ناصر عراق

الرئيس الجديد وثقافة الصيانة!

الثلاثاء، 25 مارس 2014 05:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل بلدان العالم هناك شىء اسمه ثقافة الصيانة إلا مصر، فنحن نجهل هذه الثقافة تمامًا، ولا ندرك أهميتها القصوى لا على مستوى مؤسسات الدولة فحسب، وإنما على مستوى الأفراد أيضا، فالمنطق الذى ننشأ عليه يتعامل مع هذه الثقافة بإهمال تام.
أظنك تتفق معى على أن ما من «شىء» إلا وفى حاجة إلى صيانة حتى يظل صالحًا للاستخدام من جهة، وحتى تطول مدة صلاحيته من جهة أخرى، بما فى ذلك جسد الإنسان الذى يتطلب «صيانة» دائمة – من خلال زيارة الطبيب - ليواصل الحياة وإلا تعرض لأمراض ومشكلات كثيرة، فإذا تأملت قليلا شوارعنا وعماراتنا وقطاراتنا وسياراتنا إلى آخره.. إلى آخره، سيعتريك الحزن على الحال البائسة التى وصل إليها كل ما نستخدمه فى حياتنا اليومية.
انظر مليًا إلى عمارات وسط البلد – على سبيل المثال – لتعاين وضعها المزرى، فقد غطت الأتربة والقاذورات واجهات هذه العمارات التى أنشئت فى القرن التاسع عشر، ففقدت جمالها القديم وبدت للعابرين مأوى للقبح والسواد. المحزن أن وسط باريس يتشابه كثيرًا مع وسط القاهرة، فلما أتيح لى زيارة العاصمة الفرنسية انتابنى شعور بالحزن على ما بلغته عاصمتنا العريقة على يد حكامها الأنذال الذين لم يقدروا قيمة البلد الذى يحكمونه!
الأمر نفسه ينطبق على جامعاتنا ومدارسنا وبيوتنا وحماماتنا، فكل شىء فى مصر مهترئ و«ملخلخ» ويدعو للرثاء، وكأن مصر باتت على شفا حفرة من الانهيار، وهو أمر تتحمل مسؤوليته الأنظمة السابقة كلها التى لم تغرز فى صدور الناس منذ الصغر الفضيلة الكبرى لثقافة الصيانة بكل أسف.
قبل أيام قليلة أعلن السيد عمرو موسى عن ملامح البرنامج الانتخابى للمرشح المحتمل المشير عبدالفتاح السياسى، مؤكدا فيه أنه سيعمل على بناء الدولة على أسس حديثة، وهى نوايا طيبة لا ريب، لكننا نأمل أن يتضمن البرنامج الانتخابى لأى مرشح يحلم بالفوز بعرش مصر أن يضع الخطط الكفيلة بأن تصبح ثقافة الصيانة جزءًا جوهريًا من المنظومة العقلية للمصريين بكل أطيافهم، وأن تكون أحد أركان الدولة الحديثة التى نحلم بها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة