خبراء يحللون هزيمة الديمقراطيين فى انتخابات الكونجرس.. "كلوفيس مقصود": اليهود قدموا تمويلا ضخما لإنجاح الجمهوريين وإسقاط حزب أوباما.. و"أدموند غريب": لجان العمل السياسى الكبيرة ساهمت فى نجاحهم

الجمعة، 07 نوفمبر 2014 01:18 م
خبراء يحللون هزيمة الديمقراطيين فى انتخابات الكونجرس.. "كلوفيس مقصود": اليهود قدموا تمويلا ضخما لإنجاح الجمهوريين وإسقاط حزب أوباما.. و"أدموند غريب": لجان العمل السياسى الكبيرة ساهمت فى نجاحهم انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقعت بالولايات المتحدة الأمريكية منافسة انتخابية شرسة بين حزبى الجمهوريين والديمقراطيين على مقاعد مجلسى النواب والشيوخ، وذلك خلال انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى ، وأكدت النتائج هزيمة الحزب الديمقراطى الذى ينتمى إليه الرئيس باراك أوباما بنسبة كبيرة ، وفوز حزب الجمهوريين بأغلبية المقاعد، ليخضع الكونجرس الأمريكى بمجلسيه لهيمنة الحزب المعارض للرئيس أوباما، وهو ما يطرح مجموعة من الأسئلة حول شكل السياسة الأمريكية سواء الداخلية أو الخارجية فى ظل توزيع السلطات ما بين الجمهوريين والديمقراطيين .

الدكتور كلوفيس مقصود المفكر العربى والدبلوماسى اللبنانى المخضرم ومندوب الجامعة العربية الأسبق فى الأمم المتحدة قال إن النجاح الذى حققه الجمهوريون تحقق بسبب تركيزهم على المستجدات الأخيرة التى ظهرت وتتطلب معالجة سريعة من أوباما مثل مرض إيبولا الذى تفشى فى القارة الأفريقية، واستخدمه الحزب الجمهورى فزاعة للمواطن الأمريكى من نقل المرض إلى البلاد وذلك عبر المهاجرين غير الشرعيين الذين يتسللون من الجنوب، مشيرا إلى أن ذلك ساعد الحزب الجمهورى بنسبة كبيرة فى الفوز على الحزب الديمقراطى.

وأكد " كلوفيس " فى تصريحات خاصة لليوم السابع من واشنطن أن مرشحى الحزب الجمهورى ركزوا خلال حملاتهم بتوجيه نقد لاذع للرئيس أوباما فى تعامله مع الإصلاحات الاجتماعية ومشروع الضمان الاجتماعى للأسر الأمريكية، إضافة إلى الدعم المالى الكبير من مليارديرات اليهود الذين مولوا حملة الجمهوريين، مشيرا إلى أن تكلفة حملة الحزب الجمهورى بلغت 4 مليارات دولار منها 2.5 مليار دولار لتغطية الحملات الإعلامية والإعلانية للحزب .

وأوضح المفكر العربى كلوفيس أن أوباما كان يركز بشكل كبير على الأولويات التى نشأت وشكلت تهديدا وكان أولها مرض الإيبولا والتى كان من المفترض أن يتخذ إجراءات حاسمة تحمى الشعب الأمريكى من هذا الوباء، والأولوية الثانية على الوضع الدولى والتركيز على النزاع مع روسيا على أوكرانيا، ثالثها ما يحدث بالعراق وانتشار تنظيم داعش الإرهابى وسقوط مدن عراقية كبيرة فى يديه والعمليات الإرهابية التى تقوم به بالعراق وسوريا، ورابع تلك الأولويات هو محاولة إقناع تركيا بمحاربة داعش، موضحا أن كل هذه التطورات دفعت أوباما للتركيز فى هذه الملفات وأصبح ما قام به من إصلاحات اجتماعية مهمشا مما دفع المعارضة الممثلة فى الجمهوريين لاستخدام ذلك فى توجيه نقد لاذع لإدارة أوباما وحزبه .

وأوضح كلوفيس أن تمويل أنصار إسرائيل فى الولايات المتحدة ممثلا فى منظمة "إيباك" التى تلغى وتجهض أى اتجاه للكونجرس لدعم الفلسطينيين وإقامة دولتهم والحصول على حقوقهم الشرعية، كان لها الدور الأبرز فى نجاح الجمهوريين، مؤكدا أن اليهود يسعون للتمدد فى الاستيطان دون أدنى معارضة إسرائيلية وتآكل القدس الشرقية والاستخفاف بمطالب العرب عامة والفلسطينيين خاصة فى تحقيق استقلال فلسطين .

بدوره قال الدكتور أدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بواشنطن والخبير فى الشئون الأمريكية إن فوز الجمهوريين على الديمقراطيين يعود لعدة أسباب يمكن توصيفها بأن الجمهوريين أكثر تنظيما وقدرة وإمكانيات من الديمقراطيين ، مشيرا إلى أنهم نجحوا فى استقطاب رؤوس الأموال اليهودية وشكلوا لجان العمل السياسى الكبيرة التى مولت ولعبت دورا كبيرا فى تمويل بعض المرشحين التابعين للحزب الجمهورى، مؤكدا إنفاق بعض الشركات أموالا طائلة لدعم مرشحى الجمهورى فى بعض الولايات التى شهدت تنافسا كبيرا وهو ما ساعد فى حسم المعركة للحزب الجمهورى .

وأكد " غريب" فى تصريحات خاصة لليوم السابع من أمريكا أن ضعف سياسات أوباما الداخلية أدت لتراجع تصويت الأمريكيين اللاتينيين الذين صوتوا بنسبة ضئيلة مقارنة بانتخابات عام 2012 التى صوتوا فيها بنسبة كبيرة للديمقراطيين ، مشيرا إلى انخفاض نسبة المشاركين فى انتخابات 2014 لتصل لأقل من 40 % ومعظم المشاركين كانوا من البيض وكبار السن، موضحا أن انتخابات 2012 شاهدت مشاركة كبيرة من قبل الشباب والنساء والأقليات والنساء البيض وهم من ساهموا فى نجاح أوباما، مؤكدا تقلص نسبة المشاركين من الشباب والأقليات والبيض المستقلين أحدث تحولا فى نتائج الانتخابات .

وأوضح أن شعور الأمريكيين بعدم تحسن مستواهم الاقتصادى خلال الفترة الماضية بالرغم من تحسن ميزانية التجارة الأمريكية، مشيرا إلى أن مشروع الرعاية الصحية سبب غضبًا للمواطنين الأمريكيين بسبب المشكلة التى واجهت الحواسيب فى تسجيل بيانات المواطنين بشكل جيد وهو ما تم التعامل معه بشكل متأخر .

وأكد أن الجمهوريين نجحوا فى تسويق بعض الأزمات والمشكلات التى واجهت الإدارة الأمريكية من خلال ترويجهم لفكرة فشل أوباما فى اتخاذ خطوات حاسمة لحماية المواطنين وبث الخوف فى قلوبهم عقب قتل صحفيين أمريكيين على أيدى تنظيم داعش الإرهابى والحديث عن عودة المقاتلين الأجانب إلى أوروبا والولايات المتحدة بعد انتهاء الصراع بالشرق الأوسط فكل هذه العوامل ساعدت الحزب الجمهورى فى توجيه البوصلة الانتخابية لصالحه، لافتا إلى أن الجمهوريين أقدر على التعامل مع الإعلام حيث شنت حملات إعلامية فى 10 ولايات شهدت صراعا بين الديمقراطيين والجمهوريين كان فيها الإعلام لاعبا رئيسيا فى حسم المعركة للأخير، مشيرا إلى أن الجمهوريين انتقدوا سياسات أوباما الخارجية ووصفوه بالرئيس الضعيف لعدم تدخله فعليا لحل الأزمة السورية ولم يضع استراتيجية لمواجهة إرهاب تنظيم داعش.

وأشار إلى سخط العديد من المواطنين الأمريكيين من النخبة السياسية الحالية وانخفاض نسبة دعم الرئيس الأمريكى أوباما والراضين عن أدائه ليصل لـ 40 % ، لافتا النظر إلى أن سلبيات أوباما انعكست على حزبه المهيمن على مجلس الشيوخ وسخط الرأى العام الأمريكى من أداء الحكومة، مشيرا إلى أن 70 % من المواطنين الأمريكيين يرون أن البلاد تسير فى الاتجاه الخاطئ، موضحا أن معظم المواطنين الأمريكيين لايهتمون بالسياسة الخارجية إلا لو كانت ستشكل عليهم خطرا أو حدوث أزمة كبيرة تدفع بلادهم للدخول فى حرب، مؤكدا أن الجمهوريين يميلون إلى استخدام القوة ضد أى خطر يهدد أمن أمريكا بعكس الديمقراطيين الحذرين من الإقدام على هذا التحرك الأحادى دون التنسيق مع عدة أطراف، مشيرا إلى أن الجمهوريين يؤيدون فكرة التدخل العسكرى فى سوريا والعراق والمضى قدما فى القيام بعمليات عسكرية ضد تنظيمات إرهابية بعينها تتواجد بتلك الدول.

وبدوره أرجع محمد سطوحى الخبير فى الشئون الأمريكية فشل الحزب الديمقراطى فى الفوز على نظيره الجمهورى بسبب معدل توزيع النمو الذى لم يتم بالشكل المطلوب، مشيرا إلى قلة نسبة الزيادة فى أجر المواطن الأمريكى التى لم تتجاوز 0.5 % فى مقابل النمو الاقتصادى الذى وصل إلى 4.5 % الشهر الماضى، مؤكدا أن شعبية الرئيس الأمريكى باراك أوباما وصلت 39 % مقارنة بشعبية بيل كلينتون وقت أن كان رئيسا وتجاوزت 60 % وشعبية رونالد ريجان التى وصلت إلى 67 % .

وأكد "سطوحى" فى تصريحات خاصة لليوم السابع من واشنطن أن الديمقراطيين كانوا يهربون من الرئيس الأمريكى أوباما فى الدعاية الانتخابية للحزب بسبب شعبيته التى تراجعت كثيرا مما انعكس سلبا وأدى لإضعاف الشعور بالتصويت للديمقراطيين، مشيرا لارتفاع نسبة المصوتين من البيض وكبار السن وتراجع الشباب والأقليات فى المشاركة، موضحا أن نتائج الانتخابات جاءت مخالفة لاستطلاعات الرأى التى انحازت رقميا للديمقراطيين فى الانتخابات النصفية.

وأوضح أن بث الخوف فى قلوب الأمريكيين من تسلل عناصر إرهابية عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة كانت ورقة رابحة للجمهوريين ساعدتهم فى تحقيق الفوز الأخير فى الانتخابات إضافة لترويع المواطن الأمريكى من المهاجريين غير الشرعيين ونقلهم لفيروس الإيبولا القاتل وهو ما ساعد الجمهوريين بنسبة كبيرة فى نيل الفوز على الديمقراطيين، مشيرًا إلى أن تطورات الأوضاع فى سوريا أثرت بشكل كبير على شعبية الرئيس الأمريكى باراك أوباما وحزبه إضافة إلى التطورات الأخيرة التى وقعت بدول الربيع العربى أشعرت المواطن الأمريكى بأن الأمور أصبحت خارج سيطرة الرئيس أوباما وتشكل تهديدا لحياتهم ، مشيرا لمقتل السفير الأمريكى ببنغازى الذى أعطى انطباعًا للمواطن بأن واشنطن فقدت هيبتها ولم تعد كسابق عهدها.

وشدد على ضرورة الحذر فى التعامل الحزب الجمهورى الذى يتخذ موقفا معاديا من بعض القضايا العربية الهامة وعلى رأسها قضية القدس والاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية، مؤكدا أن هناك يمينا متطرفا داخل الحزب الجمهورى له مواقف متطرفة من العرب ويجب تحليل موقفه بشكل صحيح .




موضوعات متعلقة:


الديلى تليجراف: أوباما "بطة عرجاء" بعد سيطرة الجمهوريين على الكونجرس








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة