هنا موسى تكتب: خالد صالح الفنان الخلوق الذى لم تغيره النجومية

الخميس، 25 سبتمبر 2014 09:07 م
هنا موسى تكتب: خالد صالح الفنان الخلوق الذى لم تغيره النجومية النجم الكبير الراحل خالد صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هنا موسى


لا أعلم ما سبب كل هذا الحزن الذى اعترانى فور سماعى خبر وفاة الفنان الخلوق المحترم خالد صالح، وظللت للحظات طويلة غير مصدقة الخبر وتمنيت أن يكون شائعة مثل الكثير من الشائعات التى نسمعها مرارًا عن وفاة النجوم، رغم أن علاقتى به كصحفية لم تبدأ إلا فى الـ5 سنوات الأخيرة، إلا أنه كان من أكثر الفنانين الذين أكن لهم احترامًا شديدًا، وهو أيضًا من الفنانين القلائل الذين لم تتغير وجهة نظرى بهم بعد لقائهم فى الحقيقة فظل كما كان الفنان الخلوق المثقف المحترم الرصين الهادئ الواثق فى نفسه والمتواضع أيضا.

فلم يتغير خالد مطلقا سواء كان هو الفنان الذى يقدم الأدوار الثانية التى تعلم مع الجمهور، أو هو النجم الأوحد الذى يحمل مسئولية العمل كاملا، فالنجومية لم تغيره أو تغره مطلقا ظل كما هو إنسانا وفنانا متواضعا وخلوقا يتعامل بذوق ورفق وطيبة مع كل الناس من أصغر شخص لأكبر شخص، ولا يتعامل بمنطق النجم سواء مع فنان فى بداية مشواره أو مع عامل البوفيه أو حتى مع مساعده الذى كان يعامله مثل أحد أفراد عائلته.

لم أذكر يوما أيا من أصدقائى فى مجال الصحافة يشكو من الفنان خالد صالح أو من معاملته معه، فدائما ما نحكى لبعض تجاربنا مع النجوم ومن منهم تغير وتكبر ومن منهم ظل كما هو، وكثيرا ما كانت تختلف الآراء فى عدد من النجوم فيتعاملون بشكل جيد مع أصدقائهم من الصحفيين ويتعاملون بغرور وشكل غير لائق مع من لا يعرفوهم منهم، إلا خالد صالح لم أسمع يوما أن هناك صحفيا من أصدقائنا اشتكى من طريقة معاملته له، فالابتسامة لم تكن تفارق وجهه مطلقا، وكان حريصا طوال الوقت على ألا يغضب أحدا منه.

التقيت بخالد صالح مرات عديدة لإجراء حوار صحفى أو فى مناسبات فنية مختلفة، لكن ما تزال بذاكرتى تلك المرة التى كان هناك موعد بيننا لإجراء حوار صحفى بعد تقديمه بطولة فيلم "ابن القنصل" والتى نجح فيها نجاحا كبيرا وحقق الفيلم إيرادات مرتفعة للغاية ونال إعجاب الجمهور والنقاد معا خاصة دور خالد صالح أو "القنصل" الذى كان يحتاج لمجهود كبير، واتصلت به قبل الذهاب له بساعتين للتأكيد على الموعد قبل الذهاب، إلا أنه لم يجيبنى فغضبت بطفولية وأرسلت له رسالة على هاتفه المحمول أعاتبه فيها بشدة وأخبره أنى لا أريد إجراء الحوار، فما كان منه إلا أن سارع بالاتصال بى وعلى عكس توقعى لم يعاتبنى أو يتعجب من سرعة ردة فعلى لعدم رده على اتصالى لمرة واحدة فقط، بل وجدته يعتذر لى لعدم الرد وانشغاله فى التصوير وخيرنى إذا كنت أريد أن أؤجل الحوار لغد فى الاستديو أم أجريه معه على الهاتف الآن.. صمتُ كثيرا حيث خجلت بشدة مما فعلت وخجلت أكثر من ردة فعله وتواضعه، فشخص غيره لم يكن ليهتم، خاصة أننى لم أعطه فرصة لأسمعه بل أصدرت أحكامى المسبقة ضده وأخبرته أننى لا أريد إجراء الحوار، فكان الأولى به أن يتجاهلنى فالعديد من الصحفيين حوله ويزدادون يوما بعد آخر لأنه يزيد نجاحا وتألقا يوما بعد آخر، لكنه رغم ذلك لم يدعنى أغضب منه أو أقاطعه.
هذه الأخلاق لم تعد موجودة حتى بين الأصدقاء وليس فى فنان كبير وقدير، رحل من عالمنا مثلما دخله فجأة، لكنه أخذ قلوبنا معه فنحن نعلم جيدا أنه لن يجود الوسط الفنى بفنان فى مثل أخلاقه وموهبته معا، رحمك الله يا فنان يا خلوق.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة