قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن خروج القوات الأمريكية من الأراضى الأفغانية كان مبنيا على أساس تزويد الجيش الأفغانى بالخبرة الكافية لمواجهة حركة طالبان .
ورأت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته على موقعها الإلكترونى- أن أزمة الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها فى البلاد تثير سؤالا مقلقا وهو: ين تكمن ولاءات القوات ؟
ونوهت إلى أن انقسام الولاءات داخل الجيش العراقى كان نقطة الضعف التى جعلت أجزاء كبيرة من الجيش العراقى الذى دربته الولايات المتحدة الأمريكية ينهار، عندما شن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على شمال العراق هذا الصيف، ومن جانبها شعرت حركة طالبان فى ذلك الوقت بحالة من الغبطة والسعادة إزاء الصراع الداخلى السياسى فى كابول ..
ولفتت الصحيفة إلى أنه فى انتخابات الاعادة الرئاسية التى جرت فى 14 يونيو فى أفغانستان كانت من المفترض أن تؤدى إلى أول انتقال ديمقراطى فى البلاد، تتويجا للمشاركة فى التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة منذ عام 2001. وبدلا من ذلك،اعتقد الملايين من الأفغان أن التزوير واسع النطاق فى الانتخابات جعلها غير شرعية، مما قد يخلق انقساما عرقيا خطيرا ويحيى مشاعر الحرب الأهلية التى سادت فى التسعينيات.
وأضافت أن أحد المرشحين الرئاسيين الأفغانيين عبدالله عبدالله، الذى كان وزيرا سابقا للخارجية ومشهورا بشعبيته لدى قبائل الطاجيك والهزاره، رفض الاعتراف بنتائج الاتخابات الأولية بسبب أنها أظهرت منافسه البشتونى ووزير المالية السابق أشرف غنى فى الصداره..لافتة إلى أنه فى أى بلد آخر فإن ذلك لن يعنى شيئا وكانت السلطات ستقوم بإعلان النتائج .
غير أن أنصار عبدالله الذين كان من بينهم أكثر زعماء الحروب ممن اشتهروا بسوء السمعة فى حقبة الحروب الأهلية قد امتلكو االورقة الرابحة التى أجبرت المجتمع الدولى على التدافع للتوصل إلى تسوية لتقاسم السلطة مع غني.
وفى الوقت نفسه قام هؤلاء الزعماء باستمالة ضباط فى الجيش وقوات الأمن بحيث فى النهاية يصبح ولاء هؤلاء الجنود لصالح هؤلاء الزعماء بدلا من الولاء لسلسلة القادة الرسميين.
من جانبه، قال محمد محقق أحد زعماء الحروب السابقين "إنه إذا لم يتم قبول نتائج الانتخابات، فأنا لست متأكدا من أن جميع قوات الأمن ستطيع غني،".
ووفقا للصحيفة، قال مدير مركز كابول للدراسات الاستراتيجية ولى الله رحماني، إنه إذا وافق المعسكران المتنافسان على تشكيل حكومة توافقية، وهو من المحتمل أن يحدث، فإن الدمار لا يزال موجودا، وحتى مع وجود الحكومة الوطنية المشكلة، فإنه من المحتمل تعميق التسييس حيث تحاول الفصائل المتناحرة دعم قوتها داخل المؤسسة الأمنية. .
وأشارت إلى إنه بينما تسعد طالبان بوجود هه الخلافات والانقسام، لا يهتم الساسة بالمصلحة الوطنية للبلاد.. ناسبة إلى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قوله أن "الاقتتال الداخلى للساسة يكشف مدى سخافتهم" .
ولفتت الصحيفة إلى أن بناء الجيش الأفغانى منذ البداية استغرق مساع مكلفة وجهدا كبيرا، لأن الولايات المتحدة تصرف 4.1 مليار دولارعلى الجيش والشرطة الأفغانية وتخطط لاستمرار التمويل حتى عام 2017 على الأقل .
واختتمت بأن عدد جنود قوات الأمن الفغانية يبلغ فى الوقت الحالى 350 ألف مقاتل، وهم يقاتلون حركة طالبان من تلقاء أنفسهم بسبب تراجع وجود المهام القتالية الأمريكية فى أفغانستان .
وول ستريت جورنال: انقسام الولاءات داخل الجيش الأفغانى يشعر مقاتلى طالبان بالغبطة
الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014 04:31 م
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة