كان من المعروف سابقا أن فقدان الشهية العصبى يظهر بصفة خاصة فى فقدان الوزن على نحو حاد، ولم يكن من المتوقع أنه يمكن أن يعانى شخص يتمتع بوزن طبيعى من هذا الاضطراب الغذائى.
ولكن توصل باحثون أستراليون إلى أن المراهقين الذين يتمتعون بوزن طبيعى يمكن أن يعانوا أيضا من فقدان الشهية العصبى، وذلك وفقا للرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين على موقعها على الإنترنت اليوم الخميس.
وتجدر الإشارة إلى أن فقدان الشهية العصبى يعد مرضا نفسيا يندرج ضمن اضطرابات الأكل، وتظهر أعراضه فى الرفض التام لتناول الطعام والرغبة فى إنقاص الوزن بشكل مبالغ فيه، ويصيب الفتيات المراهقات بصفة خاصة؛ لأنهم يسعون دائما للتمتع بقوام رشيق وممشوق اقتضاء بنجمات السينما.
وأوضح الباحثون تحت إشراف الدكتورة ميليسيا إيتلو أنهم لاحظوا زيادة أعداد المراهقين الذين يعانون من مضاعفات بسبب الإحجام عن تناول الطعام، على الرغم من أن أنهم يتمتعون بوزن طبيعى.
وأضاف الباحثون أن الخطورة بالنسبة لهذه المجموعة من المرضى أنهم يعانون من سوء التغذية نتيجة الإحجام عن الطعام، ولكن لا يبدون عجافا بدرجة تثير القلق؛ ومن ثم يتأخر اكتشاف المرض لديهم إلى أن تظهر مضاعفاته.
وأشار الباحثون إلى أن هؤلاء الذين يتمتعون بوزن طبيعى فى ظل معاناتهم من فقدان الشهية العصبى، كانوا يعانون فى الأساس من زيادة فى الوزن بشكل كبير قبل البدء فى الإحجام عن الطعام؛ ومن ثم يظهر فقدان الوزن لديهم على أنه أمر إيجابى، ولا يفكر أحد أنه يخفى وراءه سوء تغذية.
وتوصل فريق البحث إلى ذلك بعد مراقبة 99 مراهقا تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاما، وخضعوا للفحص بالمستشفى بين عامى 2005 و2009.
وتبين لفريق البحث أن مجموعة مرضى فقدان الشهية العصبى التى فقدت وزنا كبيرا للغاية وكذلك المجموعة الثانية التى لا تزال تتمتع بوزن طبيعى، فقدوا نحو 12 إلى 13 كيلوجراما فى فترة زمنية قصيرة، أى أن المجموعة الثانية تعانى أيضا من سوء التغذية ولكن لم يتم ملاحظة ذلك عليها بشكل كبير.
وأضافت "إيتلو" أن كلتا المجموعتين أصيبتا أيضا بانخفاض شديد فى نسب الفوسفات بالجسم، الأمر الذى يمكن أن يهدد صحة القلب لديهم ويؤدى إلى الإصابة بعدة أمراض من بينها عدم انتظام ضربات القلب.
وأكد الباحثون أن الآباء يمكنهم لعب دور حاسم فى اكتشاف فقدان الشهية العصبى لدى أبنائهم بشكل مبكر؛ حيث يمكن أن تظهر المؤشرات الأولى للإصابة به فى تغير السلوك الغذائى بشكل واضح والإكثار من ممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه والميل للتقلبات المزاجية والشعور بالخوف والقلق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة