ناصر عراق

الشيخة حلا شيحة!

الثلاثاء، 13 مايو 2014 03:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخبر الذى نشرته «اليوم السابع»، أمس، عن ظهور الفنانة حلا شيحة بعد اختفاء طويل من خلال عملها داعية إسلامية فى أحد المراكز الدينية يثير العديد من الأسئلة، لعل أهمها.. هل المصريون لا يعرفون دينهم وبالتالى هم فى أمس الحاجة إلى دروس السيدة حلا؟
لقد ظن الجميع أن ظاهرة قيام الفنانات السابقات بإعطاء دروس دينية للمصريين قد اختفت، بعد أن أدرك الناس أن الإنسان المصرى يعرف التوحيد ويؤمن بالله الواحد الأحد ليس هذه الأيام فحسب، بل قبل آلاف السنين، وكنا نعتقد أن التقرب إلى الرحمن فى السماء يستلزم العمل الجاد فى الأرض من أجل حياة أكثر عدلا للبشر، لكن يبدو أن هناك من يغذى هذه النغمة المريبة التى تزعم أن المصريين لا يعرفون دينهم، وأنهم فى حاجة إلى دروس أحد المشهورين أو المشهورات فى دنيا الفن.

اللافت أننا لم نسمع عن مهندسة أو صحفية أو طبيبة قررت هجر مهنتها والتفرغ لتعليم «المصريين الضالين» أصول دينهم، إذ إن كل الداعيات قد أتين من استوديوهات السينما، وأن هناك من يعتمد على شهرتهن السابقة لترويج أفكار معينة، دون أن يخبرنا أحد ماذا قرأت هذه «الداعية» أو تلك للتصدى لإلقاء المواعظ والدروس؟ هل قرأت فى التاريخ والفلسفة والعلوم والآداب وقوانين اللغة الغربية وأسرارها لتتمكن أكثر من علوم الدين؟
تطرح عودة السيدة حلا أيضا بعض الأسئلة منها.. هل هى الحاجة إلى الظهور، فللشهرة لذة كبيرة، وقد ذاقتها السيدة حين كانت نجمة يشار لها بالبنان؟ ثم أين الأزهر الشريف من هؤلاء الذين يعتلون المنابر بحجة إعطاء دروس «لشعب يجهل دينه؟»، أما الغريب والمثير للشفقة فهو موقف الممثلين السابقين الذين اشتروا «التدين» بالفن من ثورة الشعب المصرى ضد مبارك ونظامه الذى يؤكد انفصالهم التام عن مشاعر الملايين، وها هو السيد حسن يوسف يقوم بزيارة لمبارك وتبادر السيدة زوجته شمس الباردوى إلى الاتصال بالرئيس المخلوع تليفونيًا وتصفه بأنه بطل فى تحد صارخ لثورة شعب.

ليت المشاهير يدركون أن الشعب ليس فى حاجة إلى «دروسهم»، بل إلى العدل والحرية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة