أولا: أبرز سمات ضعف الخطاب السياسى والإعلامى السائد أنه أحادى النظرة ويركز على فكرة التناقضات التى يخلقها ثم يناقشها عن جهل وبعيدا عن المنطق، فهذا الخطاب يركز على محاربة الإرهاب والأمن ويهمل استحقاقات التحول الديمقراطى واحترام حقوق الإنسان، أيضا يركز على الحلول الأمنية ويتناسى الحلول الاجتماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية جنبا إلى جنب مع الحلول السياسية. كما يخلق تناقضات بين الأمن والديمقراطية، وبين الإصلاح الاقتصادى وبين دعم الفقراء.
ثانيا: خطابنا شكاء.. يعشق جلد الذات لذلك يركز على المشاكل والأزمات ومظاهرها من دون محاولة للبحث عن أسبابها وطرح الحلول أو تقديم مقترحات تساعد على حلها.
ثالثا: يتنافس منتجو الخطاب السائد على نقد وتفكيك فكر وسلوك الإخوان من دون تقديم أى مقترح أو حل للتعامل مع الإخوان فى المستقبل، لذلك فإنا أتساءل دوما عن ماذا بعد نقد خطاب الإخوان؟ وما الذى ينبغى أن تقوم به الدولة والمجتمع لحل معضلة الإخوان والإرهاب؟
رابعا: يهاجم الخطاب السائد الأحزاب ويعرض لمظاهر فشلها فى التواصل مع الناس، لأن عندنا 92 حزبا لا يعرف الناس عشرة منها، لكن هذا الخطاب لا يبحث عن حلول لمساعدة الأحزاب المريضة التى ستتعرض لموت حقيقى فى ظل قانون التظاهر، وقانون الانتخابات الذى يدعم المستقلين على حساب الأحزاب.
خامسا: ادعى الخطاب السائد أن ثورة يناير ليست بثورة ودخل فى مقارنات غريبة مع 30 يونيو، ووصف 25 يناير بالمؤامرة، وأحيانا بالشغب أو الفوضى، وذلك بالرغم من أن الدستور يؤكد أنها ثورة والرئيس السيسى يؤكد أيضا أنها ثورة. فمتى يحترم خطاب الإعلام والسياسة التاريخ والشهداء وأبطال 25 يناير من الشباب الواعد الذى شارك فى 30 يونيو؟.
سادسا: يفكر الخطاب السائد ويعمل وفق نظرية المؤامرة، التى تقوم على تقسيم العالم إلى فاعلين ومفعول بهم، جلادون وضحايا، وهو تبسيط مخل وبالتالى فإنه يتجاهل قدرة الشعب المصرى على الفعل الحر والقادر على هزيمة المؤامرة، كما يصور كل المختلفين معه أو المعارضين للحكومة بأنهم أطراف فى المؤامرة أو مستفيدون منها، والكارثة أن آليات التفكير بالمؤامرة تتهم بدون تمييز، وبدون دليل أو منطق كل نشطاء السياسة وشباب الثورة وجمعيات حقوق الإنسان بتلقى التمويل والتدريب من الخارج!!
سابعا: لا يميز الخطاب السائد بين الاختلاف مع السياسة الأمريكية أو رفض السياسة التركية والقطرية وبين التهجم بشكل شخصى على الرئيس الأمريكى وعلى أردوغان، إضافة إلى وصلات الردح للأسرة المالكة فى قطر. وأنا هنا لا أدافع عن أوباما أو أردوغان أو أمير قطر وإنما أدعو الخطاب الاعلامى والسياسى للتمييز بين الجوانب الشخصية والمواقف السياسية، واحترام آداب وأخلاقيات الإعلام والسياسة.
ثامنا: انقلب الخطاب الإعلامى والسياسى على نفسه ووقع فى تناقضات هائلة أثناء زيارة الرئيس السيسى لأمريكا، فمن: لانريد من أمريكا شيئا، وأمريكا وأوروبا لا أهمية لهما فى مواجهة إرادة المصريين إلى الإشادة بلقاءات الرئيس مع مسؤولين ومستثمرين أمريكيين وأوروبيين. وبين ليلة وضحاها.. تحول الخطاب السائد من فكرة أن واشنطن تقود مؤامرة ضد مصر إلى أهمية التفاهم والتعاون المصرى ــ الأمريكى!!
اقرأ أيضا..
تيجانا يجتمع بلاعبى الزمالك لوضع “خارطة طريق” الفترة القادمة
الأهلى يستفسر من الكاف عن “فلوس” الكونفيدرالية
الزمالك يحدد 100 ألف دولار “تسعيرة” المباريات الخارجية
مجلس الأهلى يبحث تكريم فقيدى “الموقع الإلكترونى” فى جلسة الشيخ زايد
22 لاعباً فى قائمة “الفراعنة” لمواجهة بتسوانا
بالفيديو.. مواجهات نارية فى دوريات أوروبا اليوم.. يوفنتوس يتربص بـ”روما” فى قمة إيطاليا.. وريال مدريد يسعى لتخطى عقبة “بيلباو” فى الليجا