صالح المسعودى يكتب: بشائر الخير

الجمعة، 15 أغسطس 2014 06:02 م
صالح المسعودى يكتب: بشائر الخير جانب من أعمال حفر قناة السويس الجديدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد لا يستطيع قلمى أن يصف لكم ما أشاهد الآن، أو لا تستطيع كلماتى مهما نمقتها أن تنقل لكم نبض المكان الذى أتواجد فيه، ففى هذا المكان تساقطت قطرات دم جنودنا وهى تحمى الحمى وفى هذا المكان توارت جثامين أبطالنا فاحتضنها تراب هذا المكان مرحبا بها لتكون أول منازل الجنة إن شاء الله تعالى.

إننى أكتب كلماتى هذه من شرق قناة السويس حيث حفر القناة الجديدة أو الشريان الإضافى الذى يضيف إلى الوطن الغالى المزيد من فرص العمل لشبابه ويضاعف الدخل القومى من قناة السويس ويصنع مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الملايين من المصريين الذين ضاقت بهم جنبات الوادى الضيق.

قد لا أستطيع تعديد ما للمشروع الجديد من فوائد جمة على مصر والمصريين ولكنى أنقل انطباعى بتلك البشرة والمقصود من (البشرة) أنها تضفى الفرحة والسعادة على الجميع ولهذا أحسست بأهمية التركيز عليها، فقد مرت مصر بسنوات عجاف كانت كفيلة بتكوين غمامة من الهم والحزن فى قلوب المصريين بسبب الحالة الأمنية المتردية التى كانت سائدة بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية التى أصابت المصريين بانتكاسة فى الآمال والأحلام لمستقبل مشرق.

ومعنى أن يكون مشروع شق قناة السويس الجديدة أحد بشائر الخير لمستقبل مشرق ليس على المستوى القومى والاقتصادى لمصر عامة ولكن على مستوى أحلام وآمال كل مصرى يحلم بأمل جديد لمستقبله ومستقبل أبنائه وأحفاده.

لم أكن أتوقع نظرات الأمل والتفاؤل التى تسود الجميع فقد دارت عجلة العمل والإنتاج فبالإضافة إلى سعادة الجميع ببشائر الخير الجديدة التى تلوح فى الآفاق والتى أولها هذا المشروع العملاق وأفضل ما فيه هو ملكيته للمصريين.

ولكنى سعدت أيضا بهذا النشاط غير المسبوق من الجميع، فأصحاب المعدات يتسابقون فى الصيانة والتنسيق فقد مكثت معداتهم شهورا وسنوات تعانى من الركود والصدأ، وتم استدعاء السائقين الذين عادوا من فترة بطالة وعوز أثرت على حياتهم وحياة أسرهم فأقبلوا على العمل بروح جديدة وكأنهم يودعون فترة عصيبة من حياتهم
وبناء على إحياء تلك المنظومة السابقة فقد بدأت دورة رأس المال البسيطة تتحرك لكل من يتعامل مع تلك النوعية من الأعمال فدب فى هذا المجتمع البسيط حياة جديدة قوامها الأمل والتفاؤل.

قد تكون بشائر الخير قد بدأت نسماتها تعانق آمال وطموحات مجموعة بسيطة الآن ولكن تلك البشائر الجديدة سوف يعم نسيمها على الجميع بقرب انتهاء عملية الحفر وبداية تخطيط المكان لبناء آمال وطموحات جديدة لشباب واعد انتظر تلك اللحظة منذ زمن ليس بالقريب.

عزيزى القارئ بشائر الخير التى بدأت بحفر قناة السويس الجديدة ليست آخر المطاف بل هى بداية بناء وطن جديد، فقد تأخرنا كثيرا عن ركب الحضارة رغم أننا دائما نفتخر أننا سبقنا الأمم من قبل، فيجب علينا أن نبدأ من الآن نستنشق نسمات البشائر وأن نعمل كل ما فى وسعنا ليكون لنا دور فى البناء لأنه من يخرج من الآن الميدان لن يظهر مستقبلا فى الصورة.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة