دراسة إسرائيلية تحذر من اقتراب القاعدة لحدود إسرائيل من سيناء للجولان.. خبير إسرائيلى فى الشئون الإسلامية يؤكد: قادة الإسلاميين المتطرفين نجحوا تكتيكيا وفشلوا استراتيجيا

الخميس، 15 مايو 2014 12:44 م
دراسة إسرائيلية تحذر من اقتراب القاعدة لحدود إسرائيل من سيناء للجولان.. خبير إسرائيلى فى الشئون الإسلامية يؤكد: قادة الإسلاميين المتطرفين نجحوا تكتيكيا وفشلوا استراتيجيا القاعدة – أرشيفية
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعد الخبير الإسرائيلى فى الشئون الإسلامية، نمرود هوروفيتس، بجامعة "بن جوريون" دراسة مطولة ومفصلة حول تنظيم القاعدة وتأثير خطورتها على إسرائيل خاصة عقب تكثيف وجودها على حدود إسرائيل فى جنوب سوريا بالقرب من "الجولان" وفى شبه جزيرة سيناء.

وتناولت الدراسة الإسرائيلية التى نشرها موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى نقاط قوة القاعدة وضعفها، منذ أن بدأ الغرب باغتيال قادتها وعلى رأسهم زعيم التنظيم أسامة بن لادن منذ 3 سنوات، مؤكدة أن الإسلاميين المتطرفين ينجحون على المستوى التكتيكى ولكنهم يفشلون على المستوى الاستراتيجى.

وقال الخبير الإسرائيلى المتخصص فى إسلام القرون الوسطى، والعلاقات بين الدين والدولة والمتخصص فى قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة "بن جوريون" الإسرائيلية، إن اختراق عناصر مرتبطة بالقاعدة جنوب سوريا وسيناء يثير تساؤلات حول قدرات هذه الحركة اليوم.

وطرح هوروفيتس عدة تساؤلات حول نقاط قوة وضعف "القاعدة" مجيبا فى الوقت نفسه أن الآلية المركزية للقاعدة ضعفت ولكن فروع الحركة المنتشرة فى مناطق مختلفة فى آسيا وأفريقيا تزداد قوة.

وأوضح الخبير الإسرائيلى أن الضعف فى الآلية المركزية للتنظيم ظهر بسبب الجهود التى لا هوادة فيها من الأجهزة الأمنية فى العالم كله، والتى تتعاون مع بعضها البعض فى مطاردة التنظيم الدولى واغتيال زعمائها، لافتا إلى أن الحادث الأكثر شهرة، هو اغتيال أسامة بن لادن نفسه، مضيفا أن القوات الأمنية الغربية لا تدع زعماء التنظيم وشأنهم، وتقوم بالإضرار بهم قدر الإمكان.

وأشار هوروفيتس، إلى أن القيادة المركزية للقاعدة قد اضطرت إلى مواجهة الصعوبات المتعلقة بنقل التعليمات للقادة الميدانيين وعدم امتثال هؤلاء القادة، قائلا: "يمكننا أن نرى نموذجًا لذلك فى محاولة الزعيم الحالى للقاعدة، أيمن الظواهرى، لجسر الهوة بين تنظيمى القاعدة المقاتلين فى سوريا"، مضيفا أن الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" وجبهة "النصرة"، فشلت وأثبتت أن قادة المقاتلين فى الميدان هم من يقرروا سياسات التنظيمات المختلفة.

وأضاف الخبير الإسرائيلى أن الظواهرى فشل فى محاولته بأن يملى على التنظيمات المحلية نوعية الهجمات التى ينبغى عليهم تنفيذها، موضحا أنه منذ زمن طويل يحاول زعيم تنظيم القاعدة منع العمليات التى تشمل مهاجمة الأبرياء، فقد فهم أن هذه العمليات المبتذلة تهدم فى نهاية المطاف اسم التنظيم وتبعد عنه المؤيدين المحتملين، مشيرا إلى أنه لم يتعاون القادة الميدانيين معه وتصرفوا بخلاف تعليماته.

وأكد المحاضر بجامعة "بن جوريون" أن فشل القيادة المركزية للقاعدة يبرز النجاح النسبى للعناصر المحلية المرتبطة بالتنظيم والتى تحاول اختراق مناطق تعانى من غياب الإدارة، موضحا: "على سبيل المثال، فى جنوب سوريا وسيناء استغلت التنظيمات الإسلامية المتطرّفة الفراغ فى السلطة ونجحت فى السيطرة على مساحات بأكملها، وفى اليمن والصحراء الكبرى تنفذ تنظيمات مرتبطة بالقاعدة بعض العمليات الإرهابية كل أسبوع، ويقوم قادة هذه التنظيمات المحلية بفعل ما يريدون، حتى وإن كان معنى ذلك عصيان أوامر الزعيم، الظواهرى".

وأوضح هوروفيتس أن التنظيمات المحلية لا تخشى من تحدى أوامر القيادة المركزية بسبب استقلاليّتها الاقتصادية، وأنها قد طورت فروع القاعدة فى شمال أفريقيا واليمن سلسلة من الوسائل يمكنهم من خلالها تجنيد الأموال، مثل عمليات الخطف مقابل الفدية، والجريمة، وسرقة بطاقات الائتمان.

وأضاف الخبير الإسرائيلى فى الشئون الإسلامية أنه فى سوريا، تحظى عناصر القاعدة التى تقاتل ضدّ الأسد والعلويين من جهة وضد حزب الله والشيعة من جهة أخرى بتبرعات خاصّة من الإمارات فى الخليج.

وأوضح هوروفيتس، أنه فى سيناء، فإن مصدر الدخل الرئيسى هو التهريب، يابتالى فإنه على ضوء قدرتهم على تجنيد مصادر تمويل خاصة بهم، فإن قادة التنظيمات التابعة للقاعدة ليسوا مستعدّين لتلقّى التعليمات من المؤسسات المركزية للقاعدة.

وقال الخبير الإسرائيلى خلال دراسته إن الأخبار السيئة، هى أن التنظيمات التابعة للقاعدة والتى تنتمى إلى أيديولوجيّتها القتالية تستطيع بسهولة نسبيّا أن تخترق مناطق مسلمة تعانى من ضعف الإدارة والتأسيس بها، وإن ظهور هذه القوات على الحدود الشمالية والجنوبية لإسرائيل يشكّل خطرًا محتملا، والذى قد يصبح تهديدًا فعليًّا خلال مدّة قصيرة.

وأضاف هوروفيتس، أنه بالإضافة إلى ذلك فمن المهم أن ننتبه إلى أن التنظيمات المحلّية تجد صعوبة فى تأسيس هرمى للقيادة، وأن تتعاون فيما بينها، مؤكدا أن تلك المنظمات تعانى من تقسيمات متعددة وعدم القدرة على التنسيق فيما بينها، كما هو الحال فى سوريا، مشيرا إلى أن القاعدة تجد صعوبة فى بناء تنظيم مركزى وقوى يستطيع بقوى مشتركة أن يحقّق إنجازات إستراتيجية، وأنها تجد صعوبة بالغة حتى الآن فى تنفيذ هجمات تضع الأنظمة فى تلك الدول فى خطر، وأنها لا تستطيع أبدا أن تصل إلى الغرب للإضرار به.

وفى نهاية الدراسة التى أعدها الخبير الإسرائيلى فى الشئون الإسلامية، أكد هوروفيتس، أن تنظيم القاعدة سيبقى فى السنوات القادمة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، برغم من أنها ير قادرة على إقامة وحدات سياسية فى هذه المناطق، وأنها تتمتع بإنجازات تكتيكية محلية، لكنها لا تستطيع أن تترجمها إلى عمليات إستراتيجية على المدى البعيد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة