عفت السادات

أحزاب أكل الدهر عليها وشرب

الإثنين، 30 سبتمبر 2013 08:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحزاب أكل عليها الدهر وشرب، ولا تزال تعيش وهم السلطة، الغائب عنها منذ عشرات السنين، بل لا يكفى هذا إنها تتزعم حركة التحرير الآن من حكم الإخوان المسلمين، وتزعم أنها بكيانها المهلهل هى من أسقطت مرسى ونظامه.. إن جبهة الإنقاذ وقادتها وديولها، يذكروننى بالرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، الذى عانى طوال حياته من جنون العظمة، فتارة قائد الثورة وتارة ملك ملوك إفريقيا إلى أن انتهى به المطاف مثلما رأى وسمع الجميع، مقتولا على أيدى الثوار.. يدهشنى كثيرا حالة الشبق التى يعيشها قادة وأعضاء جبهة الإنقاذ، ويدهشنى أكثر تصديقهم لكذبة اخترعوها ألا وهى أنهم هم وحدهم من أسقطوا مرسى وأعادوا مصر لهويتها الحقيقية.. لقد تناست أحزاب الجبهة أنه لولا الشعب المصرى العظيم وجيشه الوطنى والقوى المختلفة ومؤسسات الدولة لما نجحت ثورة الثلاثين من يونيو.. لقد دعوتهم كثيرا للتخلى عن نهج الاحتكار، وحب السلطة وتلاشى أخطاء من سبقوهم لكن بدا الأمر كأنك "تنفخ فى قربة مقطوعة"..!


إن التسابق الحالى على المناصب والوزارات وتوزيع الجوائز لكل من يتمسح بالجبهة وصل إلى الذروة بشكل لا يطيقه المواطن المصرى الذى عانى وضحى بالدماء لأجل غد أفضل..؟ أى شعبية تمتلكها أحزاب الجبهة، وأغلبها أحزاب كرتونية لم تكن سوى كومبارس لنظام مبارك، ومن بعده تنظيم الإخوان..؟ إلى متى سيظل منطق الاحتكار، ومبدأ المغالبة مسيطر..؟

إننى لا أجد بد من البوح بضيقى وضيق الملايين مثلى من الوضع الراهن الذى وصلت إليه مصر فى ظل حكومة مرتعشة، غير قادرة على اتخاذ أى قرار حيوى، وفعال يمثل بداية لنمو اقتصادى ومسيرة ديمقراطية سليمة، وكذلك فى ظل أحزاب قديمة عفى عنها الزمن لم تنجح طوال عقود فى الوصول للحكومة، ولا حتى البرلمان، ولا المجالس المحلية، وتريد الآن احتكار الحياة السياسية لذاتها، مستخدمة فى ذلك آلاتها التى توزع الاتهامات هنا وهناك.. لقد ذكرنا مرارا وتكرارا أن المرحلة تتطلب مشاركة من الجميع دون تخوين أو إقصاء، واتفقنا مع كثير ممن على الساحة وتوحدنا يوما، وحققنا غايتنا واستعدنا مصر، لكن يبدو أن كلام الأمس "مدهون بزبدة".. لقد تبدل حال الرفاق، وعلت المصالح الشخصية فوق المصلحة العامة.. عزيزى عضو جبهة الإنقاذ.. لست وحدك من تمتلك الرؤية.. لست وحدك من تؤمن بالوطنية المصرية.. لست وحدك من ناضلت ضد الفاشية الإخوانية، واكتويت بنارها.. لست وحدك من تمتلك البرامج، والخطط لتحقيق النهضة الاقتصادية، والاجتماعية لهذا البلد.. لقد عانينا جميعا، وناضلنا طويلا من أجل استعادة الوطن لأبنائه.. لقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام قديما "لا فرق بين عربى على أعجمى إلا بالتقوى".. وأقول لكم، إنه لا فرق بين مصرى ومصرى إلا بمدى الجهد والعرق الذى يقدمه كل منهما لهذا الوطن. نقطة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة