أكد المهندس إيهاب زكريـــا عطــا الله عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحـرار، أن سحب سفراء السعودية والبحرين والإمارات من قطر، هو رسالة سياسية مفادها رفض التوجه القطرى فى التعامل مع القضـايا الأكثر جدلا فى المنطقة العربية مثل ملف الإخوان وسيطرة الولايات المتحـدة على صنـع القرار فى قطـر ودور قناة الجزيرة والعلاقات الإسرائيليــــة القطـرية، وتـأكد هذه الـدول بما يمـــثل ذلك من خطورة على أمنها القومــى، وعلى الجانب الآخر فإنهم يرون فى الجيش المصرى عنصر الأمان الوحيـد للدول العربـية ضـد المؤامرات الخارجية.
وأضاف زكريا، فى تصريحات صحفية، أن ما يحدث ليس بعيـــدا عن دبلوماسيـــة الإدارة المصـــرية التى تحاول جـــاهدة حمـــاية العمــــق الإستراتيجـى العـربى فى الخلـــيج بعيــــد عن سيطرة الولايـات المتحدة وإيران، اللتان أصبحتــا تمثــلان الكمـاشة حول حقول النفط الخليجية بشكل أقرب للحليفين المتعاونين.
كما توقع طرد قطــر من مجلــس التعاون الخليجى فى فترة وجيزة، لأن سحب الســفراء لن يـردع الإدارة القطريــة فى سياستهــا المعــادية للشعــوب العربيــة، حيــث إن مراكز صنع القرار تمت السيطرة عليها بالكامل من خلال الولايات المتحدة، مما يجعل التراجع مستحيلا.
وعن مستقبــل مصـر مع دول الخليج، قال القيادى بالمصريين الأحرار، إن المشير عبد الفتاح السيسى سيكون له دور حاســم حال فوزه فى انتخـابات الرئــاسة، حيث إن هذا الرجل بجرأته وقدرته على القيادة والسيطرة وسرعة اتخاذ القرار، ترى فيه حكومات هذه الدول القائد العسكرى الموثوق به، والذى سيحمى الأمن القومى العربى.
ولم يستبعد زكريا أن يتم إنشاء قواعد مصـرية عسكريــة فى الخليــج العربــى، وأشــار أن استعراض وفرض منطق القوة العسكريـــة، هو أسـلوب لم تعتـــاد عليه مصــر، ولكنه أسلوب فعال ومشروع فى السياســـة الدولية، وعادة ما تلجــأ له الولايـــات المتحــــدة والدول الأوروبيــة بمـا يحمــــى مصالحـــها، وهذا الدور ليس محرمــــا على مصــر خاصــة فى حـال تهديـــد أمنــها القومــى وأمن الدول العربيـــة، طبقا لمشروع الشرق الأوسط الكبيـر.
كما أضاف أن روسيا وحدها ما زالت غير مؤهلــة لتكون القطب العالمى أمام الولايات المتحدة، طالما لم تعتمد على دولة حليفة كمصـر فى الشرق الأوســط التى تتـعــاون مع دول الخليج العربية ودولة كالصـين ومن خلفــها كوريــا الشمالية فى الشرق الأقصى، لتشكيل قطب قوى.
وتتخذ فيه مصر دور الحليف القوى وليس التابع كما تريد الولايـات المتحدة لحلفائها الذين تتعامل معهم باستعلاء، وتنظر لمصالحها فقط وليس مصالحهم، فمن الجلى أنها فقدت مصداقيتها الدبلوماسية، مما حدى بدول الخليج التحول عنها نحو مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة