"ديما" سباك روسيا يكشف الفساد ويحاكى شخصية"دون كيشوت"بـ"الأحمق"

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014 09:25 ص
"ديما" سباك روسيا يكشف الفساد ويحاكى شخصية"دون كيشوت"بـ"الأحمق" الفيلم الروسي الأحمق
كتب - جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى

كعادتها تتعمق السينما الروسية فى مشاكل بلادها، وتجلى ذلك فى فيلم «الأحمق» للمخرج يورى بيكوف الذى شارك بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته السادسة والثلاثين كأول عرض له فى العالم العربى وقارة أفريقيا، ليكشف الفيلم أن هموم ومشاكل الإنسان فى العالم واحدة، وأن الفساد الإدارى فى روسيا لا يختلف كثيرا عن مصر وكل بلدان العالم، وأن البطولة الفردية فى مجتمع يكتظ بالفساد والرشاوى تعد نوعا من أنواع الجنون الذى يصل لمرحلة الحمق، وأن الدونكشوتية انتهت فى عصرنا هذا وأى إنسان سيحارب الفساد ويكشفه سيكون مصيره القتل أو الجنون.
الفيلم الروسى الأحمق
الفيلم الروسى الأحمق

«ديما» يعمل كمساعد سباك وهو شخص مثالى وصادق ويكرس وقت فراغه لمذاكرة دروسه ليحقق حلمه كى يصبح مهندساً، ولكنه ذات ليلة يترك عائلته فى المنزل ويذهب إلى مبنى يبدو مهجوراً ويأوى بعضاً من فقراء المدينة كى يتفقد تسريباً للمياه ولكنه يكتشف ما هو أسوأ، وهو أن هذه البناية ستنهار خلال 24 ساعة ويجب على الفور إجلاء 800 مستأجر من القاطنين فيذهب ديما إلى العمدة طلباً لتصريح من البلدية ليكتشف أن الأشياء هناك لا تبدو نظيفة كما يجب أن تكون، ويمضى ليلته مطارداً الفاسدين كى يحافظ على هؤلاء الذين تم نسيانهم من قبل الجميع، لكنه يجد المسؤولين غارقين فى ملذاتهم ويحتفلون بمديرتهم «نينا» التى يرونها خير من يمثل نجاح المرأة العاملة صاحبة الشخصية القوية فيقتحم «ديما» ليلتهم ويعكر عليهم صفوها وفى البداية لا تهتم به، لكن إلحاحه وإصراره على هدفه يجعلها تستمع له وتستجيب لطلبه وترسل معه مسؤولين لحل المشكلة، لكن المشكلة تتعقد ويظل ديما - مثل دون كيشوت - يحارب الفساد ويحاول نشر العدل ونصرة الضعفاء والدفاع عن الأرامل واليتامى والمساكين، لكن نهايته كانت القتل من قبل من حاول إنقاذهم من الكارثة التى تركها مخرج الفيلم مفتوحة للمشاهد، فهل ظل العقار بشرخه وميله دون سقوط أم أنه سقط بسكانه وتحققت نبوءة «ديما» بالانهيار.
الفيلم الروسى الأحمق
الفيلم الروسى الأحمق

رسالة الفيلم ربما تكون شديدة المأساوية لكنها أيضا شديدة الواقعية، فالفساد سيستمر وسينتصر دائما على الشرف إلا قليلا، والبطولة الفردية دائما مصيرها الهلاك والدخول فى حروب وهمية كحروب الدون كيشوت مع طواحين الهواء، وبالإضافة للرسالة سنجد أن كل عناصر الفيلم مكتملة، فالتمثيل منضبط وبدون الانفعالات والمبالغة، ونجح أبطال الفيلم «أرتم بيستروف وناتاليا سوركوفا وبوريس نيفزوروف وكيريل بولوخين وداريا موروز ويورى تسوريلو وإرينا نيزينا» فى ضبط انفعالاتهم، وعبر كل ممثل عن الشخصية التى يجسدها ببراعة شديدة، واستطاع المخرج المحافظة على إيقاع الفيلم وجذب المشاهد ومعايشته للمأساة. الفيلم هو ثالث أفلام المخرج يورى بيكوف الذى ولد فى مدينة نوفوميشورينسك عام 1981.
الفيلم الروسى الأحمق
الفيلم الروسى الأحمق









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة