ننشر الخلافات حول تعديلات لائحة انتخاب البطريرك الجديدة.. عدم اتفاق بين "بيشوى" و"سرابيون" فى تفسير القانون 14 للرسل الخاص بأحقية ترشح أسقف الإيبارشية للبابوية.. والأنبا رافائيل: التصويت هو الحاسم

الثلاثاء، 04 فبراير 2014 08:09 م
ننشر الخلافات حول تعديلات لائحة انتخاب البطريرك الجديدة.. عدم اتفاق بين "بيشوى" و"سرابيون" فى تفسير القانون 14 للرسل الخاص بأحقية ترشح أسقف الإيبارشية للبابوية.. والأنبا رافائيل: التصويت هو الحاسم المجمع المقدس
كتب مايكل فارس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعقد لجنة تعديل لائحة انتخاب البطريرك اجتماعًا تحضيريًا لإعداد التوصيات والاقتراحات اللازمة لتعديل اللائحة تمهيدًا لانعقاد سيمنار المجمع المقدس يوم 20 فبراير الجارى، يأتى ذلك بعد عقد عدة اجتماعات الأسابيع الماضية لبحث التعديلات المطلوبة ومناقشة الاقتراحات المقدمة من قبل الأساقفة، حيث تضمنت التعديلات الجديدة توسيع صفات المرشح للكرسى البابوى وزيادة قاعدة الناخبين.

وما زالت النقطة الخلافية الأبرز فى اللائحة القديمة والتى تعد مثار الجدل والخلاف بين أساقفة المجمع المقدس هى أحقية ترشح أسقف الإيبارشية للكرسى البابوى، وينقسم الأساقفة لوجهتى نظر الأولى تطالب بحقه فى الترشح والأخرى رافضة ولكل منهما مبرراته وفقًا لقوانين الكنيسة والمجامع المسكونية المعمول بها منذ آلاف السنين.

والنقطة الأخرى هى إجراء القرعة الهيكلية فى الانتخابات البابوية حيث يرى بعض الأساقفة ضرورة حذفها من اللائحة الجديدة حيث إن إجراء قرعة هيكلية وإحضار طفل للاختيار العشوائى من بين أوراق المرشحين ليس لها أى أساس روحى أو سند قانونى أو كنسى، بل هى تدخل فى نطاق العبث، وليست نهجًا كنسيًا، ولم تمارسه الكنيسة إلا 10 مرات فقط فى اختيار بابا الكنيسة من بين عدد 117 بطريركًا، كما أن القرعة يجب أن تجرى بين متساويين، وهو الأمر المستحيل فعليًا أن يتساوى شخصان تمامًا.

ويترأس التيار الأول المطالب بحق أسقف الإيبارشية للترشح، كل من الأنبا بيشوى مطران دمياط وتوابعها، والأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها، والأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط، والتيار الثانى رافض لذلك وأبرز مؤيديه الأنبا سرابيون أسقف لوس أنجلوس والأنبا ديمتريوس أسقف ملوى، وبدأ الخلاف فى وجهات النظر مبكرًا عقب رحيل البابا شنودة الثالث وعمل الكنيسة على عقد انتخابات بابوية جديدة.

وقام الأنبا سرابيون آنذاك بطبع كتاب بعنوان "اختيار الأب البطريرك دروس من تاريخ كنيستنا المجيدة" حصلت "اليوم السابع" على نسخة منه، لتأكيد رؤيته حول النقطة الخلافية بعد أن جهزه فى بحث سابق لتأكيد عدم جواز ترشيح الأساقفة للبطريركية، مستشهدًا بعدة قوانين للمجامع المسكونية والكنسية أهما القانون 14 للرسل مطالبًا بتطبيقها.
والأنبا بيشوى قائد الجناح الأكثر نفوذًا وتأثيرًا بالكنيسة، قام بتفنيد كتاب "سرابيون" فى بحث مطول، وأكد أنه طلب من موريس تاوضروس أستاذ اللغة اليونانية والعهد الجديد بالكلية الإكليركية بإرسال الترجمة اليونانية لنص قانون 14 للرسل إلى المجمع المقدس، واتهم كتاب "سرابيون" بعدم المصداقية وقلب الحقائق الرسولية والاعتماد على ترجمات خاطئة لقوانين الرسل.

وقال "سرابيون" فى كتابه: "إنه منذ عام 1928 اخترنا أن نحيد عن التقليد الكنسى الأصيل فى اختيار الأب البطريرك فسرنا فى منحدر انتهى بنا إلى القاع، باستثناء عام 1959 اختارت الكنيسة أن تلتزم بتقاليدها العريقة فاختارت البابا كيرلس السادس البطريرك 116 وبعده البابا شنودة الثالث، وبعد نياحته -أى وفاته- يتجدد الجدل الذى ظل يظهر كلما خلا الكرسى المرقسى منذ نياحة البابا ديمتريوس الثانى 1870 م حتى الآن".

وأضاف" سرابيون": "أن الكرسى المرقسى له مكانته العظيمة وبريقه الذى قد يغرى البعض فشهوة البطريركية قوية وأمامها يسقط الجبابرة، والتاريخ يعلمنا أن المطارنة الذين اشتهوا كرامة الكرسى فقدوا كرامتهم كمطارنة، فأين كرامة البابا يوساب الثانى بعد تعرضه لهجوم المجلس الملى من الذين ناصروه فى سعيه للكرسى ورفعت ضده القضايا فى المحاكم المدنية وصار موضع سخط وغضب الشعب وتم خطفه وعزله من المجمع المقدس، وكذلك حيرة البابا مكاريوس بين المجلس والمجمع المقدس والذى تولى البطريركية باعتماده على المنياوى باشا فى مقابل أن يسلمه أوقاف الكنيسة، والأنبا يؤانس الـ19 الذى تولى البطريركية فى ظروف قهرية خارجة عن إرادة الكنيسة".

واستشهد الأنبا سرابيون بعدة قوانين كنسية تمنع نقل أسقف من إيبارشية إلى أخرى منها القانون 14 للآباء الرسل والذى نص: "لا يحق لأسقف أن يخرج ليستولى على رعية ليست له حتى إن اضطره الكثيرون، إلا إذا كانت هناك أسباب صوابية اضطرته إلى ذلك مثلا إذا كان فى استطاعته أن يوزع هناك كلام التقوى بإفادة أكبر، ولا يفعل ذلك من تلقاء نفسه وإنما بمشورة كثير من الأساقفة وتوسل كبير".

وقام الأنبا بيشوى، أسقف دمياط، بعمل بحث مطول للرد على الأنبا سرابيون، الذى أكد فيه أن "سرابيون" تجاهل قانون الآباء الرسل رقم 14 وترجمته الصحيحة، متهما إياه بعدم المصداقية، والادعاء، ومهاجمة ثلاثة بطاركة تقلدوا المنصب بعد أن كانوا أساقفة، متسائلاً: أين حياد الأنبا سرابيون وهو عضو لجنة الترشيحات البطريركية؟ معتبرًا إياه- أى سرابيون- استخدم مصطلحات للكاتبة إيريس المصرى والتى هاجمت الكتاب المقدس والبابا شنودة الثالث.

وأكد البحث أن سرابيون تجاهل الترجمة الصحيحة لقانون الرسل رقم 14، وأرفق البحث الترجمة اليونانية الصحيحة لنص القانون بعد أن أرسله موريس تاوضروس أستاذ اللغة اليونانية والعهد الجديد بالكلية الإكليركية إلى المجمع المقدس.

وقال الأنبا بيشوى إن الترجمة الصحيحة لنص قانون 14 للرسل هو: "لا يحق لأسقف أن يخرج ليستولى على رعية ليست له حتى إن اضطره الكثيرون، إلا إذا كانت هناك أسباب صوابية اضطرته إلى ذلك، مثلاً إذا كان فى استطاعته أن يوزع هناك كلام التقوى بإفادة أكبر ولا يفعل ذلك من تلقائه وإنما بمشورة كثيرة من الأساقفة وتوسل كبير"، وليس النص الذى اعتمده سرابيون.

من جهته قال الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس فى تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع"، إن لائحة انتخاب البطريرك الجديدة لم تنته بعد، وسوف يعرض ما تم التوصل إليه فى جلسة المجمع المقدس غدًا، مشيرًا إلى أن أهم التعديلات التى ستجرى على اللائحة الجديدة هى صفات المرشح للكرسى البابوى وفئات الناخبين، وهذا ما يحتاج إلى عمل كثير لإتمامه.

وأضاف الأنبا رافائيل: "فى اللائحة القديمة لم تحدد ملامح كافية للمرشح البابوى، وتفترض أن الشخص يرشح نفسه ويقدم أوراقه بنفسه وهذا وضع غير كنسى، لذا تم تعديل هذا الشرط، فالمفروض هو أن الآخرين يرشحون شخصًا ما، ويكون به مؤهلات وسمات تميزه حتى يليق بهذا المنصب، كما أنه سيتم توسيع فئات الناخبين لتشمل فئات أكثر من الموجودة فى اللائحة السابقة، مشيرًا إلى أن عدد المشتركين فى الانتخابات البابوية السابقة 2400 شخص فقط وهذا قليل جدًا بالنسبة لعدد الأقباط، لذا فسوف يتم توسيع المشتركين لتشمل فئات وصفات أكثر مثل النقابات المختلفة والمصريين فى الخارج وغيرها.

وأكد سكرتير المجمع المقدس أن الجدل القائم منذ الانتخابات البابوية السابقة كان حول ترشيح أسقف الإيبارشية للانتخابات البابوية وسوف يحسم بالتصويت فى المجمع المقدس.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة