محمد بركة

اعترافات غرامية لامرأة مجربة

الإثنين، 06 يناير 2014 10:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى روايته الجديدة «باب الليل» يبدو وحيد الطويلة تجسيداً لما يمكن أن نسميه «شيطان الحكى» الذى ينافس فى شراسته وصدقه ومكره شيطان الشعر الشهير. يحكى الطويلة بحبر قلبه مستقطراً آخر فيوضات روحه ليلقى فى وجوهنا بهذه التحفة الأدبية التى صارت حديث الوسط الثقافى. يصعب تلخيص الرواية، لكن تونس هى مسرح الأحداث حيث أقام الكاتب هناك عدة سنوات والقلوب المعذبة لنساء باعت جسدها لمن يدفع أكثر هى الحالة الإنسانية التى أبدع الرجل فى تشريحها دون هجوم مسبق أو إدانة تعميه عن ملامسة أرواح تائهة. لن أزيد أكثر من ذلك، وأترك القارئ مع هذا المقطع الفاتن على لسان بطلة العمل الرئيسية: فرصتك جاءتك لحد عندك، خذها كاملة، لا تتعجل، لا تترك قطعة فى جسدى إلا بعد أن تلين وتشير لك أنها استوت، إلا بعد أن يخرج الجنود من المخفر المجاور ليلاحقوا تأوهاتى ويطاردوا العفاريت التى فرت من قاع البئر. اجعل المقدمة الموسيقية طويلة قدر ما تستطيع، كانوا يسهرون مع أم كلثوم للصباح، الأغانى القديمة وجبة معمرة تحقق لك الطرب والنشوة، الجديدة سريعة متشابهة تفر من المستمعين، خل زيارتك طويلة ما استطعت، أنا من سلالة قوم كرام، الضيف له ثلاثة أيام، والمعشوق له ما استطاع إلى جسدى سبيلاً. افعل كل ما تحب قبل أن تدق باب المغارة، الذين يحومون جيداً حول الخيام ليسوا كلهم لصوصاً، كن كلص يعرف أن غنيمته تناديه، للدخول آداب وللزيارة طقوس، اترك أمر البخور والموسيقى لى، حذار أن تترك قطعة فىَّ تعتب عليك، أو تغار من جيرانها، أيقظ الغيرة بينهن، أوقدها، دعها تشعل قلب الذى ينتظر، وتولع قلب الذى انتهى دوره، أصابعك ليست للعب الورق ولا لوضع الشوكة فى اللحم، شفاهك ليست بوابة للأكل والشرب والقبل السريعة الخاطفة والحديث عن الأهداف الملغاة. غُص إلى الأعماق كبحار محترف يفتش بلوعة عن لؤلؤة نادرة، تمعن وبنفس طويل عميق شم روائحى،الرجال الذين لا يعرفون الروائح لا تسجل أسماؤهم على لائحة الخلود فى معابد النساء، لا تترك منحدراً أو مرتفعاً دون أن تطبع عنوانك عليه، الكثبان المتموجة سوف تساعدك على التريض بسعادة وتدلك على طريق الغابة.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

انسان

أخبرني

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة