الرصيد الشعبى الذى يحظى به الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يشكل -منطقيا- مصدر قلق أو حساسية للكلمة "المشاغبة" و"المتعطشة" إلى النقد الموضوعى، خصوصا أن هذا الرصيد من صُنع شعب بسيط احتشد فى مختلف المواقف والأماكن معبرا عن ثقته فى السيسى، وليس صنيعة النخبة ولا الإعلام. كما تنطلق الكلمة فى النقد أمام القرارات التى تستدعى هذا التدخل، وجودها أيضا مطلوب فى مواقف الإشادة.
إدارة السيسى نجحت مؤخرا فى الخروج بمكاسب للموقف المصرى من الإعلان الأمريكى لتشكيل تحالف دولى بهدف الحرب على داعش، مصر أدارت موقفها بمهارة دفعتها نحو اكتساب المزيد من التفهم العالمى لحقائق المشهد المصرى، حين كشفت -رسميا- الأوراق بصراحة على طاولة اجتماع السعودية، مؤكدة على مبدأ محاربة الإرهاب كقضية دولية وليست على طريقة انتفاضة "كاوبوى" نتيجة الإطاحة برؤوس بعض مواطنيه.
اقتصار الدور المصرى فى هذا التحالف على تبادل المعلومات الاستخبارية والأمنية فى إطار خوض مصر حرب على الإرهاب داخل أراضيها وهو اعتراف ورد على أهم موقع استخبارى إسرائيلى "ديبكا" عن خوض الجيش المصرى فى سيناء حربا ضد الإرهاب أشرس من حرب 1973، تاريخ مصر مع جيشها يجعلها تنأى عن الاستجابة إلى استفزازات داعش وهى تأخذ بيدها زمام السيطرة على القرار، وتستدرج أمريكا إلى القتال دون أن يضع رئيسها معالم سياسية أو عسكرية واضحة ترقى إلى مستوى خطورة هذه الحرب.
خطاب أوباما اقتصر على فكرة الاستدعاء الأمريكى إلى الحرب، كى يهرع العالم -خصوصا العربى- للمشاركة بموارده المالية والبشرية!! وهو ما يُذكرنا بمقولة بن لادن عن أنه يكفى أن يرفع نفران من المجاهدين علم القاعدة فى أى بقعة من العالم حتى يُهرول جنرالات الغرب نحوها!!.
تغليب المصالح الوطنية هى الورقة التى لعبت عليها مصر بنجاح فى إدارة اللحظة.. فالأولى، بدلا من مشاركة سلاح الطيران المصرى فى حملات قصف جوية قد تُشكِل ضربات موجعة لداعش، أن يتم تسليمه الطائرات التى طال انتظارها من أمريكا مما يضمن المزيد من الأمن على الحدود ومنطقة سيناء فى حرب مصر ضد الجماعات الإرهابية.
بالتأكيد عبارة السيسى "مسافة السكة" لا تعنى دخول جيش مصر فى حرب مدن مع عصابات، ولا المشاركة فى مغامرات لن تنتهى بالقضاء على داعش بدون خطة محكمة لتجفيف منابعه سواء المالية أو البشرية، خصوصا أن دعوة أمريكا تأخرت بعدما ظلت ترصد لأشهر عبر طائرات الاستطلاع التى تجوب الحدود العراقية – السورية، استيلاء داعش على حقول النفط وبيعها إلى تركيا، بالإضافة إلى سطوها على بنوك كل مدينة عراقية سيطرت عليها.
"الشو" الأمريكى يستدعى العالم دون أن يوضح كيفية معالجته الاعتبارات السياسية التى أدى إهمالها سابقا فى الحرب على العراق عام 2003 إلى تشويه هذا الصرح الحضارى حين عصفت أمريكا بالتوازنات الطائفية التى كانت تُشكِل الشعب العراقى ودعمت الاستحواذ الإيرانى على القرار العراقى فى تجاهل لباقى الطوائف، مما أدى إلى المزيد من انفجار الأوضاع، أو كيفية التكالب بين طرفى الصراع السياسى فى سوريا، المعارضة ونظام بشار الأسد، على استثمار الحملة فى تهدئة الأجواء أو المزيد من التقارب مع أمريكا ودول الغرب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
داعش ماهو الا مسمار جحا الامريكانى المعد لاستنزاف ثروات العرب وابقائهم دوما تحت السيطره الامريكيه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
السيسى اثبت مهاره فائقه عندما جعل الدور المصرى يقتصر على تبادل المعلومات الاستخبارتيه والامنيه
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر
داعش وهم لتحقيق مصالح أمريكا فى تدمير ما تبقى من العرب
عدد الردود 0
بواسطة:
000
لماذا السنة ؟