تقرير أمريكى يرصد 5 أسباب لا علاقة لها بالدين تدفع العرب والمسلمين للانضمام لداعش.. فشل التعليم وغياب الفرص الاقتصادية والإحساس بالظلم الأبرز.. وعدم الثقة بالغرب وتداعيات الربيع العربى أهم الدوافع

الخميس، 13 نوفمبر 2014 10:25 ص
تقرير أمريكى يرصد 5 أسباب لا علاقة لها بالدين تدفع العرب والمسلمين للانضمام لداعش.. فشل التعليم وغياب الفرص الاقتصادية والإحساس بالظلم الأبرز.. وعدم الثقة بالغرب وتداعيات الربيع العربى أهم الدوافع أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رصد موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكى خمسة أسباب تفسر ما وصفه بالانجذاب القاتل من قبل الشباب العربى والمسلم لتنظيم داعش الإرهابى المتطرف فى سوريا والعراق، ليس منها ما يتعلق بالدين أو التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى.

السبب الأول، وفقا للتقرير الذى كتبته مها يحيى خبيرة بمركز كارنيجى الشرق الأوسط، هو فشل أنظمة التعليم العربى، فبدلا من اعتماد المهارات التحليلية أو القيم المدنية تعمل المدارس على تأكيد التعليم عن ظهر قلب، وقبول السلطة بدون انتقاد، وعززت مناهج التاريخ والتربية الدينية عقلية "نحن ضدهم"، على الأسس العرقية والأيديولوجية والطائفية، ما جعل كثيرا من الشباب معرض للتأثير الخارجى، وساعد هذا على تحويل المشهد الثقافى فى الدول العربية، وسهل انتشار الأيديولوجيات المتشددة والتلقين المبكر بين الشباب.

السبب الثانى يتعلق بغياب الفرص الاقتصادية وضعف أنظمة الرعاية الاجتماعية، ما أجبر المواطنين على التحول للآخرين.. ومع تحرر الدول العربية اقتصاديا، هدموا أنظمة الرعاية الاجتماعية وقضوا على ضمانات التوظيف العام دون تقديم بدائل، ولم تروج الحكومات العربية للاستثمارات فى القطاعات الإنتاجية واقتصادهم لم يولد العداء أو القدر المطلوب من الوظائف، ما أدى إلى نمو الاقتصاد غير الرسمى.. فمثلا 33% من النشاط الاقتصادى فى المغرب و40% من الدخل القومى فى مصر غير رسمى، ما يجعل الكثيرين بدون أى شكل من أشكال الأمن الاجتماعى، وهو أمر وصفه التقرير بأنه كارثى فى منطقة خمس سكانها ما بين الخامسة عشر والرابعة والعشرين.. وقد أجبرت تلك الحقيقة القاتمة المواطنين العرب على التحول إلى كيانات أخرى، إسلامية فى الأغلب، من أجل البقاء. بل إن الحكومات شجعت الجماعات المتشددة على تأسيس وتقديم المساعدات الاجتماعية لأنها تصورت أنها غير سياسية ومن ثم لا يهدد حكمهم.

السبب الثالث، وفقا للتقرير، هو الحكم السيئ الذى أدى إلى ترسيخ الإحساس بالظلم، وقد أدى سوء المعاملة المنهجية للمواطنين العرب من قبل حكوماتهم إلى تعزيز هذا الأمر، فعلى مدى عقود تعاملت الحكومات العربية مع مواطنيها بوصفهم خطر على الأمن القومى وتعرضوا لمستويات كبيرة من الوحشية. وشمل عنف الدولة ضد المدنيين استخدام القنابل والأسلحة الكيماوية فى سوريا وحالات واختفاء قسرى وإجراءات قضائية متحيزة ضد المعارضة فى مختلف البلدان العربية، ما أدى إلى الانشقاقات فى المجتمعات العربية، ومن ثم يبحث شباب عن إحساس أكبر بالهوية.

السبب الرابع الذى يرصده التقرير، هو أن الرد على الثورات العربية جعل الأمور أسوأ.. فتحولها فى بعض الدول إلى صراعات عقائدية وأيديولوجية، فاقم من الخلاف المجتمعى، وغذى حالة الاستقطاب الاجتماعى والتوترات الطائفية، مشيراً إلى أن العديد من الدول العربية استخدمت الطائفية دوما كوسيلة لتعزيز السلطة السياسية من خلال تهميش الجماعات الإثنية أو الدينية عن العملية السياسية.. وتجلى هذا فى الصراعات فى سوريا والعراق واليمن.

والسبب الأخير هو غياب الثقة فى الغرب، فتنظيم داعش يروج للمعايير المزدوجة التى يستخدمها المجتمع الدولى والقوى الغربية، فاستمرار احتلال الأراضى الفلسطينية وإفلات إسرائيل من العقاب على الاعتداءات المتكررة ضد العرب جرح نازف لـ77% من العرب يعتقدون أن تلك القضية عربية وليست فلسطينية فقط.. بينما تدخل الغرب وجيوشه فى العراق وليبيا واليمن وفشلوا فى دعم الانتفاضة المدنية فى سوريا وبناء الدولة فى ليبيا والديمقراطية فى مصر.. وينظر إلى هذا كدليل آخر على نفاق الغرب.. بما يجعل لداعش قوة مؤكدة فى هذا المجال ويجعلها تبدو كبديل مجدى لتحقيق الحقوق العربية والإسلامية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة