زيارة السيسى لروسيا تربك أمريكا.. واشنطن تصدر بيانا بعد ساعات من عودة المشير لمصر.. وتؤكد: الشعب وحده يختار رئيسه.. والقوى السياسية: الولايات المتحدة شعرت بالقلق من تكرار شخصية عبد الناصر

أثارت تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، بشأن زيارة المشير عبد الفتاح السيسى لروسيا، موجة من ردود الفعل المثيرة فى مصر، حيث قالت الولايات المتحدة، إنه لا يعود للرئيس الروسى فلاديمير بوتين اختيار الرئيس المصرى المقبل، وذلك بعد أن قدم بوتين دعمه لترشح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسى إلى الانتخابات الرئاسية.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مارى هارف "بالتأكيد نحن لا ندعم مرشحا، ولا أعتقد بكل صراحة أنه يعود للولايات المتحدة أو لبوتين أن يقررا بشأن من سيحكم مصر.. والقرار يعود للشعب المصرى".

وكانت المتحدثة ترد على سؤال بشأن موقف الولايات المتحدة من إعلان الرئيس الروسى دعمه للمشير عبد الفتاح السيسى الذى زار موسكو، وذلك فى أوج البرودة التى تمر بها العلاقات بين القاهرة وواشنطن.

وشددت هارف فى مؤتمرها الصحفى اليومى على أنه "لا يعود إلينا أن نوافق على مرشح ما، وفى الحقيقة هذا أمر لا يعود لأى شخص آخر خارج مصر".

وبحسب مشاهد بثها التليفزيون الروسى، قال بوتين مخاطبا السيسى "أعرف أنكم اتخذتم قرار الترشح فى الانتخابات الرئاسية فى مصر".

وأضاف بوتين، "إنه قرار مسئول جدا، تولى مهمة من أجل الشعب المصرى. أتمنى لكم باسمى واسم الشعب الروسى النجاح".

وبدوره، قال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق: "إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسى إلى روسيا يذكره بصفقة الأسلحة الروسية المصرية لعام 1955، والغباء السياسى للإدارة الأمريكية حينها".

وأضاف هريدى خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "آخر النهار" المذاع على فضائية "النهار"، إن تصريحات رئيس روسيا بوتين للمشير السيسى حول ترشحه للرئاسة، تشير إلى أن روسيا تؤسس من خلال هذه الزيارة مرحلة جديدة فى العلاقات المصرية الروسية.

وحول رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية، أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن أمريكا لا تريد ترشح المشير السيسى للرئاسة، موضحا أنها لا تريد تكرار نموذج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرة أخرى.

وأوضح هريدى، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر 30 يونيو ثورة على المخطط الأمريكى فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى إنها تعتبر - 30 يوليو - خروجا عن الطوع الأمريكى، وأن المسئول عنه المشير السيسى.

وفى السياق ذاته، قال السفير سامح شكرى سفير مصر السابق بواشنطن، إن الكونجرس الأمريكى أكثر تفهماً للأوضاع فى مصر بعكس إدارة الرئيس أوباما، مؤكدًا أن هناك نظرة قلق لتطور العلاقات المصرية الروسية من قِبل الولايات المتحدة.

وأضاف السفير المصرى الأسبق فى واشنطن خلال برنامج "القاهرة اليوم"، أنه من الصعب أن تضغط دولة بحجم الولايات المتحدة على مصر من بعد أن قام الشعب المصرى بعمل ثورتين خلال 3 سنوات.

ومن جانبه، قال محمد فيصل، عضو المكتب التنفيذى لشباب جبهة الإنقاذ، إن ما قاله المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية حول أن الشعب المصرى وحده هو من يختار رئيسه، وليس أمريكا أو بوتين، يطرح تساؤلا هل الآن احترمت أمريكا الشعب المصرى وإرادته؟

وأشار فيصل فى تصريحات لــ"اليوم السابع"، إلى أنه كان على مسئول الخارجية الأمريكية أن يقول مثل هذه التصريحات بعد الثورة مباشرة بدلا من التدخل السافر فى شئوننا من قبل.

وأضاف قائلا "إن الشعب المصرى بالفعل هو من سيختار، ولكن أمريكا يجب أن تعترف أنها أخطأت فى حق هذا الشعب، وحاولت أن تحارب ثورته، وتقلل من إرادته، ولم تستطع فعل ذلك".