.. هذا الرجل الذى ازدهرت فى عهده العلاقات التركية بالصهاينة فى إسرائيل ازدهارا لم يشهده التاريخ من قبل، متناسيا وللمرة الثانية حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المغتصبة من قبل الإسرائيليين.. لقد تناسى الأطفال المسلمين الذين ذبحوا فى السجون الإسرائيلية والأمريكية فى العراق، يأتينا اليوم ليحدثنا عن التبعية للغرب وهو أول من رفض الاستقلال وعشق دور التابع.

لم يكف رئيس الوزراء التركى توجيه النقد لما حدث فى مصر والإدارة الحاكمة، بل لجأ لأساليب التطاول والإهانة للجيش والشرطة والرموز الوطنية والتى كان آخرها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى محاولة يائسة لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء وبأسلوب أشبه بأسلوب العاهرات، إن صورة الوالى الزاهد التى يصدرها أردوغان لنا لن تمنع أن تركيا هى البلد الأولى فى نشاط الدعارة والخمور والمخدرات على مستوى الشرق الأوسط، بل أن الدعارة فى تركيا مرخصة وليست مجرمة.. فبئس المتاجرة بالدين لأغراض الدنيا.. عذرا فضيلة الإمام الأكبر فلا يضر السحاب نباح الكلاب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة