عصام كرم الطوخى يكتب: ثمرة التأمل

السبت، 06 سبتمبر 2014 08:12 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: ثمرة التأمل شخص يمارس رياضة التأمل - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثمرة أى تغيير فى حياتنا للأفضل أو فى الكون، كان نتيجة التأمل والتفكر والتدبر والرؤى بنظرة ثاقبة، فكثير من الأشياء بل والظواهر التى حيرت العلماء والمفكرين، وما كان يشغل عقلهم وخيالهم من إجابات ليست لها حلول، كان إشعاع النور يشرق من واحات الـتأمل والفكر بطريقة الفحص والدرس.

يقول الغزالى: «إن ثمرة التفكر (التأمل) تظهر فى زيادة العلم وتوسيع المعرفة، والمعارف إذا اجتمعت لدى الإنسان وترتبت أثمرت معرفة أخرى، أو (المعرفة تنتج المعرفة) لأن المعرفة إنتاج المعرفة، فإذا حصلت معرفة جديدة أدت إلى معرفة أخرى، وهكذا يمتد النتاج ويمضى الفكر إلى غاية بعيدة».

فما أعظم التأمل والتفكر والتدبر فى عظمة الخالق، وأسرار كونه وكائناته، والفهم الأعمق لها، فقد يقودك التأمل إلى معرفة ذاتك بصدق والبعد عن ما يعكر صفاء حياتك، كونك تكتشف وتنعم من أسرار الحكمة ما ينير ذاتك، فإدراك اللحظة الراهنة التى أنت فيها هى السر لأى تغيير بما فيها من شرها وخيرها على حسب رؤيتنا ونظرتنا للحدث نفسه.

فانغماسك فى فكرة معينة، قد تقودك إلى التركيز فى اتجاه واحد وإلى معرفة أدق التفاصيل فيما تفكر فيه، مما تجعلك تقيم علاقة ود وصفاء ورحمة مع ذاتك، فمما لا شك فيه أن التأمل يزيد من الكفاءة العقلية والتجول فى آفاق جديدة وعظيمة.

التأمل لا يأتى بنتائجه وثماره بين يوم وليلة، وإنما يأتى بالعلم والعمل وتغذية العقل والنفس بما يزيدها ثقة ويقين بعظمة الخالق، لذلك طور من قدراتك وإمكاناتك ولا تقطع سبل التأمل والتفكر بداخلك بما يقلل من إشعاع النور ومصدره، فتشعر بالتوتر والقلق والحيرة وأحيانا بالعجز والشلل التام.

التأمل يقودك إلى النجاح والإبداع والرقى والثبات بتغييرك استراتيجياتك الخاصة والعامة والحياتية فى أى مجال، التأمل يقودك إلى اكتشاف أفكار لم يسبقك إليها أحد، لأن الأفكار تولد أفكارا والمعرفة والعمل بها تزيدك حكمة ورؤى مختلفة فى تقدير الأشياء بل والحكم عليها يكون بمنظور عادل.

لا تطرد أفكارا بعينها كونها تافهة فى البداية، فلو تأملت فيها بتعقل وتدبر وتأمل لسوف تجد فيها حلولا كانت غائبة عنك فى الوهلة الأولى لنظرتك السريعة، ولا ترفض الأفكار كونك لا تستطيع تحقيقها فى الوقت الراهن، فقد تتحقق على المدى البعيد، أو قد يسبب الله لك من الأسباب فيجذب إليك ما قد يساعدك على تحقيقها. من نهر إبداع الآخرين، وواحات عقولهم المستنيرة، اجلس مع من ينير بصيرتك ويقوى عزيمتك، ويزيدك فكر وتأمل، بل افتح تراث العلماء والمفكرين السابقين وخذ بنهم ما تشاء من تجاربهم وكنوزهم.

اخرج الآن من كهوف الجهل والظلم لذاتك وقهرها بفكرك التقليدى وحياتك الروتينية وتأمل وتفكر وتدبر ذاتك وأمور حياتك والمعنى الحقيقى لوجودك فى ملكوت الخالق والهدف الأسمى لك.

تحرر من كل ما يعوق تفكيرك وحطم قيود السجن الإجبارى لذاتك والتى فرضتها على حياتك وكفى ما ضاع وسرق من أجمل أيام عمرك، فغير من طريقة تفكيرك لتكتشف أجمل ما فى انتظارك وتجدد بها حياتك.















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة