كانت مظاهرات جماعة الإخوان أمس الأول جنونا ما بعده جنون، هى استمرار لحالة الانتحار التى تقدم عليها «الجماعة» منذ ثورة 30 يونيو، وإذا كانت «الجماعة» رفضت تصديق أنها فى مواجهة حقيقية مع الشعب المصرى حتى يومى الاستفتاء، فإن استمرارها فى نهج الإرهاب لا يوصف بأنه غباء منها، وإنما دليل قاطع على أنها لا تعرف شيئا عن الوطنية المصرية، ويؤكد ذلك سلوك أعضائها العدائى ضد كل من يخالفهم الرأى، ووصولهم إلى حالة غباء مستحكم، وصلت إلى حد أن أحدهم كان فى طريقه إلى تنفيذ عملية إرهابية، وترك وصيته لأمه، بألا يسير فى جنازته أى شخص يؤيد الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وذلك فى تصرف يجهل ما فعله نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، حين سارت جنازة من أمامه، فقام احتراما لها، ولما أبلغه الصحابة رضوان الله عليهم الذين كانوا معه بأنها لـ«يهودى»، فرد: «أليست نفسا».
فى هذه التصرفات الخرقاء، أنقل واحدة منها حدثت فى قرية «كفر الفقهاء»، وهى قرية قريبة من قريتى «كوم الأطرون - طوخ - محافظة القليوبية»، وذلك فى يوم الثلاثاء الماضى، وهو اليوم الأول للاستفتاء على الدستور، واكتبها على عهدة الصديق أحمد بيومى من قرية العمار الكبرى التى تجاور قرية «كفر الفقهاء».
قال «بيومى»، إن الشاب أحمد ربيع من قرية بلتان، ويعمل فى سنترال «العمار الكبرى»، ذهب لإصلاح عطل فى كابينة أرضية فى قرية «كفر الفقهاء».
كانت «الكابينة» مكتوبا عليها «السيسى قاتل»، وعليها تراب من الطريق والسيارات المارة عليه، مد الرجل يده ليفتح الكابينة ومسح التراب الموجود عليها حتى يصل إلى مكان العطل، وفوجئ بشخصين يحضران إليه:
الشخصان: «انت بتعمل إيه؟».
الفنى: «بأصلح الكابينة».
الشخصان: ليه بتمسح السيسى قاتل.
الفنى: أنا ممسحتش حاجة، أنا كنت بمسح التراب بس عشان أفتح الكابينة.
الشخصان: لأ.. انت تبع السيسى.
الفنى: أنا مش تبع حد، أنا بعمل شغلى.
الشخصان: لأ انت يا ابن (.......) انت تبع السيسى.
بدأت معركة ضرب «الفنى» من الشخصين، بوكسين على قلمين، واستطاع الإفلات منهما إلى الموتوسيكل الخاص به، لكنهم لاحقوه، واستمر الاعتداء عليه بالأيدى ثم المطاوى، ثم لاذوا بالفرار بعد أن فقد وعيه وتكسرت قدميه، وحضرت الإسعاف لتنقله إلى مستشفى بنها.
القصة بكل ما فيها تؤكد على حالة يأس وجهل، فالشاب الذى يمارس عمله، لا يعمل من أجل «السيسى» أو الإخوان، وإنما يعمل من أجل أن يفك أزمة الناس، لا يعمل من أجل أن يمسح شعارات تافهة تملأ بها «الجماعة» الجدران، متصورة أنها ستؤدى إلى ثورة، بينما ينظر الناس إليها باستخفاف بالغ، ويتعاملون معها على أنها من الأدلة على ذهاب عقل «الجماعة».
المؤكد أن قصصا مماثلة تحدث كل يوم فى قاع المجتمع، وكلها تصب فى مصلحة الشعب المصرى من زواية أنها تكشف حقيقة هؤلاء.