طقطقة النار تأخذ طريقها بهدوء عبر شواية الذرة الصغيرة، والقدرة تملأ "بتحابيش" مصرية أصيلة لتلف هواء الشتاء بدفء من نوع خاص، "على ما قسم" تجده على رصيف شارع، أو أمام سور كوبرى صغير يندمج مع النيل ليقدم بعض السعادة إلى حبيبة تأتى فسحتهم على مقاس جيوبهم الصغيرة، أو عائلة تبحث عن رحلة بسيطة فى قلب الشتاء الذى يقترب يوما بعد الآخر.
بائعة الذرة على كوبرى قصر النيل
فى الغالب لن تلاحظ قدميها وهما يتبادلان ساعات الوقوف الطويلة من الخامسة عصرا وحتى الثانية صباحا خلف شواية الذرة التى يجذب دفئها المارة قبل رائحتها.. أم يحيى.. بدأت رحلة الذرة قبل حوالى 40 عاما من الآن، ربت أولادها وتعيش الآن وحيدة مع رحلتها اليومية تقول: فى بداية النهار أشترى الذرة، وأبدأ الشغل على كوبرى قصر النيل، حوالى الساعة 5 أو6، وبفضل أشتغل لحد الساعة 2 ليلا، أول ما بدأت اشتغل كان كوز الذرة بقرش صاغ، دلوقتى وصل اتنين جنيه ويا رب ما يغلا عن كده.
أم يحيى تبيع الذرة
قشر البطاطا ترك علامته بوضوح على يديه الغامقة، ظهره المحنى يشير إلى 20 عاما قضاهم خلف عربة البطاطا متنقلا فى رحلات شتوية طويلة تجوب المهندسين والدقى وصولا إلى ميدان التحرير ووسط المدينة.
أحمد حسن بائع البطاطا
أحمد حسن جاء إلى القاهرة من أسيوط ليبدأ رحلة الشتاء مع البطاطا، والصيف مع "التمر الهندى"، يقول: بداية من 20 سبتمبر أبدأ شغل البطاط، والموسم بيشتغل بجد مع بداية شهر نوفمبر وبيفضل لحد يوم شم النسيم، وبعدها نقلب تانى للتمر.
بائع البطاطا
ويتابع: أول ما جيت القاهرة اشتغلت فى أكتر من حاجة لكن كملت فى البطاطا لأنها حنينة، وعمرها ما تخسرك، يمكن مكسبها مش كتير، وتعبها صعب شوية لكن عمرها ما تخسرك أبدا.
عم أحمد يقوم بتقطيع البطاطا
مشوار طويل يبدأ فى منطقة بولاق أبوالعلا.. دقات الثانية ظهرا يدقون معها أبواب المخازن ليخرجوا عشرات الكراسى وعربة حمص الشام، أربعة أنفار يحيطون كل عربة، شخصان يحملان 30 كرسى، واثنين للسير بالعربة حتى كوبرى.. ساعتان تقريبا بكل هذا الحمل هم طول الرحلة قبل أن يشعلون النار ويبدأون نثر دفئهم على طول كورنيش الكوبرى.
بائعو حمص الشام على كوبرى 6 أكتوبر
محمد إبراهيم، يقف خلف عربة حمص الشام منذ حوالى 20 عاما، بدأ هذه المهنة وعمرة 8 أعوام عندما كانت كباى الحمص بربع جنيه ووصلت الآن إلى 3 جنيهات، يقول: إحنا هنا بنشط السياحة، وتقريبا كل السياح العرب والأجانب لما بيجوا يشتروا مننا بيقولوا إننا من ضمن أهم أسباب زيارتهم لمصر، وإن زيارتهم ما تكملش من غير كباية حمص شام على الكورنيش.
بياعين الحمص
بياع الفشار
يداه تتحرك سريعا بين مكنة الفشار ومكونات عربته وحتى القراطيس التى تتحول سريعا إلى وجبات سعادة بين الطرقات التى يتجول فيها فى الشتاء.
يوسف سيد بياع الفشار
يوسف سيد، صاحب الثمانية عشر عاما، قضى أكثر من نصف عمره خلف هذه العربة، بابتسامة يحكى عن تركه المدرسة ظروفنا كانت صعبة نزلت للعمل وتعلمت المهنة والآن عندى عندى عربية والحمد لله".
الشتاء له طابع خاص
الشتاء له طابع خاص فى حياة "يوسف" مثل باقى بائعين الدفء، كل شىء يتمحور حولهم تقريبا، يصبح فى لحظات هو صاحب "قرطاس السعادة" الذى يقدمه لكل من يقترب من عربته، ويقول "الشتا بالنسبة لى مختلف عن كل موسم، هو تقريبا الوقت اللى بنقدر نتبسط فيه ونبسط الناس بشغلنا، وبالحاجات اللى بنقدمها ليهم".
بالصور المتحركة.. بياعين "الدفا" يبدأون رحلة "الشتاء والبرد".. عم أحمد 20 سنة فى البطاطا لأنها "حنينة".. وأم يحيى رحلة "كوز" الدرة أبو 2 جنيه بدأت بقرش صاغ.. وشريف بينشط السياحة بكوباية "حمص شام"
الثلاثاء، 04 نوفمبر 2014 06:33 م
بائع البطاطا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة