إسرائيل فى الطريق لانتخابات مبكرة جديدة.. تفاقم الأزمة بين نتنياهو ووزير ماليته يسرع من انهيار حكومته.. "الليكود" يدعم حل الكنيست.. وأحزاب المعارضة ترحب بالوصول لصناديق الاقتراع فى مارس المقبل

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2014 02:22 م
إسرائيل فى الطريق لانتخابات مبكرة جديدة.. تفاقم الأزمة بين نتنياهو ووزير ماليته يسرع من انهيار حكومته.. "الليكود" يدعم حل الكنيست.. وأحزاب المعارضة ترحب بالوصول لصناديق الاقتراع فى مارس المقبل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمعت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، على اقتراب إسرائيل، أكثر من أى وقت مضى من انتخابات برلمانية مبكرة، على خلفية الأزمة الشديدة التى يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو داخل ائتلافه الحاكم، خاصة مع زعيم حزب "يوجد مستقبل" وزير المالية يائير لبيد.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن نتنياهو التقى، فى مكتبه، مساء أمس الاثنين، يائير لبيد، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الشديدة بينهما قبل عدة أسابيع.

وطالب نتنياهو، لبيد بدعم قانون "القومية اليهودية"، أو ما يعرف بقانون "يهودية الدولة"، وتجميد قانون "الضريبة المضافة بنسبة صفر"، ووقف التهجم والتآمر على الحكومة، خاصة انتقاده للبناء فى القدس والعلاقات مع الولايات المتحدة، وتحويل مبلغ 6 مليارات شيكل لميزانية الدفاع، وتحرير ميزانية كبيرة لنقل قواعد الجيش الإسرائيلى إلى صحراء النقب فى الجنوب، كشروط أساسية لاستمرار الائتلاف الحكومى، لكن لبيد أبلغ نتنياهو فى ختام الجلسة التى استغرقت ساعة واحدة فقط، أنه لا يستطيع التجاوب مع مطلبه، ما يعنى شق الطريق نحو انسحابه من الائتلاف.

وبعد ساعة من الاجتماع، دعا رئيس حركة "شاس" الدينية المتشددة، ارييه درعى، قادة الكتل إلى "الاجتماع وتحديد موعد قريب لإجراء الانتخابات"، حيث تقود خطوة "شاس" هذه إلى الانتخابات كون نتنياهو لن يستطيع تشكيل ائتلاف بديل بدون الأحزاب الدينية.

وقال نتنياهو فى ختام اجتماعه مع لبيد إنه "إذا تواصل السلوك غير المسبوق لبعض وزراء الحكومة فلن يكون هناك أى مفر من طلب ثقة الناخب. هذا ليس البديل الذى أرغب فيه، لكن الإمكانية الأسوأ هى وجود حكومة تضم وزراء يعرقلون نشاط وسياسة الحكومة خلافا لمصالح الجمهور".

وفى بيان صدر عن حزب "يوجد مستقبل" نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية جاء فيه: "إن نتنياهو يقود إسرائيل نحو انتخابات زائدة، لقد اختار رئيس الحكومة التصرف بعدم مسئولية قومية ووضع احتياجات الجمهور الإسرائيلى فى أسفل جدول أولوياته، نتنياهو يفضل صفقة عقدها مع المتدينين لتقديم موعد الانتخابات على مصالح كافة الجمهور الإسرائيلى".

واعتبر البيان "أن مطالب رئيس الحكومة من "يوجد مستقبل" تكشف مصالحه السياسية الواضحة والتزامه لأعضاء مركز الليكود، والمصالح الغريبة والنشطاء".

وقال مسئول رفيع فى الحزب "إن نتنياهو أعد بيانه مسبقا، وفور خروج لبيد من مكتبه تم إرسال البيان إلى وسائل الإعلام". وأضاف: "لقد أعلن نتنياهو طوال 3 أسابيع أنه يجب التوصل إلى تسوية، لكنه عمليا لم يقم بأى محاولة للتسوية".

وأشارت هاآرتس إلى أن نتنياهو هاجم لبيد، من دون ذكر اسمه، قبل ساعة من الاجتماع بينهما، حيث قال خلال جلسة لكتلة الليكود إنه إذا لم يتوقف الوزراء الذين يهاجمونه عن التآمر، فإنه سيتوجه نحو الانتخابات.

وقال نتنياهو: "فى الحقل السياسى يقوم وزراء بمهاجمة سياستى صباحا ومساء، حتى البناء فى القدس يصبح موضوعا مُختلفا عليه بينهم، وهم يدعمون فى كل شىء الانتقاد الدولى لإسرائيل. هؤلاء الوزراء يحاولون استبدال الحكومة ورئيسها من داخل الحكومة التى يجلسون فيها. وعلى هؤلاء الوزراء وقف الهجوم والمؤامرات والوقوف وراء تخفيض غلاء المعيشة فى كل مجال. إذا وافقوا يمكننا المواصلة معا، وإذا رفضوا سنستخلص العبر ونتوجه إلى الناخب".

من جهته دعا لبيد، خلال جلسة لكتلته، رئيس الحكومة إلى الامتناع عن العمل حسب المصالح السياسية والامتناع عن التوجه إلى الانتخابات، وتطرق إلى اللقاء المخطط مع نتنياهو، وقال إنه "لا يزال من الممكن تصحيح الأمور، والجمهور يتوقع منا التصرف المسؤول، لم يتم انتخابنا لخدمة مجموعة الضغط والمصالح السياسية. ليس لدينا مقربون ووظائف لتوزيعها أو أعضاء مركز يضغطون علينا".

فى المقابل قالت وزيرة القضاء تسيبى ليفنى، رئيسة حزب "الحركة" المشارك أيضا بالائتلاف الحاكم والرافض لسياسات نتنياهو، خلال اجتماع لكتلتها أن "الحكومة الإسرائيلية وصلت إلى مفترق طرق. لقد قال نتنياهو إما – أو، وهو محق تماما، يجب وقف التطرف ومحاربة العنف والعنصرية، ويجب وقف اللهجة المتطرفة والقوانين المتطرفة".

وأضافت ليفنى: "طريقنا واضح: قرارات سياسية واضحة والحفاظ على إسرائيل ديمقراطية، وبالنسبة لى فإن غير المناسب هو التوجه إلى الانتخابات ومواصلة الاقتراحات المتطرفة".

ورجح مقربون من نتنياهو بأن حكومته لن تصمد لأكثر من سنة، وقالوا إن "المسألة المركزية هى هل سيعلن نتنياهو الآن عن تبكير موعد الانتخابات وإجرائها فى الربيع المقبل، أم أنه سيمد دورتها حتى أكتوبر ومن ثم يستقيل، من جهة لا يريد نتنياهو منح لبيد فرصة لإعادة ترميم مكانته وتدعيمها، ومن جهة ثانية يعتقد هو، أيضا، أن إجراء الانتخابات حاليا يعتبر مسألة مبكرة جدا".

وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "يسرائيل ها يوم"، أن موضوع تقديم موعد الانتخابات تحول إلى موضوع مركزى فى إسرائيل، أمس، قبل الإعلان عن انفجار الاجتماع بين نتنياهو ولبيد.

وأضافت الصحيفة العبرية أنه من المتوقع قيام حزب "العمل" وحركة "ميرتس"، بطرح اقتراح عاجل على الكنيست، يدعو إلى حل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات.

وقال رئيس حزب "العمل"، يتسحاق هرتسوج، إن حكومة نتنياهو عالقة ولا تقوم بمهامها، وكل يوم اضافى لها يجر إسرائيل عدة خطوات إلى الوراء.

أما رئيسة حركة "ميرتس"، زهافا جلؤون، فقالت إنه يجب حل الحكومة التى فشلت فى الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتسببت باتساع الفجوات الاقتصادية، ناهيك عن عدم تحقيق السلام. ولذلك يجب حل الكنيست بأسرع ما يمكن.

فيما قال موقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى، إن بعض نواب الليكود فى الكنيست ينوون دعم اقتراح حل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات.

وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية، خلال تقرير لها حول تبكير انتخابات الكنيست، إن كتلة الليكود فى الكنيست قررت رسميا التصويت لصالح مشروعات القوانين التى قدمتها أحزاب المعارضة للكنيست لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.

وقالت مصادر فى الحزب لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إنه سيجرى التصويت الأوّلى على مشروعات قوانين حل الكنيست يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن يتم إجراء التصويت الثالث والأخير الذى سيحدد موعدا لحل الكنيست الـ19 يوم الاثنين فى الاسبوع المقبل.

ومن المتوقع أن تُجرى الانتخابات فى أوائل شهر مارس، والموعد النهائى سيتم تحديده فى مشروع قانون حل الكنيست، حيث إنه بموجب القانون، يجب إجراء الإنتخابات خلال فترة لا تسبق ثلاثة أشهر ولا تتجاوز 5 أشهر من حل الكنيست.

وجاء قرار حزب "الليكود" بعد يوم واحد من قيام رئيس الوزراء الأإسرائيلى بفرض قائمة مطالب على وزير المالية يائير لابيد، التى قال لابيد بأنها غير مقبولة، مما يمهد الطريق لإجراء إنتخابات مبكرة.

ولم يكن انهيار الائتلاف الحكومى غير متوقع، حيث تم حل 9 من أصل أخرى 10 ولايات للكنيست مع انهيار الائتلاف الحكومى، ومع ذلك، فإن متوسط عمر الكنيست هو حوالى 3 سنوات، فى حين أن الكنيست الحالية لا تزال فى الشهر الـ21 من عمرها، ورحبت أحزاب المعارضة بانهيار الحكومة صباح اليوم الثلاثاء.

وكان حزب شاس المتدين أول الأحزاب التى خرجت هذه الليلة لتدعو إلى تحديد موعد لانتخابات جديدة.

وترددت شائعات حول مناورات قبل الانتخابات فى الأسابيع الأخيرة، والتى وصلت إلى ذروتها فى نهاية هذا الأسبوع، بما فى ذلك تقرير تحدث عن أن لابيد توجه إلى الأحزاب المتدينة وعرض عليها الانضمام لها لتشكيل حكومة جديدة.

وقد استبعدت أحزاب "الحاريديم"، لسوء حظها، من الائتلاف الحكومى بعد الانتخابات فى يناير 2013 التى تمكن فيها نتنياهو من تشكيل حكومة أغلبية من دونها، إلى حد كبير بسبب إصرار لابيد الذى اشترط اتضمامه إلى نتنياهو باستبعاد هذه الأحزاب، كما تشكل الانتخابات الجديدة فرصة للأحزاب الدينية لإيجاد سبيل للعودة إلى الحكم.

فيما قالت مصادر لـ"يديعوت" أن نتنياهو كان يخطط لنسف الاجتماع مع لابيد على طول الطريق، حتى قبل أن يفتح لابيد باب مكتبه، مضيفة أن نتنياهو قرأ المطالب كمن يقرأ لطفل.

وقالت مصادر بحزب "الحركة"، إن ما يسمى بمحاولة تحقيق الاستقرار فى الائتلاف هو مجرد خدعة، حيث توصل نتنياهو إلى اتفاق مع أحزاب "الحاريديم" ومع وزير الاقتصاد نفتلاى بينيت زعيم حزب "البيت اليهودى"، كل هذا العرض برمته كان يهدف إلى التستر على الاتفاق وتقديم مطالبة بانتخابات.

esa2122014



موضوعات متعلقة


"يهودية الدولة" تعجل بنهاية حكومة تل أبيب.. أحزاب "الحريديم" تخطط لانقلاب ضد نتانياهو.. ووزير المالية يسعى لإسقاط الحكومة.. ورئيس الوزراء الإسرائيلى يعقد اجتماعا عاجلا اليوم مع وزرائه لإنقاذ حكومته












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة