أرسلت زوجة تسأل أشعر برغبة فى الانتقام من زوجى، حيث يعاملنى بإهمال ولا يشعر بوجودى ونعانى منذ سنوات من جفاء عاطفى، وتتفاقم لدى هذه الرغبة المستمرة وأريد إيقافها لأننى أعرف أن هذا الشعور غير طبيعى، كيف أزيل هذه الرغبة الانتقامية، وأتخلص منها؟
يوضح أخصائى النفسية الدكتور مصطفى كريم، أن الوصول إلى درجات متقدمة وتراكمية من الألم النفسى قد يؤدى إلى الرغبة فى القيام بردود أفعال قوية ومثيرة وأغلبها سلبى، وعندما تصل تلك المشاعر إلى ذروتها يصبح البعض راغبا فى إفراغ نتائجها. والتخلص منها عن طريق الانتقام ويجده حلا مناسبا لما يعانى منه نفسيا وعصبيا ويؤثر على حياته من وجهة نظره، وهو حكم سلبى وحل غير ملائم يزيد الألم النفسى تفاقما وسوءا.
وأكد أنه من الممكن أن تكون هذه الرغبات مجرد انعكاس للألم النفسى وليست حقيقية، وحينما تتخلص من الألم تتخلص من الرغبات السيئة، ونصح "د.مصطفى" السائلة بعدة نصائح وخطوات للتحكم فى هذا التفكير غير السليم والمزعج ومنها:
- عدم الاندفاع ومحاولة البدء فى إصلاح علاقتها الزوجية، بل عليها أولا بالتركيز على شخصيتها، وتحويل تفكيرها تجاه ذاتها، بمعنى أن تتوقف عن التركيز على عيوب الزوج وشخصيته وتحليلها، وأن تبدأ فى تحويل كل تفكيرها تجاه شخصيتها، وعليها ألا تركز على الأمور السلبية فيها بل تقوم بالتركيز على كل النواحى الجيدة المقولة الحسنة التى ترفع من شأنها أمام ذاتها وتجدد نظرتها لنفسها .
- الابتعاد لفترة عن الآراء السلبية من الأصدقاء والأهل حول سلبيات الزوج، وحول خلافاتهم الشخصية وأزماتهم، والابتعاد بالتفكير نهائيا عن هذه الخلافات وعن الزوج بشكل عام.
- عمل نوع من التجديد الشخصى والذاتى للذات، بالتفكير الإيجابى حولها وعما يخصها، وإبراز مواطن الجمال فى شخصيتها التى تبرزها منذ فترة، والتركيز على الاستمتاع بتلك المميزات والجوانب الجيدة وتطويرها وتذليلها لمساعدة نفسها وإسعادها.
- ابتعدى عن التفكير فى وسائل وطرق للانتقام، بل اطردى الفكرة من رأسك، وأبدليها بفكرة بديلة قوية ومؤثرة واجعليها هدفك لهذه المرحلة، كهدف الاستمتاع بمهاراتك فى التواصل مع الآخرين، والتركييز على تنبيه الجانب العاطفى لديك ومشاعر المساعدة وحب الخير، وهكذا .
- اعلمى أن التفكير الانتقامى مزعج للنفس ومقلق للراحة، فتخلصى منه تسعدى.
- قسمى حياتك إلى عدة جوانب مختلفة، واجعلى للقسم الخاص بعلاقتك النفسية الخاصة مع زوجك نصيبا ضئيلا وغير مهم، واجعليه فى آخر القائمة، وابدأى فى التعاطى مع الجوانب الأخرى بالترتيب، وسوف تجدين نفسك تكتشفين جوانب أفضل فى حياتك وشخصيتك.
- ابدأى بالاستمتاع بالجانب الأجمل فى الحياة، وتسخير طاقتك للاستمتاع به.
- ركزى مجهودك وعطائك مع أحبائك وأصدقاءك اللذين لا يمثلون ضغطا نفسيا عليك، والبعد عن عوامل الإثارة النفسية والشخصيات التى كثيرا ما تحدثك عن مشكلاتك وتخوض فيها.
- ساعدى غيرك وكونى معطاءة أكثر لتقضى على الرغبات السيئة الكامنة فى شخصيتك، كالبغض والانتقام وغيرها .
- وأشار "د.مصطفى " إلى أهمية اللجوء إلى مختص نفسى بجانب هذه الخطوات الشخصية ليساعدها المختص على التخلص من التفكير السلبى، الذى يزيد من رغبات الانتقام، ووضع مشكلتها وألمها النفسى فى حجه الحقيقى أمام عينيها، مما يساعدها على التخلص تدريجيا من كل مشاعر الكرة والانتقام، وبعد هذه الخطوات العلاجية يبدأ التفكير فى صلاح الحياة الزوجية وعلاقتها بزوجها، وسوف تتحسن نظرتها له وطرد أفكارها السلبية تجاهه وتجاه تعاملاته معها، وتصح قادرة على وضع يديها على مواطن الخطأ فى شخصيتها وتعاملاتها وتعاملاته وشخصيته أيضا، لتصبح مهيأة لدخول حوار معه والتحدث بشكل منفتح عن علاقتهما وكيفية إصلاحها، وعن نظرته الكامنة فى أعماقها التى تسىء لها ولنفسيتها وتسبب لها ألما حقيقيا وتصبح متزنة وقادرة على إيجاد حل منطقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة