هل يكفى أن تكون مساندًا للرئيس بكل قوة فتفوز بالانتخابات البرلمانية؟، هل يكفى أن تقول فى دائرتك: «ترشحت من أجل أن أقف خلف الرئيس كى ينفذ برنامجه»، فيتهافت الناخبون عليك، ليحملوك إلى مقعد البرلمان؟
فى الاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة، هناك من يطرح نفسه مكتفيًا بأن يخاطب الناخبين، بأنه من معسكر الرئيس، ظنًا منه أنه بذلك يستطيع فك شفرة النجاح، ويمتلك جواز المرور إلى حيث ما يريد برلمانيًا.
قد يراها البعض مسألة مشروعة، لأنها تقاليد الديمقراطية، وهذا صحيح فى جانب منه، فالمؤمنون ببرنامج الرئيس من الضرورى أن يتجمعوا فى حلف سياسى واحد، غير أن ميراثنا السياسى ينبهنا إلى ضرورة معرفة أن التحالفات الانتخابية التى قد تتكون من أجل «الرئيس»، تركت سمعة ليست جيدة بتحالف بين الصالح والطالح، بين الجادين والانتهازيين، بين الباحثين عن المصلحة الوطنية الحقيقية، وبين الذين لديهم استعداد لسلخ بطون أمهاتهم الحوامل حتى لا يكون لهم أشقاء يزاحمونهم فى الميراث.
تاريخنا السياسى ملىء بهذه النماذج الكريهة التى تتاجر باسم «الرئيس»، هى قصة كل زمان فى تاريخ مصر، وبداخلها نجد أمثلة لطاقات وكفاءات جبارة، لكنها تحتفظ بهامش من الاستقلال عن السلطة فى أقل تقدير، أو تعارضها فى أقسى تقدير، وخسرت فى معترك الانتخابات، لأنها وجدت من يشهر كل الأسلحة فى وجهها بحجة أنها ستعرقل المسيرة.
فى أثناء حكم مبارك، كان فور إعلان الحزب الوطنى عن أسماء مرشحيه فى الانتخابات البرلمانية، يتلقى المرشح التهنئة مسبقًا لنجاحه، وكان ذلك ترجمة لقناعة ترسخت لدى المصريين بأن الانتخابات سيتم تزويرها مسبقًا لصالحه، وحدث استثناء من هذه الحالة فى انتخابات 2000 و2005، كان هؤلاء يخوضون الانتخابات باسم الرئيس، وما يتبع ذلك من أشياء أخرى.
الحديث عن تحالف انتخابى واسع للبرلمان المقبل يستند إلى أنه يقف خلف «الرئيس» كشعار وحيد له، ربما يستدعى مخاوف تستند إلى ما كان يحدث فى الماضى. يتحدث البعض عن أن شخصيات نشطت أثناء الدعاية الانتخابية فى تأييدها لـ«السيسى»، وهى تنتظر الآن «رد الجميل» بالرغم مما أكده «السيسى» خلال فترة ترشحه بأنه ليس مدينًا لأحد حتى يسدد له فواتير، وهو محق فى ذلك، فشعبية الرجل لم تكن تحتاج إلى هؤلاء، ففعله التاريخى الكبير فى 30 يونيو كان هو الجسر الذى ربط الطريق بينه وبين المصريين، ويقودنا هذا إلى ضرورة أن يعى الناخبون ضرورة فرز هذه النوعية من الشخصيات التى قد تخوض الانتخابات، وتلقينها درسًا قاسيًا.
يعود إلى الصورة أيضًا كوادر الحزب الوطنى المنحل فى محافظات مصر المختلفة، دخلوا حزب «المؤتمر» كبديل، وأضافوا رتوشًا جديدة على مفرداتهم السياسية، والسؤال الآن: كيف ستكون مشاعر الناخبين حين يرون هؤلاء يترشحون للانتخابات فى تحالف يتمسح فى اسم «السيسى»؟، كيف سيواجه أى تحالف يعتمد على هؤلاء اتهامات من نوعية أنه يعمل من أجل إعادة نظام مبارك؟
وأخيرًا، إذا لم ينجح المترشحون «باسم الرئيس» فهذا سيعد إساءة لـ«الرئيس» هو فى غنى عنها، قلت من قبل إن الناخبين يعطون ثقتهم للمرشح الذى يعيش تحت جلدهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ إنتخـابـات ! ! ☞