الشيعة المصريون هم إحدى الأقليات الدينية الموجودة فى مصر التى يختلف المؤرخون على بداية ظهورها فى مصر، فالمؤرخون السنة يزعمون أن المذهب الشيعى لم يدخل مصر إلا مع الفتح الفاطمى، ومؤرخو الشيعة يؤكدون أن المذهب كان موجودا قبل الخلافة الفاطمية وازدهر فى عهدها. والمؤكد هو انتهاء الممارسة "العلنية" للمذهب الشيعى فى مصر بسقوط الدولة الفاطمية وحكم الدولة الأيوبية.
فصالح الوردانى أحد السنة الذين تحولوا إلى اعتناق المذهب الشيعى إلا أنه عاد من جديد إلى السنة يقول فى دراسته: "الشيعة فى مصر احتفظت ببعض الأفكار والممارسات المرتبطة بالتشيع بعد إنهاء الحقبة الشيعية، وما زالت هذه الأفكار والممارسات تظهر فى حياة المصريين فى بعض الأحيان، من بينها: الحركة الصوفية التى ظهرت بعد انهيار الدولة الفاطمية فقد تذرع المصريون بالتصوف من أجل الهروب من بطش حكام الدولة الأموية بالشيعة، فأظهروا «التسنن» رغم أنهم يضمرون التشيع، وبمرور الوقت تحول التسنن من مجرد ادعاء إلى حقيقة على يد الأبناء والأحفاد. وهناك الاحتفالات التى عرفتها مصر فى الحقبة الشيعية، مثل الاحتفال بذكرى عاشوراء، وليلة النصف من شعبان، ورأس السنة الهجرية.
ويضيف الوردانى فى دراسته أن عادة الإساءة إلى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وعائشة أم المؤمنين، رضى الله عنها، ما زالت قائمة فى مصر حتى اليوم؛: «نعم يا عمر!»، أو يقول: «مش حسيبك إلا لما تقول أنا عيشة»! وهى مقابل لسب سنى للشيعة ظهر فى العصر الأيوبى تحمله عبارة «يا ابن الرفضى»، إذ يطلق على الشيعة «الروافض».
ويضيف الورادنى من الصعوبة أن نقول إن المذهب الشيعى له وجود حقيقى بمصر فاتباع الشيعة هم أفراد معدودن وليس كما يروجوا قابضوا الدولارات انهم تعدوا المليون، ويضيف أن المصريين بطبيعتهم محبون لأهل البيت، وهى ممارسة وتقليد يرتبط بالمسلمين كافة، ربما كان الأمر أكثر توهجاً لدى المصريين بحكم تاريخ أهل البيت ووجودهم إلى جوارهم عبر فترة زمنية طويلة، لكن ذلك لا يعنى بحال تبنى مجموعة الثوابت الفقهية التى يمتاز بها المذهب الشيعى، مثل الاعتقاد فى الأئمة وعصمتهم، وتبنى موقف سلبى من الشيخين أبى بكر وعمر، ويبدو الأمر عكس ذلك تماماً؛ فالمصريون المحبون لأهل البيت يرون فى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، نموذجاً للحاكم العادل، وما أكثر ما يستدعون حكايات عدله.
على الرغم من عدم وجود إحصاء رسمى بأعداد الشيعة إلا أن "بهاء أنور"، المتحدث الرسمى باسم الشيعة بمصر، يقول إن عدد الشيعة المصريين يبلغ 3 ملايين شخص فى جميع المحافظات، مؤكداً أنهم تعرضوا لعمليات اضطهاد خلال حكم مبارك، وصلت إلى حد القتل والفصل من العمل والتعنت والعزل عن المشاركة فى كل الأنشطة الاجتماعية والسياسية.
وقال إن 90% من المصريين كانوا شيعة قبيل مجىء صلاح الدين الأيوبى الذى قام بعمل مجازر جماعية لهم ولم يعد للشيعة بمصر وجود بعده لفترات طويلة.
ومن أهم المؤسسات الشيعية التى ظهرت فى القرن العشرين للشيعة هى: المجلس الأعلى لرعاية “آل البيت” برئاسة محمد الدرينى، وجمعية “آل البيت” التى تأسست عام 1973 وأغلقت عقب الثورة الإيرانية، ودار نشر البداية التى تأسست عام 1986، وأغلقت فيما بعد، وودار نشر الهدف والتى تأسست عام 1989 عقب إغلاق دار البداية.
وفى بداية الثمانينيات مع نجاح الثورة الإيرانية وصعودهم إلى الحكم هناك أصدر شيخ الأزهر وقتها عبد الرحمن بيصار فتوى تبطل فتوى محمود شلتوت بجواز التعبد بالمذهب الشيعى، وبعدها فى عام 1987 تم القبض على العشرات من الشيعة واتهامهم بالتجسس لصالح إيران وتكوين تنظيم شيعى فى مصر، وفى عام 1988 تم القبض على عدد من الطلاب العرب واتهامهم بالتجسس وترحيل القائم بالأعمال الإيرانى بتهمة تمويل التنظيمات الشيعة فى مصر.
وفى عام 1996 اعتقل 50 آخرين بتهمة محاولة إنشاء "حسينات" على أنها خلايا شيعية – يعتبر الشيعة "الحسينية" مكان عبادة - ومحاولة إنشاء "المجلس الأعلى لقيادة الحركة الشيعية فى مصر".
الحسينيات الشيعية فى مصر
الحسينيات والعتبات المقدسة الشيعية التى تُلقى فيها الدروس الدينية الشيعية، وتُوزع فيها الكتب والمراجع الخمينية، وفى حدائقها يتم التبشير للمذهب الشيعى الإمامى، ونجح أنصار المذهب الشيعى فى إنشاء الحسينيات داخل مراقد ومقامات الأولياء والصالحين والمنتسبين لآل البيت عليهم السلام متسترين وراء الطرق الصوفية المنتشرة فى ربوع مصر وقراها.
ومن أبرز المراقد التى احتضنت الحسينيات ضريح الإمام سلامة الرضا، والسيد الشاذلى، وضريح السيد أبو العزائم، وضريح الإمام صالح الجعفرى، وضريح الإمام على زين العابدين بن على، وضريح الإمام محمد بن الحنفية الأخ غير الشقيق لسيدنا الحسن والحسين، وأخيرًا ضريح الإمام مالك الأشتر الذى يعد أحدث حسينية فى مصر.
وتحدث تقرير نشرته وكالة الأنباء الروسية (نوفيستى) أن أعداد الشيعة قد تزايد بشكل واضح بعد الثورة وبدأوا فى إعلان مطالبهم الرئيسية أهمها: السماح لهم ببناء مساجد يرفع فيها الأذان الشيعى، السماح ببناء الحسينيات، وجود مرجعية دينية معلنة لهم فى مصر كبديل عن المرجعية الإيرانية أو العراقية، والسماح بتداول كتب المذهب الشيعى بشكل علنى، وتضيف من السرية التى يتبعها أنصار المذهب الشيعى فى ممارسة شعائرهم وطقوسهم هى لطم الأرجل فى المنازل المغلقة عليهم دون إعلان ذلك فى الحسينيات أو المساجد أو الساحات العامة.
موضوعات متعلقة
نرصد ادعاء 5 مواطنين أنهم "المهدى المنتظر".. الأول حرر محضرا يتهم مبارك عقب سقوطه بتدمير البلاد.. وآخر أباح تبادل الزوجات..وثالث يتعاطى البانجو..والرابع "خاله المسيخ الدجال".. والخامس يريد لقاء الرئيس
نواصل حلقات الأقليات الدينية.."الشيعة".. يدعون أنهم 3 ملايين شيعى فى مصر.. الأرقام الضخمة مصدرها التمويل الأجنبى.. يبنون الحسينيات فى مراقد وأضرحة الصوفية..ويمارسون شعائرهم فى بيوتهم خوفا من الملاحقات
الأربعاء، 03 سبتمبر 2014 10:11 م
الشيعة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة