د.حسن كامل إبراهيم يكتب: آن الأوان لتأسيس مشروع وطنى بحثى

"رند" مؤسسة أمريكية بحثية سياسية وأيديولوجية وإستراتيجية، وهى تعج بكثير من الباحثين والدارسين فى كثير من التخصصات العامة والدقيقة، و"رند" تقدم الدراسات والبحوث والإحصائيات، وكذلك التوصيات لصانع القرار فى أمريكا، وذلك يعنى أن "رند" إحدى المؤسسات الرئيسية فى صياغة القرار والخطط المستقبلية على المستوى السياسى والأيديولوجى والإستراتيجى الأمريكى سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، ورند إحدى مؤسسات البنتاجون الأمريكى.

ومن المأمول أن تبادر الدولة المصرية إلى تدشين مشروع وطنى جديد بالإضافة إلى مشروع قناة السويس الجديد، ولكن هذه المرة مشروع بحثى سياسى وأيديولوجى وإستراتيجى يلتف حوله كل المصريين، فإذا كان مشروع قناة السويس الجديد سيدر أموالاً على الشعب المصرى وأنه سيساهم فى تنمية الاقتصاد المصرى فإن هذا المشروع الوطنى الجديد سيدر الأمن السياسى والأيديولوجى والإستراتيجى على هذا الوطن.

"رند – مصر" سيكون محاولة جادة وقوية فى الطريق الصحيح فى سبيل تحقيق الأمن القومى المصرى على نحو شامل، ومصر والحمد لله غنية بالموارد البشرية التى يمكنها أن تتحمل مسئولية هذا المشروع الوطنى الكبير.

"رند – مصر" سيكون مشروع وطني لا يقل أهمية عن مشروع السد العالى وقناة السويس الجديدة، فإذا كانت المشاريع الأولى تحقق الأمن المائى والاقتصادى لمصر فإن مشروع رند – مصر سيحقق إن شاء الله الأمن السياسى والأيديولوجى والإستراتيجى المصرى والعربى.

فالعالم يدار الآن بالأفكار.. نعم الباحثون والدارسون والاختصاصيون فى الفكر هم من يديرون العالم الآن أمثال: برنارد لويس، وناعوم تشومسكى وفوكايما، وغيرهم كثير، فهؤلاء هم من اخترعوا مشروع الفوضى الخلاقة، ومشروع الشرق أوسط الجديد أو الكبير، وتقسيم المقسم وتجزأ المجزأ وغيرها من المشاريع الفكرية التدميرية لمصر والوطن العربى.

لقد آن الأوان ليتم تأسيس مشروع "رند – مصر" لتحقيق عدد كبير من الأهداف، وفى مقدمتها تحقيق الأمن السياسى والأيديولوجى والاستراتيجى المصرى والعربى، كذلك لإعداد جيل جديد من الباحثين والدارسين النابهين والمتميزين الذين سيقودون هذا البلد لمزيد من التحضر والتقدم، ولإعداد بحوث ودراسات علمية وموضوعية عن الداخل المصرى والخارج كذلك بعبارة أخرى إعداد خريطة جديدة لمصر خريطة سياسية وأيديولوجية وإستراتيجية تتميز بالدقة والموضوعية الشديدة تعين صانع القرار المصرى على اتخاذ قراراته.