رفض الشيخ أسامة حافظ نائب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، المواجهات التى تفجرت فى الجزائر بين بعض الحركات الإسلامية والجيش الجزائرى على خلفية قيام الجيش بإلغاء نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية والتى فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، مما دفع الجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر لاستهداف المؤسسات الحكومية المختلفة بالتدمير, وبدأت الأخبار تتوالى بقيامها بتفجير بعض المدارس والكبارى ومحطات الكهرباء وغير ذلك.
وأضاف فى بيان نشره الموقع الرسمى للحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية تحت عنوان: "تدمير البنية التحتية جهاد مشروع أم افساد ممنوع": "بناء على ذلك فإنه لا يجوز القيام بتدمير المؤسسات الحكومية والبنى التحتية فى ديار الإسلام لأن هذا التدمير قد يؤدى إلى قتل بعض العاملين بها ممن لا يجوز قتلهم، كما أن تدمير هذه المؤسسات وتلك البنى التحتية هو إتلاف لممتلكات لا يصح إتلافها لأنها ملك الشعب بكل طوائفه ولا خصومة أو حرب بين هذه الحركات وتلك الجموع الشعبية تبيح مثل هذا الإتلاف، وإن هذا من الفساد المنهى عنه شرعا لقوله تعالى (وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)".
وأوضح أن تدمير هذه المؤسسات والبنى التحتية كمحطات المياه والكهرباء والمستشفيات والمجارى والطرق والكبارى، تنتج عنه أضرار عديدة بالمسلمين وأبنائهم وغيرهم بدون جريمة ارتكبوها وهذا مخالف لقول النبى صلى الله عليه وسلم (لاضرر ولا ضرار)، مشيرا إلى أن المصالح التى يسعى لتحقيقها من يقومون باستهداف هذه المؤسسات وتلك البنى التحتية لا تعادل المفاسد المترتبة على تلك العمليات خاصة ما يترتب عليه من نفمة شعبية ضد كل ما هو إسلامى تحت ضغط تبرم الناس من تعطيل مصالحهم الصحية أو التجارية أو الزراعية أو نتيجة للمشقة التى تعترى حياتهم لإفتقارهم الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والصرف الصحى، خاصة أنهم لا يرون أنهم قد اقترفوا ذنبا يستحقون بموجبه مثل هذه العقوبات بل منهم من يكون محبا للدين وللعاملين له ثم يتحول موقفه هذا إلى العداء كنتيجة لتلك العمليات.
وتابع: "إذا كان الفقهاء لم يجيزوا عقر دواب المشركين أو تحريق نحلهم أو قطع شجرهم ونخلهم فى ديارهم ثناء الحرب معهم ما لم تدع حاجة لذلك، ولم يكن الخلوص إليهم إلا بهذا فهل يصح فى ظل هذا أن يقال بجواز هدم وتدمير مثل هذه الأشياء فى ديار الإسلام والمملوكة لجموع المسلمين وغيرهم والذين لا حرب بينهم ومن يقوم بهذه العمليات ولا شك فى أن استهداف مثل هذه المنشآت سيترتب عليه تعكير صفو العلاقة الطبية المفترض قيامها بين العاملين للإسلام وجموع الشعب ويجعل الهوة سحيقة بينهم وكل هذا يصب فى اتجاه انفضاض الناس عن دعوتهم وهذه نتيجة غير مرغوبة شرعا وعقلا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة