يحضرنى هذه الأيام موقف رئيسة الوزراء الاسترالية عندما وجهت حديثها لمواطن مسلم متشدد فى بلدها، قائلة: "أنت متعصب لماذا لا تسكن فى السعودية.. أو إيران؟ ولماذا غادرت دولتك الإسلامية أصلاً؟.. أنتم تتركون دولاً تقولون عنها أن الله باركها بنعمة الإسلام وتهاجرون إلى دولٍ تقولون أن الله أخزاها بالكفر من أجل الحرية.. العدل.. الترف... الضمان الصحى... الحماية الاجتماعية.. المساواة أمام القانون.. فرص العمل عادلة.. مستقبل أطفالكم.. حرية التعبير".
عزيزى القارئ، لقد بدأت مقالى بهذا الجزء المقتبس لضرورته فيما نحن بصدده حاليا فى مصر.. فإن نمو العديد من التيارات صاحبة الفكر المتشدد وانتشارها بشكل كبير ومن ثم إطلاق الفتاوى المريضة هنا وهناك مما يثير البلبلة، أمر لا يقبل المساومة أو السكوت عنه.
لقد عانى الوطن والمجتمع من الإخوان المسلمين طوال عام كامل فى الحكم نتيجة افتراءهم المستمر على الدين وتطويع قرآن الله وأحاديث نبيه الكريم لصالح مخططاتهم الفاسدة، أما الآن فنحن أمام نفس الكرة مرة أخرى عبر فتاوى لا تمت للدين بصلة.. فتاوى من شأنها أن تعيد المجتمع إلى عقود الظلام.. تجد هذا يردد أحاديثه الفارغة حول شرعية لقاء الزوج بزوجته المستحاضة، وفتوى أخرى عن ترك الزوج لزوجته لمن يغتصبونها.. وآخر يتحدث عن تقبيل غير الزوج للزوجة وما إلى ذلك من عفن بات يظهر على السطح.
إن الخطير فى الأمر أن تلك الفئات التى تتحدث ليل نهار باسم الدين، تجر معها وتقود فئة كبيرة من المواطنين قليلى الفكر وغير المتعلمين، مما ينتج عنه مجتمع متعصب لا يفكر بعقله بل بمنطقة أخرى..!
إن سفاسف الأمور وأعجبها وما يخرج علينا مع طليعة كل صباح يزيد من وضعنا الاجتماعى والثقافى المتأزم بالفعل، يزيد من الجرائم الأخلاقية التى باتت تمثل هوسا مجتمعيا لكل أسرة مصرية.
إننا فى الوقت الذى نسمح لضعاف الفكر والمرضى بتلك المساحات لنشر مرضهم فى المجتمع، نتغافل عن سبل التفكير فى تحقيق الحرية والعدل والحياة الاجتماعية اللائقة، والتفكير فى نهضة الوطن من أجل مستقبل أبنائنا.. إننى لا استغرب نشأة جماعات تكفيرية وتحول الشباب نحو الكتائب المسلحة والإيمان بمبدأ وسياسة العنف، لآن هذا هو النتاج الطبيعى لكهنة المعبد.. وما ننتظره الآن هو وقفة للأزهر الشريف وعلمائه المستنيرين لمواجهة هذه الهجمة التى إن نجحت لا قدر الله فسوف تنتج نظاما أكثر فاشية وأكثر تشددا من نظام الإخوان ألف مرة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماعيل محمود
السياسة والدين أيد واحدة هكذا يتحدثون تجار الدين
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماعيل محمود
لك كل الحق فيما كتبته دكتور عفت السادات
اكتفى بعنوان تعليكى واحييك دكتور عفت على كلامك