التوقف المفاجئ لمشروع توشكى ولأكثر من عشر سنوات يشير إلى كارثة فى الفكر الذى كان يقود مصر فى عهود سابقة.. وبعد أن كان مشروع توشكى مشروعاً قومياً التف حوله المصريون بحماس كبير وثقة، تحول بصورة سريعة إلى رمز للكساد والفشل دون أى مبرر ودون أى خطة للأنقاذ فيما بعد.. اليوم يأمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة دراسة مشروع توشكى وكيف يمكن إنقاذه.. هذا القرار الرئاسى أعتبره مسؤولية أمامنا جميعاً سواء على مستوى مشروع قومى كبير ضاعت فيه المليارات دون جدوى بعد أن تم قتل المشروع فجأة وعلى المستوى الفردى.. كيف تكون مسؤوليتنا أمام كل ما هو صغير أو كبير من شأنه رسم صورة لمصر المستقبل، قرار الرئيس السيسى من شأنه إنقاذ ملايين الأفدنة القابلة للزراعة والمتوقفة دون معنى.. وكذلك إنقاذ ملايين ومليارات الدولارات التى ضاعت ولم تصل بنا إلا إلى الخواء.. وتوشكى كما نعلم تقع فى خط عرضى يسمى حزام الجفاف. على مدار الكرة الأرضية ولا يمكن زراعته إلا بالآبار الجوفية العميقة. وكما نعلم فمصر من بلاد الجفاف المائى مثلها مثل مجموعة شمال ووسط أفريقيا.. والقضية كانت أن تشغيل مشروع توشكى سوف ينتصر على هذه الكارثة الأزلية.. حيث تمتلئ بعشرات الملايين من الفدادين الصالحة للزراعة.. ولهذا فحين تم الإعلان عن افتتاح مشروع توشكى منذ ربع قرن تقريباً. تدافع رجال الأعمال من مصر ومن بلاد الأشقاء العرب يسعون للعمل فى هذه الأرض البكر وتم بالفعل استصلاح مجموعات كثيرة من الأراضى ثم توقف المشروع كما قلت بدون أدنى مبررات.. وتوشكى كما حظيت فى بداية الأمر بهذا الاهتمام السياسى والإعلانى فإنها حظيت.. بمجموعة دراسات جدوى راقية ولكن المؤلم أن تتدخل المؤامرات فى عهد مبارك.. وكما كانت هذه المؤامرات يمكنها أن تفسد العلاقات الخاصة. كانت قد أنهت مشروعاً ضخماً مثل توشكى لولا حكمة الرئيس السيسى الذى يسعى لإنقاذ مصر وترتيب أوراقها وإعادة هيبتها. وسبب شهرة توشكى هو الرجل الوطنى المهندس عبدالعظيم أبوالعطا. بعد أن وجد أن بحيرة السد العالى بها ثلاثة أخوار والخور هو النتوء فى البحيرة ولكن بمساحات كبيرة وهى تزيد من مساحة البخر ومساحة التسرب.. وحماس هذا المصرى الغيور هو الذى لفت الانتباه لتوشكى وأشعل العمل بها.. وقد توقع المسؤولون الحاليون أن عودة العمل فى توشكى سوف يفتح مجالات عمل غير تقليدية ما كانت موجودة فى بداية المشروع وهذا هو تفعيل قيمة المشروع.. نحن اليوم نضع مشروع توشكى الجديد إلى جوار المشروعات القومية التى أقسم الرئيس السيسى أن تنتشر فى ربوع مصر من سيناء إلى جنوب مصر.. نضع توشكى إلى جوار مشروع تشييد قناة السويس الجديدة. وهو المشروع الأسمى لمصر وللمصريين، الذى يؤكد عبقرية الچينات المصرية حين يقودها إنسان مخلص مدبر يرعى شعبه على القيم والتقاليد.. اليوم يضع السيسى مصر على بداية حضارة جديدة لكى تكون مصر أم الدنيا بل أد الدنيا. وسوف تستمر مشاريعنا لتعلن عن عظمة الشباب والمستقبل، مصر مليئة بالحماس وخريطة الوطن ثرية بالإنجاز ولعل الإقبال الجماهيرى الحاشد لشراء شهادات استثمار قناة السويس أكبر رد يؤكد تفاعل المصريين مع مشروعات الرئيس السيسى.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمود
لماذا نختلف مع السيسي