داليا الشافعى تكتب: سوريا ما بين كماشة "بشار وداعش"

أشعر كما يشعر معى كل مواطن عربى بكم المعاناة التى يعانيها الشعب السورى والعراقى معًا ضد الإرهاب الأسود، وأنا هنا بصدد الحديث عن سوريا من أرض الواقع هل يختلف كثير من السوريين على أن نظام بشار كان نظامًا مستبدًا؟ والدليل الأعداد الضخمة التى خرجت فى بداية المظاهرات مارس من عام 2011. إذن السؤال الآن هل الانتخابات الرئاسية السورية لعام 2014- وهى أول انتخابات تجرى فى ظل الدستور السورى الذى تم إقراره فى عام 2012- هل اختلفت ممارسات النظام ليعطى الشعب البعض من حقوقه؟ هل حصل السوريون على جميع حقوقهم المدنية والسياسية بعد تجديد بشار فى السلطة؟

وفى نفس اللحظة يتعرض المواطن السورى لمجازر على يد الطرف الآخر من الكماشة وهم أفراد داعش- تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام- هم يعلمون جيدا أنهم لن يفلحوا فى الوصول لحكم سوريا عن طريق القنوات الشرعية، فهل ظنوا حقًا أنهم سيفلحون بقتل الشعب السورى ليحكموه إذن؟

الدول العربية عاجزة عن مساعدة بعضها البعض إما بسبب الاقتصاد العالمى المتدهور المنعكس عليهم داخليًا او بسبب الاضطرابات السياسية الداخلية.

هزيمة داعش تتطلب قوات قتالية على الأرض فى سوريا فى وقت تركيا تقوم بتمويل داعش وترفض أمريكا مساعدة الجيش السورى أو تمويله بالسلاح ضد الإرهاب وحسب ما نقلته الـCNN بالأرقام.. 5000 قتيل فى سوريا خلال نوفمبر منهم 869 مدنيًا بينهم 152 طفلًا.

أما عن الواقع اليومى لم تنجح منظمات الأمم المتحدة فى تجنّب ما دأبت على التحذير منه الأشهر الماضية أول من سيتأثر بالنقص هو برنامج الأغذية العالمى، إذ أعلنت الأمم المتحدة منذ 4 أيام تقلّص تمويل البرنامج فى سوريا التى كانت ترسلها لأكثر من 4 ملايين لاجئ لتصبح لأكثر من مليون و700 ألف لاجئ سورى يعيشون فى دول مجاورة لسوريا مؤكدين على لسان متحدثتهم انهم يحتاجون إلى حوالى 64 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين فى شهر ديسمبر 2014 فقط.

فهل تخيلتم معى أى واقع يعيشه السوريون ما بين كماشة بشار وداعش، وهم يشاهدون كل يوم تقطع أوصال بلدهم العزيز سوريا وتشرذم أبنائه على الحدود وأطفالا يذبحون ويقتلون كل يوم؟؟
أتساءل أين المخرج؟؟