إن كان للمقاومة عنوان، فهو بالتأكيد ليس حماس، المقاومة فى فلسطين أقدم منهم عمرا وأطول أمدا وأشرف هدفا وأوضح طريقا، المقاومة ابتدعها وضحى من أجلها رجال يعرفهم القاصى والدانى، وأسمائهم محفورة فى التاريخ، لكن الإعلام الحمساوى ومن يدعمه أهال التراب على الجميع حتى يحتكروا وحدهم شرف المقاومة، ويتمتعوا بامتلاك صكوك الوطنية وأحكام الخيانة على من لا يخضع لابتزازهم ويلبى مآربهم..
هم لا يريدون مقاومة تحمى الدم الفلسطينى وتعيد أرضه، وإنما يريدون امتلاك أوراق مساومة على مطالبهم وليس مطالب الشعب الفلسطينى، دولتهم وليست دولة فلسطين، هم لا ينتمون لفلسطين ولا يسعون إليها، فدولتهم التى يحلمون بها غزة، وحدودهم كانت قاب قوسين أو أدنى من التحقق لو بقى مرسى وجماعته فى الحكم عاما آخر، هكذا يتوهمون، ولهذا جن جنونهم من ثورة المصريين والتفاف الشعب حول من استجاب لطلبهم وخلع من كان سيمكنهم من أرض مصر وخيرها بليل.
رفض حماس للمبادرة المصرية لا علاقة له بالمقاومة التى يدعونها، موقف حماس ليس جهاديا، وإنما هدفه الكيد لمصر ورئيسها ومحاولة إفشال محاولاته لحقن الدماء ووقف العنف، حماس لا تريد وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وستظل تشعل النيران كى تظل الحرب مستعرة وستظل تضحى بدماء الفلسطينيين الغلابة ،من أجل احراج مصر واللعب على عواطف المصريين وتأليبهم على رئيسهم وحكومتهم.
قد يكون الكلام ليس على هوى البعض ممن يتيهون عشقا فى الإخوان، أو المخدوعين فى فى طهارة حماس، ولكن على هؤلاء أن يسألوا أنفسهم، أين قادة حماس من المواجهة فى أرض الجهاد الذى يدعونه .. الله يرحمك يا أبوعمار، تحدى الحصار ورفض أن يغادر رام الله واستقبل الدبابات الاسرائيلية بقلب مجاهد وهو يقول " شهيدا سهيدا شهيدا "، لكن قادة حماس لم يقتربوا من أرض الجهاد وفضلوا عليها الإقامة فى أرض الفنادق والريالات وتركوا الغلابة يواجهون الدبابات الاسرائيلية وحدهم.
هل كتب على الغلابة من أبناء فلسطين أن يتحملوا وحدهم ثمن المزايدات الحمساوية، وهل كل العالم أدى دوره ومصر هى الوحيدة المقصرة فى حق الفلسطينيين، ثم هل طلب خالد مشعل واعوانه المقيمين فى الرغد القطرى من أميرها تميم أن يقطع علاقته بإسرائيل كما طلبوا من مصر، هل طلبوا منه أن يتخلص من منتجع العائلة الخاص فى تل أبيب ويغلق مكتب التبادل التجارى بين الدوحة واسرائيل، هل طلبوا منه أن يطرد قاعدة العيديد بالسلية لأنها تدعم الاحتلال الاسرائيلى، لماذا مصر فقط هى التى تستهدفها حماس وهم يقيمون فى دويلة كل أوامرها وتعليماتها تتلقاها من واشنطن وكل مصالحها مع تل أبيب، هل نعيم قطر المتمتع به مشعل ومساعديه أنساهم تبعية قطر وحكامها ،
بالتأكيد هم لا يجهلون هذه الحقائق كما لا يتغافلون عن علاقات تركيا بتل أبيب، لكن كل هذا لا يشغلهم لأنهم ليسوا مهمومين بفلسطين أصلا، ولاهم محزونون على أكثر من 820 شهيد سقطوا حتى الان ،كما لم تأخذهم رحمة من قبل بأكثر من مائتى شهيد من رجال الجيش والشرطة سقطوا فى سيناء فى عام واحد برصاصهم وقنابلهم وعلى أيدى المسلحين الذين دربوهم وهربوهم عبر الانفاق إلى مصر، كل ما يشغل حماس هو تحقيق الهدف الأسمى وهو " حرق " الجهود المصرية، وخلق حالة غضب داخلى وإسلامى على القاهرة بحجة أنها تتخلى عن أبناء فلسطين لصالح الكيان الإسرائيلى .
ألاعيبكم مفضوحة، ومزايداتكم مكشوفة، خاب سعيكم، فليست القاهرة هى التى تدعم الاحتلال وإنما من تسبحون بحمدهم ومن تعيشون فى فنادقهم وقصورهم وتنفقون من أموالهم، أما مصر فتعرف جيدا دوها فى القضية الفلسطينية، وليسوا بحاجة لمن يذكرهم به أو يعلمهم كيف يدافعون عن الأرض العربية، فلسطين، والمقدسات الإسلامية وفى مقدمتها القدس.
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf
صحيح .... ولكن