ناصر عراق

العنف المصرى.. أصيل أم مستورد؟

الأحد، 16 فبراير 2014 06:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا طالعت الصحف فى الأيام القليلة الفائتة سيدهشك حجم الدم المراق على أوراقها، وستفاجأ بأن القتل ما بات مقترنا بالصراعات السياسية أو الأفكار المغلوطة فحسب، بل تسللت حشرة العنف إلى داخل صدور الأمهات والآباء والأبناء، فشاهدنا أمًا تقتل ابنها «اليوم السابع 14/ 2»، وعازف كمان يمزق زوجته بالمنشار «الشروق 14/2»، ورأينا أبًا يشعل النيران فى أبنائه، وسمعنا عن شاب أقدم على قتل والدته.. وهكذا اختنق المجمتع المصرى بسلسلة بائسة من الجرائم المريعة.
حسب علمى، فإن الشعب المصرى فى مجمله يميل إلى التسامح واللين، وأن أحد الأسباب المهمة التى أتاحت لنا التنعم بالسماحة يعود إلى طبيعة المناخ الجغرافى الهادئ، علاوة على وجود نهر النيل العظيم، الأمر الذى وفر للإنسان المصرى إمكانية تلبية حاجياته الرئيسة من طعام وشراب دون أن يتعرض لمكائد الطبيعة وغدرها. لقد لاحظ الدكتور لويس عوض أن الجبرتى فى تاريخه الشهير حين يتناول سيرة حياة أى مصرى، فيقول إنه كتب كذا وتاجر فى كذا وشيد كذا، لكن حين يأتى ذكر الحكام المماليك وأتباعهم فيخبرنا عن الواحد منهم بأنه قتل فلانا، وأطار رأس علانا، وهدم بيت هذا، ودمر مسكن ذاك إلى آخره.. أى أن المصريين دعاة علم ومعارف وبناء منذ القدم، والرحمة خيط رقيق يربط بين أفئدتهم، فماذا جرى؟
هل يمكن لشعب أن يستورد العنف؟ وما الداعى لذلك؟ وهل شهوة الدم قابلة للعبور من بلد إلى بلد؟ إن من يتأمل العنف الذى يحيط بمصر يعتريه العجب، فالعراق وسوريا وليبيا صارت مأوى للعذاب البشرى، وبوتقة يغلى فيها الدم يوميًا، ومع ذلك لا يمكن أن نعيد ظاهرة «العنف العنيف»، إذا جاز التعبير، إلا أن لنا جيرانا يستخفون بحياة الإنسان، ويستبيحون دمه لأتفه سبب!
فى اعتقادى أن المرء لا يلجأ للعنف إلا إذا شعر بالظلم، وأحسّ ألا أمل هناك فى رفع هذا الظلم، فإذا تأملت حياتنا فى العقود الأربعة الأخيرة سيتضح لك بكل يسر حجم الظلم المنهمر على رؤوس ملايين المصريين، وكيف أن حكامنا أغلقوا نوافذ الأمل فى وجه الشعب!
ترى.. هل نحلم برئيس يرفع الظلم ويقيم العدل.. فيتلاشى العنف؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة