رفعت تنزانيا صورة جمال عبدالناصر مع زعيمها التاريخى «جوليوس نيريرى»، أثناء زيارة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء إليها.
كانت المناسبة مرور 50 سنة على توحدها، وكان الحضور الأفريقى هناك كبيراً، ومع تعدد لقاءات «محلب» مع القيادات الأفريقية أثناء الاحتفال، قال الرجل للزميلة «المصرى اليوم» عن قضية «سد النهضة»: «بأمر الله سأحل هذه المشكلة بما لدينا من علاقات طيبة وقوية بجميع دول الحوض»، وبقدر ما تعبر هذه الكلمات عن نوايا طيبة وحماسية من مسؤول وطنى متحمس، بقدر ما تنقلنا إلى وجع عام فى العلاقات مع أفريقيا جاء نتيجة إهمال طويل واستعلاء على أبناء القارة منذ عهد السادات ثم مبارك، وبعد كل هذه السنوات، تجد مصر نفسها حاضرة فى دول القارة بصورة وسيرة جمال عبدالناصر، ومجالات للتعاون يبدو أنها لم ترفع مصر إلى المستوى المؤثر فى صنع القرار داخل القارة، بدليل ما حدث من تجميد أنشطة مصر فى الاتحاد الأفريقى، بالرغم من أن مصر هى دولة الريادة فى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، وهى الدولة التى احتضنت وساعدت كل حركات التحرر فى أفريقيا فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، والسؤال الآن هو كيف يتم البناء على ما مضى حتى يتحول الحماس الكبير لـ«محلب» إلى واقع حقيقى؟
فى كلام «محلب» عن مجال التعاون مع تنزانيا، قال إنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، فإن مصر تقدم 300 منحة تدريبية سنوياً لتنزانيا، وقيام مصر بحفر نحو 100 بئر لمياه الشرب تم حفر 30 منها وافتتاحها رسمياً فى يناير من العام الماضى، بالإضافة إلى حرص مصر على التعاون مع تنزانيا فى المجال الزراعى، وتقديم مصر المنح الممولة من الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا فى مجال الصحة، وزار «محلب» المركز الإسلامى بالعاصمة «دار السلام»، وهو يعد أكبر مركز إسلامى فى أفريقيا بعد الأزهر الشريف، وتم إنشاؤه عام 1968، ويدرس فيه 1400 طالب تنزانى بتمويل مصرى كامل.
بين صورة عبدالناصر التى تم رفعها، وبين واقع المساعدات التى تحدث عنها «محلب»، يأتى الكلام حول مصر وأفريقيا، فإذا كانت أوضاع القارة السمراء فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، تختلف عن أوضاعها حاليا، وإذا كانت مصر الآن تختلف عن مصر وقتئذ، وإذا كان العالم كله قد تغير، فإن المطلوب أن ندرس كيفية استعادة زمام المبادرة لنا فى القارة، بوسائل جديدة ودبلوماسية أخرى غير التى كانت متبعة فى زمن مبارك، وكان من ضمن عناوينها «على أد لحافك مدر رجيلك»، وهذا المثل ردده آخر وزير خارجية فى زمن مبارك «أحمد أبوالغيط» حين سئل عن نشاط مصر فى أفريقيا، فالمساعدات تحتاج إلى أموال، والأموال فى مصر شحيحة، وبالتالى فإن سياسة «شد اللحاف» كانت بمثابة التعبير عن الأمر الواقع.
بالطبع نحن نواجه ظروفا اقتصادية صعبة، غير أن الرئيس المقبل لمصر مطلوب منه اقتحام هذا الملف بقوة، وبمدركات مبدعة تأتى ضمن مشروع وطنى شامل، يؤمن إيمانا قاطعا بأن المكان الذى يأتينا منه نقطة المياه هو الأولى بالرعاية والاهتمام.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ هـو الإتحــاد الأفريقى جمـد عضـوية مصـر لـيه ؟ ☞
..... ! !
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
السياسه الحكيمه تعطى الاولويه دائما لدول الجوار ودول القاره - ابتعادنا عن افريقيا خطا كبير
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدين موش عايز يبقى رئيسى .. حمدين عايز يحاكم السيسى
أنشاء الله مصر سوف تعود كما كانت أيام ناصر و أزهى مع أمير القلوب
أجيب منيين قلب تانى يساع حبك يا سيسى
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
سد النهضه ما هو الا خطه غربيه لضرب مصر واضعافها واعطاء التفوق دائما لاسرائيل
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطنه
الأتحاد الأفريقى زيه زى أمريكا زى أوروبا زى قطر و تركيا .. كلهم أيد واحده
عدد الردود 0
بواسطة:
a f
أستفادة مصر من أفريقيا
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed Italy
زور التاريخ كمان وكمان
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف عبد السلام سالم
مفيش فايدة مستمرين في الضحك علي الناس